كأس النخبة ستنطلق يعني أن الموسم انطلق. يتمنّى المتابعون أن لا تعكس الحال التي تعيشها الكرة المحليّة، من تهويل بالإنسحابات ومناجاة لتحسين الأوضاع المادية ومشكلات في الإتحاد. نخبة الأندية اللبنانية ستتنافس على لقبٍ رسمي، لكنه معنوي، ترسم على أساسه خريطة العمل في فرقها للموسم المقبل قبل انطلاق الموسم رسمياً في الأول من أيلول المقبل. هكذا، تُعرِّف مسابقة كأس النخبة عن نفسها. تضم نخبة الفرق التي تُنهي موسمها في الدوري في المراكز الأربعة الأولى، إلى جانب بطل كأس لبنان ووصيفه، وفي حال كان البطل ووصيفه ضمن الأربعة الأوائل يتم تعويضهما بصاحبَي المركزين الخامس والسادس. إلا أن المنافسة تبقى محصورة بين أربعة فرق، هي: النجمة، العهد، الصفاء والأنصار، ولو أن هومنمن استطاع خرق اللائحة مرة واحدة قبل 19 عاماً، حين كان اسم المسابقة «كأس فايسروي»، وهي كلمةٌ ــــ للصدفة ــــ تعني نائب الملك. ربما، لأن حامل كأس هذه المسابقة لا يفوز بلقب الدوري عادة.
لم يتعاقد العهد مع أسماء كبيرة كعادته (أرشيف ــ هيثم الموسوي)

تشبه هذه المسابقة البطولات الودية التي تُشارك فيها الأندية العالمية قبل انطلاق الموسم الكروي، لكن الهدف منها ليس تجارياً أو مادياً، بل للوقوف على مستوى اللاعبين وتجربة أكبر قدرٍ ممكن من الأجانب، بما أن العادة في لبنان تنص على أن الجهاز الفني يحتاج دائماً إلى اختبار اللاعبين الوافدين من الخارج، نسبةً إلى أنهم ليسوا من النخبة. ورغم أن المسابقة رسمية، إلا أنها تأخذ طابع الوديات. حاملو لقب آخر خمس نسخ لم يفوزوا بلقب الدوري، ومن النسخ العشر الأخيرة، استطاع العهد والصفاء أن يجمعا بين اللقبين مرتين فقط. في الواقع أنه من أصل 20 نسخة، لم يتمكّن سوى ستة فائزين من الظفر بلقب الدوري، حتى إن الأنصار، صاحب أكبر عددٍ من بطولات الدوري (13)، لم يحمل كأس النخبة سوى مرتين، الأمر الذي يدل على أن المستوى الذي تقدّمه الفرق في هذه المسابقة يختلف عن البطولة الأقوى، نسبةً إلى عدد الأجانب الكبير الذين تختبرهم الأندية وقلة الجديّة في المنافسة.
من أصل 20 نسخة، لم يتمكّن سوى 6 فائزين من الظفر بلقب الدوري


قرعة دور المجموعات كانت قد أوقعت حامل اللقب النجمة مع الصفاء والسلام زغرتا في المجموعة الأولى، والوصيف العهد مع الأنصار والإخاء الأهلي عاليه. ملعبا مدينة كميل شمعون الرياضية وصيدا البلدي لن يحتضنا أياً من المباريات الست في الدور الأول، فيما من المتوقّع أن تُلعب المباراة النهائية في المدينة الرياضية. في المقابل، يبدو موعد انطلاق الدوري (14 أيلول/ سبتمبر) بعيداً عن مسابقة كأس النخبة، والتحضير للبطولة الأسمى سيستمر لنحو شهر بعد نهائي المسابقة، إلا أن للنجمة والسلام زغرتا موعداً أقرب مع ذهاب دور الـ 32 من بطولة كأس العرب للأندية الأبطال (13 آب/ أغسطس). الثاني سيستضيف «الرجاء» المغربي، والأول يرتحل للقاء «الأهلي» المصري قبل مواجهةٍ ثانية مع العهد في كأس السوبر (1 أيلول/ سبتمبر). تحضيرات «النبيذي» لا تبدو مناسبة لجميع المسابقات، فهو خسر مدربه التونسي طارق جرايا أول من أمس، واكتفى بالتعاقد مع لاعبٍ أجنبي واحد وقّع أمس الجمعة على كشوفات الفريق، هو السنغالي إدريسا نيانغ، إضافة إلى ثلاثة لبنانيين، اثنان منهما سيكونان غالباً على مقاعد الاحتياط. إدارة النادي كانت قد أوكلت مساعد المدرب حسين حمدان لقيادة الفريق في كأس النخبة، ريثما تتعاقد مع مدربٍ جديد، إلا أن الوقت القصير بين نهائي المسابقة والمباراة مع الأهلي يعني أن حمدان سيبقى على رأس الجهاز الفني إلى ما بعد منتصف الشهر المقبل. جرايا كان قد اختار سبعة أجانب، كلهم من أفريقيا، وسيكون على عاتق حمدان مهمة اختيار الأنسب بينهم، أو البحث عن غيرهم. أما السلام، الذي أقفل ملف أجانبه، فلن يختبر سوى السنغالي بو بكر مسالي، الذي قد ينضم إلى الفريق للمشاركة في البطولة العربية، إلى جانب اللبناني جوني فرشخ.
العهد، بطل الدوري وكأس لبنان، ووصيف النسخة الماضية، لم يتعاقد مع أسماء كبيرة كعادته، بل اكتفى باختبار لاعب الإصلاح البرج الشمالي السابق العاجي مارك ديون، ومهاجم الأمل معركة (درجة ثانية) السنغالي باكاري كوليبالي، الذي اختبره ناديا التضامن صور والنبي شيت في الموسم الماضي، إلى جانب البلغاري مارتن توشيف والمغربي جواد إسين، بعدما كان قد ضم المدافع حسن بيطار واستغنى عن علي السعدي. أما الأنصار، فكان قد استعاد الدولي ربيع عطايا، وجدد عقد السنغالي الحاج مالك تال، وتعاقد مع التونسي حسام اللواتي، وسيكون على مدربه التشيكي فرانتيشك ستراكا اختيار الأفضل بين الغيني أبو بكار كمارا الذي لعب للفريق في الموسم الماضي ومواطنه كمارا بن يوسف، فيما انضم اللبنانيان علي حوراني ويوسف بركات إلى الفريق لاختبارهما.
الصفاء من جانبه سجّل ثمانية أجانب، بينهم مهاجم الفريق السابق إرنست أنانغ ومدافع الشباب العربي مامادو سيلا، الذي من المتوقّع أن ينضم إلى زملائه الثمانية الذين انتقلوا من النادي الذي هبط إلى الدرجة الثانية إلى الصفاء. وحده الإخاء الأهلي عاليه لم يسجّل أي لاعب للاختبار، فالنادي أغلق ملف الأجانب، وضم أربعة لاعبين لبنانيين جُدد.



23 أفريقياً وأوروبيّان
سجّلت الأندية الستة أسماء اللاعبين الذين سيخضعون للتجربة في كأس النخبة، والبالغ عددهم 36 لاعباً، بعضهم وقّعوا مسبقاً على عقودٍ مع إدارات الأندية. وكان لافتاً غياب اللاعبين الآسيويين عن اللوائح، فيما سُجل اسمان عربيان، هما: المغربي جواد إسين والتونسي حسام اللواتي، علماً بأن الأخير كان قد انتقل إلى الأنصار. أيضاً، كان بارزاً غياب اللاعبين اللاتينيين، ولو أن الإخاء الأهلي عاليه سجّل البرازيليين كارلوس ألبرتو وإيغور غونسالفيس، اللذين وقّعا على العقود مع النادي، فيما سيلعب اللبناني المكسيكي ألفردو جريديني كلاعبٍ أجنبي مع السلام زغرتا بسبب عدم اكتمال أوراقه الثبوتية. ولم يُسجّل حضور سوى لاعبين أوروبيين، هما البلغاري مارتن توشيف مع العهد واليوناني فاسيليوس أبستولوبولوس مع الصفاء، بالإضافة إلى الإيطالي كريستيان لوكا الذي سيلعب للإخاء في الموسم المقبل. أما الحصة الأكبر، فكانت لأفريقيا (23 لاعباً) كالعادة، أغلبهم من غانا وساحل العاج والسنغال.