لا عفو عن المدرب التونسي طارق جرايا. هكذا حسم الاتحاد اللبناني لكرة القدم قراره أمس الخميس في الجلسة التي حضرها الرئيس هاشم حيدر لربع ساعة قبل المغادرة. جلسة «على السريع» لم تُعرض خلالها الاقتراحات التي كان يحملها عضو اللجنة التنفيذية وائل شهيّب، للبحث في الوضع المادي الذي تعيشه الأندية الكروية. «قِمار» إدارة النجمة أخرجها خاسرة من على الطاولة التي يُديرها اتحاد الكرة. الجهاز الفني بات بحاجةٍ لمدرّبٍ جديد قبل يومٍ واحد على انطلاق مسابقة كأس النخبة، التي تسبق مواجهة الذهاب مع الأهلي المصري في 13 آب المقبل ضمن دور الـ 32 من بطولة كأس العرب للأندية الأبطال، فيما تُلعب المرحلة الأولى من الدوري في 14 أيلول. لمعطياتٍ وأسبابٍ ما، راهنت إدارة النادي «النبيذي» على العفو عن المدرب، الذي لم يكن ضمن الحسابات لقيادة الفريق في المسابقات المحلية الرسمية، إذ كان من المفترض أن تكون مهمته محصورة بالدور التمهيدي للبطولة العربية الذي لُعب في مصر، لكن إنهاء التعاقد معه من جانب السلام زغرتا، ونجاحه في التأهّل إلى الدور الثاني، جعلاه الخيار الأول للموسم الجديد. ولكن إذا كان النجمة قد خسر هذا الرهان، فعلى ماذا كانت إدارة السلام زغرتا تُراهن عندما اتفقت مع المدرب الموقوف حتى ختام موسم 2018-2019 لقيادة الفريق قبل انتقاله إلى النجمة؟ وهل كان من الممكن أن يُعفى عن المدرب في حال التزامه الاتفاق مع النادي الشمالي، الذي كان أحد إدارييه سبباً بمضاعفة العقوبة من سنة إلى سنتين، كما يزعم جرايا؟ المهم لدى الاتحاد أن «شوكته» لم تُكسر. والأكيد أن موسم النجمة سيتأثّر، إلا إذا تداركت الإدارة النتيجة سريعاً بضم مدربٍ جديد يعرف الدوري، نسبة إلى الفترة القصيرة قبل انطلاق الدوري، أو تسليم القيادة إلى أحد المدربين في الجهاز الفني الحالي.
ماذا بعد جرايا؟
قبل المدرب التونسي، كان اسم موسى حجيج على رأس اللائحة التي يحملها رئيس النادي أسعد صقال. شبه اتفاقٍ بين الطرفين كاد أن يصل إلى الخاتمة السعيدة، لولا الاعتراض من قبل بعض الإداريين لأسبابٍ عدة. حجيج فسخ عقده مع طرابلس وبقي في منزله، وهو قد يكون ينتظر مكالمةً هاتفية من النجمة للعودة إلى المفاوضات التي بدأت قبل نحو شهرين. منطقياً، يبدو حجيج الأفضل بين المدربين اللبنانيين غير المتعاقدين مع أي نادٍ. هو أحد أبرز نجوم الفريق سابقاً، وكان قد أشرف عليه لسنتين ونصف، قبل التنقّل بين أندية عدة، محرزاً لقب كأس التحدي مرتين مع شباب الساحل والراسينغ، وكأس السوبر مرة مع العهد. المشكلات التي دارت في النادي خلال فترة تولّي حجيج تدريب الفريق تبدو غائبة نسبياً، فـ«الحرس القديم» غادر، ولن يكون من بين قدامى «النبيذي» سوى المدرب، إلى جانب مساعده حسين حمدان، وبالتالي ستكون غرفة الملابس بقيادة حجيج وحده.
اسمٌ محلي آخر طُرِح في أروقة النادي أخيراً، هو كابتن منتخب لبنان السابق رضا عنتر. المدرب المتفرّغ للأكاديمية خاصّته التي ستُفتتح بعد أيام، كان قد فسخ عقده مع الراسينغ، والانتقال إلى تدريب النجمة بهذه السرعة محل نقاش بين النجماويين. رغم أن مسيرته التدريبية لا تتعدّى سنة واحدة، إلا أنه استطاع تحقيق لقب كأس التحدّي مع الراسينغ، ومسألة الخبرة لا تبدو أنها مطروحة بقوة، إذ إن حجيج قاد النجمة وهو لاعب، فيما يعمل عنتر أساساً للحصول على شهادات تدريبية، وكان قد قضى فترة معايشة مع نادي فرايبورغ الألماني أخيراً.
للأجانب مكانٌ في لائحة المرشّحين أيضاً. أبرز هؤلاء الألماني روبرت جاسبرت، الذي أشرف على العهد والأنصار سابقاً. رغم أنه لم يحقق أي لقب مع الفريقين، لكن مستواهما الفني خلال قيادته كان عالياً. خسر لقب الدوري بالأمتار الأخيرة مع «الأصفر»، وقاده إلى الدور نصف النهائي من مسابقة كأس الاتحاد الآسيوي للمرة الاولى في تاريخه، فيما كان مشواره مع «الأخضر» أقصر، إذ قاده في تسع مباريات خلال بطولة الدوري قبل تسلُّم مساعده سامي الشوم المهمة، وتعيين التشيكي فرانتشيك ستراكا.
إذاً، «فاز» الاتحاد وخسر النجمة ومدربه التونسي. هكذا أصرَّ الاتحاد على قراره بعدم العفو. العفو الذي صدر عن اللاعبين المراهنين وكاد أن يعيدهم إلى منتخب لبنان، والعفو الذي يصدر عن الحكّام أيضاً، والتحكيم الذي كان سبب إيقاف جرايا، والتونسي سيتحمّل مسؤولية أعماله.