بالعلامة الكاملة تأهّل النجمة إلى دور الـ32 من كأس العرب للأندية الأبطال. في ملعب «الجوهرة المشّعة»، حيث لُعبت مباريات الفريق الثلاث، كان التوهّج لـ«النبيذي». ومن بوابة الخضراء تونس، عُبّد الطريق نحو مصر، إلى برج العرب، هناك حيث ينتظر «نادي القرن الإفريقي» الأهلي المصري ضيفه في آب/أغسطس المقبل، قبل أن يحضر في بيروت
تصدّر النجمة مجموعته محققاً ثلاثة انتصارات على الوئام الموريتاني والفيصلي السعودي والإفريقي التونسي. الأول بطل دوريه ومُشارك في تصفيات دوري أبطال إفريقيا. والثاني وصيف «كأس خادم الحرمين» السعودي. والثالث بطل كأس تونس. قبله، قدّم الأنصار أداءً جيداً في كأس الاتحاد الآسيوي على الرغم من التعاقد مع مدربٍ جديد، فيما كانت نتائجه المحلية أضعف. والسنة الماضية، خرج العهد من البطولة العربية من دون خسارة، محققاً الفوز على الزمالك المصري في داره، ومتعادلاً مع النصر السعودي واتحاد الفتح المغربي. نتائج إن دلّت على شيء، فهو أن الأندية اللبنانية تملك الإمكانيات، والمعنويات طبعاً، لمقارعة الكبار، ليس في آسيا فحسب، بل خارج القارة أيضاً، والأمر عينه ينسحب على المنتخب الوطني، الذي تأهّل أخيراً إلى كأس آسيا من دون خسارة. ملاعب، احتراف، اهتمام، ثلاثة عناصر وُفّرت للنجمة وقبله العهد في البطولة العربية من قِبل المنظمين، حتى قدّما ما يستحق الاحترام من الجماهير العربية، التي أشادت بمستوى اللاعبين اللبنانيين المغيّبين عن المسابقات الكُبرى. لن نبالغ بالقول أن الفرق المحلية، وإن تفوّقت على أندية كبيرة بميزانيات ضخمة، يعني أنها وصلت إلى مستوى يسمح لها بالتفوّق الدائم عليهم. الحظ لعب دوره، ومشاركة الفرق المنافسة بغياب بعض لاعبيها الأساسيين، وقلّة جديتها، أيضاً كان له دور. لكن ما قدّمه لاعبو النجمة والعهد تحديداً، يجب أن يُبنى عليه.



أمس وقبله، كسر النجمة حاجز السياسة، وخرق جو الانتخابات في المجلس النيابي. النائب نواف الموسوي تفاخر بـ«نجماويته»، ورئيس الحكومة سعد الحريري بارك بالتأهّل. الفرح مسموح. لكن أيضاً، المفاخرة والمباركة ليسا كافييَن. ربما يُشعران الجمهور اللبناني بالاهتمام من رجال الدولة، لكن التهاني تبقى حروفاً على «تويتر»، لا تُغني من «جوع». ونحن على أبواب تشكيل حكومة جديدة، أفقرها وزارة الشباب والرياضة «الكمالية»، والتي تبلغ موازنتها 12 مليار ليرة لبنانية، قد يُؤمن السياسيون بالرياضة وبالشباب، وتُحوّل أموال جديدة، كالـ12 مليار ليرة في مصلحة سكة الحديد مثلاً، لنهضة الرياضة اللبنانية ورعاية حركتها. أو تعيين وزيرٍ ذي خلفية رياضية ويحمل رؤية تطويرية. أو نقل مبنى الوزارة، الذي يبلغ إنفاق الدولة على إيجاره 355 مليوناً، إلى آخر أقل تكلفة. لن «نشطح» بالأحلام ونخرج عن «البروتوكول» في توزيع الموازنات. لكن يجدر الإشارة إلى أن جائزة كأس العرب للأندية الأبطال تبلغ تسعة مليارات ليرة، أكثر من مجموع المساعدات التي تصرفها الوزارة على الاتحادات الرياضية والأندية والبلديات.
فوز تاريخي
الثنائي نادر مطر وحسن معتوق كانا حاسمين كعادتهما(عدنان الحاج علي)

تغلّب النجمة على الإفريقي التونسي في الجولة الأخيرة من الدور التمهيدي. كان يكفيه التعادل للتأهّل، لكنه نجح بحصد نقاط المباراة من ركلة جزاء سجلها حسن معتوق. فاز النجمة بقراءة مدربه التونسي طارق جرايا للمباراة، بعد تغيير في مركزين أساسيين للمرة الأولى، واعتماده على تبادل المراكز في الهجوم والوسط، وعلى الهجمات المرتدة خاصة في الشوط الثاني. الثنائي نادر مطر وحسن معتوق كانا حاسمين كعادتهما، ولو أن الأخير أضاع فرصة افتتاح التسجيل في الشوط الأول، لكنه سجل هدف الفوز لاحقاً. طاقم حكام المباراة كان له دورٌ أيضاً بخروج الفريق اللبناني فائزاً، بسبب القرارات الصائبة بعدم احتساب هدفٍ للإفريقي، إضافة إلى ركلتي جزاء. وحده طرد حسن معتوق «الظالم» برأيه عكَّر فرحة النجماويين، غير المتأكدين بعد ما إذا كانت البطاقة الحمراء ستمنع نجم الفريق من المشاركة أمام الأهلي في مصر، أو لن تُحتسب في الدور المقبل.