حركة نَشِطة يشهدها سوق الانتقالات في كرة السلّة اللبنانيّة. أندية الدرجة الأولى تريد أن تتجاوز جميع مشاكل الموسم الماضي الإداريّة والماليّة، لذلك فإن الخطط وُضعت لبدء الموسم بكل جديّة وطموح، بالتوازي مع خطط اتحاديّة بدأ الاتحاد الجديد للعبة العمل عليها، بهدف إعادة إحياء كرة السلّة التي غَرِقَت بالمشاكل والديون على مدى الأشهر الماضية. الرياضي بيروت خَسِرَ اللقب على حساب نادي هومنتمن والشانفيل يريد تجاوز خيبة موسم للنسيان صرف فيه ملايين الدولارات. التحضيرات بدأت باكراً في المنارة وديك المحدي وأمل المدربين كبير.قرار جريء اتخذه الاتحاد اللبناني لكرة السلّة باعتماد لاعبين أجنبيين اثنين بدلاً من ثلاثة على أرض الملعب. القرار بلا شك يصبّ في مصلحة اللاعب اللبناني الذي سيستعيد دوره خلال الموسم المقبل بصورة أكثر فعالية. في السابق كان يُقال في الأوساط السلّوية إن نظام اعتماد ثلاثة لاعبين أجانب على أرض الملعب، ولائحة النخبة يهدف لضرب نادي الرياضي بيروت الذي كان يمتلك ترسانة من اللاعبين اللبنانيين القادرين على صُنع الفارق ولا يزال. جاء الثلاثة أجانب ورحلوا وأثبت نادي المنارة أنّه الرقم الصعب في كرة السلّة اللبنانيّة، فالرياضي مرشح دائم لإحراز اللقب، وبطل آسيا خسر نهائي الموسم الماضي بصعوبة كبيرة أمام هومنتمن، وبغياب عدد من لاعبيه اللبنانيين والأجانب. إدارة نادي الرياضي الجديدة برئاسة مازن طبارة جدّدت الثقة بالمدرب اللبناني أحمد فرّان الذي تمكن الموسم الماضي من جلب كأس آسيا إلى خزائن المنارة، وبدأ فرّان والإدارة العمل باكراً في سوق الانتقالات، فتمّ التعاقد مع باسل بوجي من نادي بيروت وهايك غيوقجيان من نادي هومنتمن، فيما انتقل علي حيدر وشارل تابت من الرياضي إلى نادي بيروت، في ظل حديث عن إمكانية خروج صانع الألعاب علي محمود من النادي البيروتي. مدرب النادي الرياضي أحمد فرّان يؤكد أن الرياضي لن يتأثرّ بغياب حيدر وتابت، على اعتبار أن بوجي وغيوقجيان قادران على صنع الفارق وتعويض غياب أي لاعب، كونهما يتمتعان بفعالية كبيرة. يقول فرّان في حديث مع الأخبار «قمت ببناء الفريق الذي أطمح له لاستعادة اللقب، وإعادة البطولة إلى المنارة». لم يُنكر فرّان فضل أي لاعب مرّ على الرياضي، معتبراً أن الجميع قدّم للفريق، لكنّه أكّد أن الفريق الذي تمّ بناؤه للموسم المقبل مختلف وقادر على إعادة الدوري والكأس إلى المنارة. وإضافة إلى بوجي وغيوقجيان قال فرّان إن المفاوضات مع اللاعب المصري ـ اللبناني اسماعيل أحمد «باتت في الخواتيم» وإن اللاعب المخضرم صاحب الـ42 عاماً سيعود إلى بيته بعد موسم قضاه مع نادي هومنتمن بيروت. وتحضيراً للموسم المقبل قام الرياضي بيروت بتبديل لاعبيه الأجانب، خاصة في ظل إصابة لاعب الارتكاز المخضرم كريس دانييلز، والـ«شوتر» كوينسي دوبي، وعدم تقديم مايك هاريس المستوى المطلوب. تعاقد فرّان مع صانع الألعاب الأميركي مارك لايونز (185 سنتم – مواليد 1989)، بعد ما كان لعب في الدوري التركي حيث بلغت معدلاته 16.5 نقطة و2.3 متابعات و4.5 تمريرات حاسمة مع نادي غازي عنتاب في المباراة الواحدة، كما لعب في الدوري الروسي قبل التوقيع مع الرياضي بيروت. وسيكون عملاق المنتخب النيجيري كريستوفر أوبيكبا (206 سنتم - 25 عاماً) ضمن تشيكلة المدرب فرّان. وسبق لأوبيكبا أن لعب أيضاً في الدوري التركي مع نادي ترابزونسبور وبلغت معدلاته 8.5 نقطة و7.1 متابعة و2.5 بلوك شوت في المباراة الواحدة. وفي ظل هذه الحركة النشطة في المنارة، يبقى صانع ألعاب الرياضي ومنتخب لبنان وائل عرقجي غير جاهز تماماً، إذ إنه يتمرّن هذه الفترة منفرداً استعداداً للعودة إلى الملاعب في تشرين الأول/أكتوبر المقبل. «الرياضي يمرض ولا يموت» هكذا يقول عشاق «القلعة الصفراء» فالنادي الذي أحرز أربع بطولات متتالية قادر على إعادة كأس البطولة إلى خزائنه في ظل وجود العرقجي وأمير سعود وعودة اسماعيل أحمد، من دون أن ننسى أن دكة بدلاء الرياضي هي الأفضل في لبنان. يبدو أحمد فرّان متفائلاً بسوق الانتقالات، ويؤكد أن الفريق سيكون جاهزاً وجائعاً للفوز، وإسعاد الجماهير التي دائماً تُطالب بالألقاب، كونها تعودت على إحراز الكؤوس على مدى السنوات الـ14 الماضية.
على خطى الرياضي بيروت يسير نادي المريميين الشانفيل. النادي المتني يريد نسيان خيبة الموسم الماضي، حين خرج من الدور ربع النهائي على يد الحكمة «الجريح». تعاقد الشانفيل مع مدرب نادي الحكمة فؤاد أبو شقرا، كما نشط أيضاً في سوق الانتقالات بهدف بناء فريق قادر على المنافسة. يعود أبو شقرا إلى ناديه السابق بعد 15 عاماً من الغياب، فهو كان قد درّب النادي في عام 2004. لا يخفي المدرب المخضرم أن الخروج من نادي الحكمة كان صعباً بعد 6 سنوات قضاها في «القلعة الخضراء» قدّم خلالها أداءً مشرّفاً رغم الظروف المالية والإدارية الصعبة هناك. يقول أبو شقرا في حديث مع الأخبار إن «العودة إلى الشانفيل بعد غياب كل هذه السنوات أمر مليء بالعاطفة. في طفولتي تعلّمت في مدرسة الشانفيل، وكان المكان الذي لعبت فيه كرة السلّة»، يؤكد أبو شقرا أنّه مرتاح جدّاً منذ قدومه إلى ناديه القديم، خاصة أن صداقات قويّة تربطه مع الإداريين في النادي والمدرسة. يقول إن نادي الشانفيل بإدارته الحالية يمتلك هيكليّة قويّة ومشروعاً واضحاً يجري العمل عليه لبناء فريق متجانس وقوي، قادر على إحراز الألقاب. فور وصوله إلى ديك المحدي تعاقد أبو شقرا مع صانع ألعاب الحكمة ومنتخب لبنان علي مزهر، إضافة إلى نديم سعيد، ليكونا إلى جانب المخضرم فادي الخطيب، وأحمد إبراهيم. كما وقّع نادي المريميين مع لاعب الحكمة ونادي هومنتمن السابق دواين جاكسين. وتمكنت الإدارة من التوقيع مع اللبناني المغترب غابرييل صليبي. ميركاتو نادي المريميين لم ينته بعد، إذ إن النادي سيقوم بالمزيد من التعاقدات بغية تشكيل فريق قادر على المنافسة خاصة على مستوى الأجانب، وتجاوز خيبة الموسم الماضي. يقول أبو شقرا إن «الاستمرارية هي الأساس، فيجب تجاوز كل شيء ومواصلة العمل حتى تحقيق المطلوب ألا وهو البطولات».
لا يخفي المدرب الجديد أن المنافسة ستكون قويّة خاصة بين أندية الرياضي بيروت وهومنتمن بيروت ونادي بيروت ونادي الشانفيل، إلّا أنه يؤكد جهوزية ناديه وقدرته على المنافسة هذا الموسم، خاصة أنه يمتلك مزيجاً بين الخبرة المتمثلة بفادي الخطيب وأحمد ابراهيم، والشباب مع علي مزهر ونديم سعيد واللاعبين الأجانب.
أيام قليلة وتنطلق مرحلة التحضيرات لأندية الدرجة الأولى، بعد أن تُقفل أبواب سوق الانتقالات. والواضح أن الموسم المقبل يعد بالكثير من المفاجآت خاصة في ظل عمل الاتحاد على إعادة الأمور إلى مسارها الصحيح، وطموح الأندية ببناء فرق قويّة قادرة إحراز لقب البطولة. والأكيد أنّه بعد القرار الجديد بتحديد عدد اللاعبين الأجانب، سيكون الرياضي بيروت والشانفيل قادرين على صنع الفارق نظراً إلى الأسماء اللبنانية الكبيرة التي يمتلكانها، كما الاستقرار الإداري الموجود في المنارة وديك المحدي يؤمن راحة وهدوءاً للمدرب واللاعبين على حد سواء.


هومنتمن وبيروت يدعمان الصفوف
تعاقد نادي هومنتمن مع لاعب الارتكاز جيرارد حديديان، كما دعّم صفوفه باللاعب باتريك أبو عبّود. وعلى مستوى اللاعبين الأجانب تعاقد هومنتمن مع سامي مونرو. ومن جهته وقّع نادي بيروت مع اللاعب الأجنبي كايلي هانت (208 سنتم) ليكون إلى جانب كريس كروفورد وتيريل ستوغلين الموسم المقبل. ومن جانبه انتقل غسان نعمة إلى نادي أطلس في ظل استمرار المشاكل المالية في نادي الحكمة.