هناك محاولة جديّة لتقريب وجهات النظر وفتح صفحة جديدة
وعلمت «الأخبار» من مصدرٍ مقرّب من حجيج ومن الطرف المعارض لتعيينه في المنصب أن هناك محاولة جديّة لتقريب وجهات النظر وفتح صفحة جديدة بين الطرفين. والخطوات الإيجابية بدأت مع محاولة ترتيب لقاء بين موسى وأمين سرّ نادي النجمة سعد الدين عيتاني، الذي لا يزال يحمل ملاحظاته وعتبه منذ الولاية الأولى لـ«المايسترو» مدرباً. الأول لم يعارض الفكرة، وهو أمر ليس مستغرباً، إذ إن الكابتن موسى أبدى في مجالس خاصة عدة حزنه الشديد لما مرّ به النادي منذ الموسم الماضي، وأكد دائماً أنه لم يغلق الباب حول عودته إليه حتى قبل أن ينهي مفاوضاته لتجديد عقده مع طرابلس، من دون أن يحصل هذا الأمر. ويشعر حجيج بأنه كغيره من النجماويين المتعلّقين بالنادي والذين يحملون همومه اليومية في بالهم، يجد نفسه مسؤولاً للمساعدة وتقديم ما ينعكس إيجاباً على الفريق.
من هنا، كانت الليونة التي ظهرت عليه، وهو الذي بدا ناضجاً ذهنياً وفنياً موسماً بعد آخر إثر تراكم الخبرات لديه مدرباً، حيث كان منفتحاً على كل الأندية، وعلى رأسها النادي الأحبّ الى قلبه. وهذه الوضعية قابلتها ليونة نسبية من جانب عيتاني، المعروف بأنه المعارض الأول لتعيين حجيج مدرباً. أمين السرّ القوي لم يعطِ جواباً قاطعاً بقبوله الجلوس إلى طاولة واحدة مع «رمز النجمة»، لكنه لم يغلق الباب على الفكرة التي يعمل عليها الوسيط المقرّب من الرجلين، وهي قد تصبح واقعاً من دون أي شرطٍ منهما، سوى طلب عيتاني وجود نائب الرئيس صلاح عسيران في أي اجتماع يحصل. إذاً "عملية «نزع الألغام» هذه هي خطوة ممتازة بالنسبة الى أولئك الحالمين بعودة الكابتن السابق لقيادة الدفة الفنية، اذ برأيهم هو الوحيد القادر على إيقاف ما سماه نجماوي عتيق «حفلة الجنون» الحاصلة حالياً، والتي قد توصل برأيه النادي الى مواجهة مشاكل عدة، مشيراً بالدليل الى أنه بعد المباراة الأولى للفريق عشية انطلاق الموسم الجديد، تمّ إبعاد الجمهور (القرار غير المحق بالضرورة) وتغريم النادي، وهو مؤشر على خطورة لا يمكن لأحد التعامل معها سوى من يملك ارتباطاً عاطفياً مع الجمهور مثل حجيج، وخصوصاً أن المشاكل الحاصلة حالياً على الصعيد الشعبي هي ارتدادات مشكلة المدرب وما تبعها من تهييج لمشجعين اصطفوا خلف رأي يضرّ النادي ولا يفيده. وفي ما يقوله المصدر النجماوي شيء من الصحة، إذ إن حجيج لعب أمام الآلاف من مشجعي النجمة، وهو كسب احترامهم مذ كان لاعباً، وتالياً مدرباً، لذا كان طرح صقال لاسمه على هذه الخلفية، كونه سيقوم بدور مزدوج، الأول فنياً، والثاني بسيكولوجياً، وذلك لتهدئة الوضع الآخذ بالاضطراب، وما الليونة التي أبداها عيتاني إلا جرعة إيجابية إضافية في هذا الإطار، إذ إن الكل يشعرون اليوم بحجم المسؤولية المنوطة بهم، وهم الذين يديرون نادياً قيل دائماً إنه بحجم وطن.
الصراع الإداري مستمر
أكدت مصادر إدارية في نادي النجمة أن التجاذبات التي بدأت خلال الموسم الماضي داخل النادي لا تزال مستمرة، وخاصة بين أشخاص مؤيدين لبقاء الرئيس الحالي أسعد الصقال، وأطراف تؤيد خروجه من النادي. وفي السياق، أكدت المصادر لـ«الأخبار» أن فكرة ابتعاد الصقال عن النجمة طُرحت على رئيس الحكومة سعد الحريري، لكنها رفضت لعدم وجود شخصيّة بيروتية أخرى قادرة اليوم على ترؤس النادي، وأن فكرة تسليم الرئاسة لشخص من خارج بيروت غير واردة إطلاقاً. ويبدو أن التباين في وجهات النظر حول إدارة النادي مستمر بين الرئيس أسعد الصقال من جهة، ونائب الرئيس صلاح عسيران وأمين السر سعد الدين عيتاني من جهة أخرى. وفي ما يتعلّق بتحضيرات النجمة لانطلاق الموسم الجديد، أكّدت مصادر أن بعض الأطراف داخل إدارة النجمة لم تكن ترغب في رفع العقوبة عن المدرب التونسي طارق جرايا ليكمل الموسم مع النجمة، ومنهم من تواصل مع الاتحاد للتأكيد على وجهة النظر هذه، وهو ما دفع باتجاه عدم رفع العقوبة عنه. وتحدثت المصادر عن أن الخلافات داخل النجمة وصلت إلى اللاعبين الذين ينقسمون بحسب انقسام الإدارة، وهذا ما من شأنه أن ينعكس سلباً على النادي خلال الموسم المقبل، وخلال مشاركته في بطولة الأندية العربية، حيث سيلتقي الأهلي المصري. وعلى ضوء هذه التطورات، فإن من المتوقع أن يقترب موسى حجيج ــــ تحديداً ــــ من تسلم قيادة الجهاز الفني للنادي.