يستعد ناديا هومنتمن وهومنمن لخوض منافسات موسم 2018-2019 وفق طموح مشترك بالصعود إلى الدرجة الأعلى. هومنتمن يسعى للعودة إلى دوري الدرجة الأولى، وهومنمن إلى الثانية تمهيداً للعودة إلى دوري الأضواء. طموح رافق الفريقين في الموسم الماضي لكنه لم يتحقق لظروف عدة تختلف بين الناديين العريقين. هومنتمن لم يعد «أرمنياً خالصاً» على صعيد اللاعبين في الموسم الماضي بتعاقده للمرة الأولى مع عدد كبير من لاعبين ليسوا أرمن، كمحمد قصاص، عباس طحان، علي الرفاعي، محمد غبن (فلسطيني)، محمد الزيات جوزف أبو رجيلي وغيرهم. ولكن رغم ذلك لم ينجح الفريق البرتقالي صاحب القاعدة الجماهيرية الأكبر على صعيد الطائفة الأرمنية في منافسة فرق شباب الساحل والشباب الغازية والبرج والمبرة فتوسط اللائحة وبقي موسماً آخر في الدرجة الثانية بعد أن قاده مدربان في الموسم الماضي هما ستيبان باغداساريان وفاتشيه سركيسيان.
(عدنان الحاج علي)

توجُّه القيمين على النادي نحو اللاعبين غير الأرمن فرضه قلة اللاعبين الجيدين من الأرمن حيث كان النادي يبتعد عن التعاقد مع لبنانيين ليسوا أرمن لفتح المجال أمام لاعبيه الأرمن كي يكون لهم دورٌ في الفريق. أسباب عدة يقدمها المسؤولون في النادي لعدم الصعود منها نوعية اللاعبين والمنافسة القوية والتدعيمات التي قامت بها الفرق الأخرى. أسباب يضعها هومنتمن في حساباته للموسم المقبل الذي لم يبدأ الاستعداد له بعد. فمن المفترض أن تعقد لجنة كرة القدم في النادي اجتماعاً مطلع الأسبوع المقبل لإطلاق تحضيرات الفريق واختيار المدرب الذي سيقوده هذا الموسم بموازنة لن تختلف كثيراً عن الموسم الماضي بحيث تتراوح بين 130 و140 ألف دولار. في هومنمن تختلف الظروف التي أدت إلى عدم التأهل والتي يضع المسؤولون في النادي عنواناً رئيسياً لها وهو «غياب الولاء». مشكلة عانى منها النادي في الموسم الماضي كما يقول أمين سر هومنمن غارو أغازانيان لـ«الأخبار»، مشيراً إلى أن الإدارة تسعى جاهدة للتأهل عبر موازنة تعتبر مقبولة في دوري الدرجة الثالثة تناهز الـ125 ألف دولار. «لكن المشكلة في الخيارات التي اتّخذت على صعيد اللاعبين ودفع ثمنها النادي مع غياب الانتماء والولاء للفريق». أمرٌ يؤكّده مدرب الفريق السابق في الموسمين الماضيين حسن أيوب معتبراً أن تخاذل بعض اللاعبين الكبار في الفريق على الصعيد الأخلاقي والانضباطي أدى إلى عدم تأهّل الفريق إلى المرحلة السداسية بعد أن تصدر البطولة لفترة طويلة. «الخيارات على الصعيد الفني كانت صحيحة لكن المشكلة كانت في عقول بعض اللاعبين الذين خذلوا الفريق وتركوه في منتصف الطريق وفي مراحل حساسة ما أثّر بشكل كبير على نتائج الفريق»، يقول. وهذا ما يفتح الباب على أمرٍ مهم يجب أن يتوقف عنده الاتحاد البناني لكرة القدم، إذ يدعو أيوب إلى سن قوانين تمنع اللاعبين فوق الثلاثين عاماً من المشاركة مع الفرق في الدرجات الدنيا كالثالثة والرابعة، برأيه «هؤلاء لاعبون يكونون في آخر مشوارهم الكروي ولا يسعون سوى للحصول على الأموال لأغراض شخصية بعضها يتنافى من أخلاقيات كرة القدم مع طموح محدود، ويؤثّرون سلباً على اللاعبين الصاعدين».
يرصد الفريقان موازنات تناهز الـ140 ألف دولار في الموسم الواحد


يتحدث أيوب طويلاً عن المعاناة مع هؤلاء اللاعبين على صعيد الانضباط، والسهر حتى ساعات متأخرة والحضور إلى التمرين منهكي القوى جراء عدم النوم و«تعاطي الأرغيلة»، ويعقب: «حين تدعو الى تمرين عند الساعة الثامنة صباحاً على ملعب قصقص تأكّد تماماً أن اللاعب يأتي من مقاهي الطيونة المحيطة بعد أن ترك الأرغيلة عند الساعة الثامنة إلا خمس دقائق». ثم يتحدث عن عنصرٍ آخر كان له دورٌ على صعيد عدم تأهّل هومنمن إلى الدرجة الثانية وهو التحكيم. في مباريات عديدة كان للتحكيم أثر سلبي على نتائج الفريق في مباريات حساسة كلقاء هومنمن وأنصار حوارة في الموسم قبل الماضي والذي انتهى بالتعادل 1 - 1 وكانت النتيجة لصالح فريق الشباب مجدل عنجر والذي كان يهمه أن لا يفوز فريق في اللقاء. لقاء آخر لهومنمن لعب فيه التحكيم دوراً سلبياً وهو مع النهضة برالياس في الموسم الماضي والذي خسر فيه هومنمن 2 - 3 على ملعب الخيارة. أمور عدة يهمس بها المسؤولون في النادي عن صعوبة اللعب على بعض الملاعب خصوصاً خارج العاصمة في ظل غياب الحماية الأمنية ما يؤثّر على اللاعبين والحكام. إذ يتحدث أشخاص كانوا موجودين في مباراة هومنمن والنهضة برالياس عن التهديد الذي تعرّض له اللاعبون والحكام، حيث كان بعض لاعبي هومنمن يصلّون قبل المباراة ليقول لهم بعض الأشخاص الموجودين في الملعب: «مهما صلّيتم وحتى لو أحضرت الله وحزبه لن تفوزوا».
ولا تتوقف التهديدات على اللاعبين فقط بل تطال الحكام الذين يجدون أمنهم الشخصي مهدداً في ظل غياب القوى الأمنية أو تعاطف العناصر الموجودة منها مع صاحب الأرض ويؤثّر على قراراتهم في ظل خوفهم على أمنهم الشخصي وعودتهم سالمين إلى منازلهم. كل هذه الأمور لا تمنع المسؤولين في هومنمن من الطموح للصعود إلى الدرجة الثانية مع انطلاق التمارين «على الخفيف» يوم الخميس الماضي بقيادة المدرب المساعد في الفريق جان فرحات، بانتظار اختيار اللجنة الفنية التي يرأسها ناريك يعقوبيان، مدرباً جديداً، بعد استقالة المدرب السابق حسن أيوب. ولن تكون الموازنة أقل من الموسم الماضي لكن الفارق سيكون في اختيار نوعية اللاعبين خصوصاً على الصعيد الأخلاقي. هذا ما يدور في أروقة النادي صاحب الإرث اليساري.