بعد يومين من فوزه الصعب على المنتخب الأردني بنتيجة (77 ـ 76)، حقق المنتخب اللبناني لكرة السلّة فوزاً مريحاً على نظيره السوري بنتيجة (87 ـ 50)، وذلك في إطار الجولة الأخيرة من الدور الأوّل لمنافسات المجموعة الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2019 المقررة في الصين بين 31 آب و15 أيلول. لكنْ ثمة نقاط تبقى عالقة، رغم الفوز الكبير. فالمباراة التي احتضنها ملعب مجمع نهاد نوفل في ذوق مكايل، لم تشهد حضوراً جماهيرياً كبيراً مقارنة بمباراة الأردن الأسبوع الماضي. اعترضت الجماهير اللبنانيّة على أسعار البطاقات المرتفعة في مباراة الأردن والتي وصل بعضها إلى 100 دولار أميركي، فسارعت لجنة المنتخبات في الاتحاد اللبناني للعبة إلى فتح الملعب مجاناً للجماهير اللبنانية في مباراة سوريا. ربما لم تكن بادرة حسن نيّة أكثر منها رغبة بحضور الجماهير لأن مباراة سوريا تعتبر بمثابة تحصيل حاصل، وتالياً الجماهير تغيب عن لقاءات كهذه.
اعترضت الجماهير على أسعار البطاقات المرتفعة في مباراة الأردن (مروان بوحيدر)

على المستوى الفني، فإنّ مشاكل مباراة الأردن تكرّرت في مباراة سوريا. بدا المنتخب اللبناني غير مقنع تحت السلّة. الاعتماد على المجنس سام يونغ ليكون اللاعب المسجّل في المنتخب لم يثبت نجاحه في المباراة الثانية له مع لبنان، فاكتفى يونغ بـ (14 نقطة) وهو رقم ضعيف بالنسبة إلى لاعب مجنس دوره رفع المنتخب، وبقيت ثلاثيّات أمير سعود المؤثر الأوّل لمصلحة المنتخب اللبناني. تأكّد المؤكد في مباراة سوريا، المنتخب اللبناني بحاجة إلى لاعب ارتكاز على مستوى عال جداً تحت السلّة، وليس إلى لاعب مسجّل كسام يونع، وخاصّة أن علي حيدر وباسل بوجي وحتى شارل تابث ليسوا معتادين على اللعب في مركز لاعب الارتكاز بصورة دائمة مع أنديتهم بالدوري، كما أن دانيال فارس صاحب الـ (6 نقاط) لا يمتلك الخبرة الكافية. لاعب ارتكاز نادي الحكمة آتر ماجوك، والذي لعب للمنتخب في بداية التصفيات كان أكثر فعاليّة مما هي عليه الحال اليوم، مع التأكيد أن المرحلة المقبلة من التصفيات بحاجة إلى لاعب ارتكاز أكثر قوّة تحت السلّة، عندما يواجه لبنان منتخبات كوريا الجنوبيّة والصين ونيوزيلندا القويّة.
كذلك بدا مؤثراً غياب صانعي الألعاب وائل عرقجي وعلي مزهر بداعي الإصابة، على اعتبار أن جاد خليل وميغيل مارتينيز لا يمتلكان الخبرة الكافية في المباريات الدوليّة، وأمير سعود ليس معتاداً اللعب في مركز صانع الألعاب، على اعتبار أن لعبته الأساسية «شوتينغ غارد» في المركزين (2 ـ 3).
مصادر قريبة من الجهاز الفني للمنتخب، أكّدت أن مشادة حصلت بين المدرب باتريك سابا ورئيس لجنة المنتخبات أكرم حلبي من جهة، واللاعب علي حيدر من جهة أخرى، لذلك فإن حيدر لم يشارك في مباراة سوريا. وخلال اللقاء أيضاً، حصل إشكال بين الجهاز الفني للمنتخب اللبناني والجمهور اللبناني من جهة، وجمهور المنتخب السوري من جهة أخرى، عندما قام لاعب المنتخب اللبناني إيلي شمعون برفع سترته (كنزة المنتخب) بوجه الجمهور السوري، وهذا ما اعتبره الأخير استفزازاً، لكن تدخل لجنة المنتخبات وبعض الأشخاص حال دون تطوّر الإشكال.
ومثّل لبنان خلال اللقاء كل من: القائد جان عبد النور (4 نقاط)، إيلي رستم (9 نقاط)، شارل تابت (4 نقاط)، باسل بوجي (4 نقاط)، أمير سعود (28 نقطة)، سام يونغ (14 نقطة)، دانيال فارس (6 نقاط)، جاد خليل (3 نقاط)، جوزيف شرتوني (4 نقاط)، إيلي شمعون (9 نقاط)، ميغيل مارتينز(0 نقطة) ورودريك عقل (نقطتين).
وبهذه النتيجة، تقاسم منتخبا لبنان والأردن الصدارة النهائية للمجموعة الثالثة من التصفيات بـ 11 نقطة مع فارق نقاط المواجهتين لمصلحة الأردن. واحتل المنتخب السوري المركز الثالث بـ 8 نقاط، والمنتخب الهندي الأخير 6 نقاط. ومع انتهاء مباريات الدور الأول، تأهلت منتخبات الأردن ولبنان وسوريا الى الدور الثاني والحاسم. وستضم المجموعة في الدور الثاني، إضافة إلى لبنان وسوريا والأردن، كلاً من الصين ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية، على أن تلعب المنتخبات جميعها مباريات ذهاب وإياب، ليتأهل عن المجموعة ثلاثة منتخبات، إضافة إلى الصين المتأهلة أصلاً بفعل استضافتها للبطولة. كما يلحظ نظام الاتحاد الدولي لكرة السلة تأهل أفضل منتخب يحتل المركز الرابع في إحدى المجموعتين المتنافستين في آسيا وأوقيانيا، ما يزيد من حظوظ منتخب آسيوي سابع للتأهل والمشاركة في نهائيات كأس العالم العام المقبل. وتبدأ المرحلة المقبلة في شهر أيلول، تليها مرحلتان في تشرين الثاني وبعدها في شباط 2019.
يشار إلى أن 80 دولة من جميع القارات شاركت في تصفيات الدور الأول لكأس العالم، حيث ستتأهل 32 دولة إلى النهائيات في الصين مقسمة على الشكل الآتي: الصين (البلد المضيف)، 5 منتخبات من أفريقيا، 7 منتخبات من القارة الأميركية، 7 من آسيا وأوقيانوسيا و12 منتخباً من القارة الأوروبيّة.


الحلبي يستقيل
في تطور لافت، وعقب مباراة لبنان مع سوريا، أعلن رئيس لجنة المنتخبات الوطنية في الاتحاد اللبناني لكرة السلة استقالته من منصبه بعد نحو 3 أشهر من توليه المنصب، خلفاً لياسر الحاج. وجاءت استقالة الحلبي بصورة مفاجئة عقب المباراة التي فاز فيها لبنان، حيث قال للاعبين والجهاز الفني إنه سيترك منصبه وسيكون مشجعاً للمنتخب ليس أكثر. يذكر أن مشاكل الاتحاد لم تنته بعد، كذلك المشاكل بين رئيس الاتحاد بيار كخيا والأمين العام شربل رزق وأكرم الحلبي رئيس لجنة المنتخبات، وهذا كله يؤثر بحسن سير الأمور داخل الاتحاد. وذكرت مصادر متابعة أن الحلبي أيضاً دخل بمشادة كلامية قبل مباراة سوريا مع اللاعب علي حيدر، وقال له: «إذا كنت غير راضٍ يمكنك الرحيل»، واستُبعد حيدر من تشكيلة المنتخب. ومن جهة ثانية، أكدت مصادر أن صحافيين محسوبين على فريق سياسي (القوات اللبنانية) مُنعوا من الحصول على بطاقات لحضور مباراة لبنان وسوريا.