نادي هومنتمن بيروت بطل لبنان لكرة السلة لموسم 2017 ــ 2018. لم يعد الأمر مفاجئاً. تغلب الفريق «البرتقالي» أمس على النادي الرياضي بيروت في نهاية لسلسلة «مجنونة»، امتدت على 7 مباريات، حسمها في اللقاء الأخير على أرضه في مزهر بنتيجة 74 ــ 59. وبهذه النتيجة يكون هومنتمن قد كسر ثلاثيّة الرياضي بيروت والحكمة بيروت ونادي الشانفيل، التي احتكرت لقب البطولة في العصر الحديث لكرة السلة اللبنانية وتحديداً منذ عام 1994
حقق نادي هومنتمن بيروت ما عجز عنه كثيرون على مدى السنوات، وتوّج بلقب البطولة للمرّة الأولى في تاريخه، على حساب حامل لقب بطولة الوسم الماضي، وبطل آسيا النادي الرياضي. وبهذا اللقب يكون هومنتمن قد وصل إلى هدفه بتحقيق ثلاثيّة تاريخيّة في الذكرى المئوية لتأسيسه، وهي كأس لبنان التي فاز بها أيضاً على حساب الرياضي بيروت، وبطولة لبنان، وبطولة العرب التي حققها قبل أشهر على سحاب سلا المغربي في المغرب. بالإضافة إلى اللقب التاريخي لنادي هومنتمن، كان هناك رقم تاريخي لمدرب النادي جو مجاعص، الذي يعتبر أوّل شخص يحقق لقب بطولة لبنان كلاعب (عندما كان لاعباً في نادي الحكمة) ومدرباً مع نادي هومنتمن. كما أنّ اللاعب المصري ــ اللبناني إسماعيل أحمد قد هزم فريقه القديم النادي الرياضي وأهدى اللقب لنادي هومنتمن.
الأهم من هذا كله، بالنسبة إلى متابعي اللعبة، هو انتهاء المباراة الأخيرة من السلسلة النهائية على خير، حيث لم يتخللها أيّ إشكالات أو توقف، على عكس ما حصل في المباراة السادسة في قاعة صائب سلام في المنارة. وكان لافتاً رفع جمهور هومنتمن لعلمي حزب الله وعلم إيران، وذلك ردّاً على رفع جمهور الرياضي في المباريات السابقة لعلم تركيا، في محاولة من جمهور المنارة لتذكير الأرمن بالإبادة الأرمينية على يد الأتراك، وهو ما لاقى ردود فعل غاضبة من المتابعين للعبّة.
كان لافتاً رفع جمهور هومنتمن لعلمي حزب الله وإيران


لم يتمكن أبناء المدرب أحمد فرّان من مجاراة لاعبي هومنتمن، خاصة بعد أن لعبوا النهائي من دون صانع الألعاب الأول في لبنان وائل عرقجي، الذي تعرض قبل السلسلة النهائية لقطع بالرباط الصليبي، ولاعب الارتكاز الأميركي كريس دانييلز الذي تعرض بدوره لإصابة على مستوى الركبة أبعدته عن السلسلة النهائية. وربما يكون المدرب أحمد فران ونادي الرياضي قد خسرا مساعد مدرب الموسم الماضي اليوناني إيفانجيليس زياغوكس الذي كان له فضل كبير في الموسم الماضي بالفوز بلقب الدوري على حساب هومنتمن، وبطولة آسيا أيضاً، ولكنه غاب هذا الموسم بعد أن تلقى عرضاً للتدريب في اليونان.
ومن جهة هومنتمن، كان اللاعبون الأجانب هم الورقة الرابحة خاصة الأميركيين والتر هودج الذي يصنّف من أفضل صانعي الألعاب في تاريخ كرة السلة اللبنانيّة، إضافة إلى العملاق سام يونغ الذي من المتوقع أن يتم تجنيسه ليلعب تصفيات كأس العالم مع المنتخب اللبناني. كما أن التونسي مكرم بن رمضان قدّم مستوى جيّداً مع هومنتمن طيلة الموسم. والورقة الرابحة الكبرى كانت اسماعيل أحمد الذي قاد بخبرته الكبيرة هومنتمن إلى لقب الدوري.
ومن سلبيات المباراة الأخيرة في السلسلة النهائية كانت أيضاً أرضية الملعب الرطبة طوال اللقاء، حيث لم يتمكن اللاعبون من القيام بهجمة واحدة من دون فقدان التوازن نتيجة الزحلقة على أرضية الملعب. ويرجع سبب هذا الأمر إلى الزحمة الكبيرة داخل الملعب من مشجعين فاقوا القدرة الاستيعابيّة وعدد كبير من مكافحة الشغب وأعضاء الاتحاد والمراقبين. وخلال اللقاء أيضاً تعرض عدد من المشجعين لنوبات إغماء نتيجة الزحمة الكبيرة.
نهائي تاريخي لا شكّ أنّه سيسجل كواحد من أقوى النهائيات فنيّاً منذ سنوات، كما يسجّل للاتحاد اللبناني للعبة (الغارق في الأزمات) قدرته على قيادة السلسلة إلى بر الأمان من دون حصول إشكالات، رغم الاعتراضات من المدربين على الأداء التحكيمي طوال السلسلة وحتى خلال فترات الموسم. وبعد أن طُويت صفحة البطولة، ستتجه الأنظار الآن إلى تحضيرات منتخب لبنان في تصفيات كأس العالم، ومبارياته الوديّة قبل لقاء الأردن في منتصف حزيران/يونيو المقبل في المرحلة الثالثة من التصفيات، بقيادة المدرب باتريك سابا.



استقالة الاتحاد قريبة
عقب نهاية مباراة الرياضي وهومنتمن في نهائي بطولة لبنان، وفوز هومنتمن باللقب، أعلن عضو الاتحاد اللبناني للعبة رامي فواز استقالته من الاتحاد على الهواء مباشرة، متحدثاً عن التوجه لتشكيل اتحاد جديد لن يشارك هو فيه، يكون لرئيس لجنة المنتخبات الحالية أكرم الحلبي دور أساسي فيه. ومن جهته أعلن رئيس الاتحاد بيار كخيا أن الاتحاد متوجه للاستقالة. وكان الاتحاد الحالي قد واجه مشاكل كبيرة منذ استضافة بطولة آسيا للمنتخبات الصيف الماضي، وتراكم الديون عليه قبل تصفيات بطولة العالم وصلت إلى حوالى مليوني دولار، وجاءت أزمات الأندية المالية في دوري الدرجة الأولى لتضاعف أزمة الاتحاد وتضع ضغطاً كبيراً عليه، لا سيما في ظلّ غياب بدلات النقل التلفزيوني التي تستحق الأندية جزءاً منها، وبدلات دخول الجمهور إلى الملعب. تطورات كثيرة تنتظر كرة السلة خلال الأيام المقبلة، في ضوء توقعات تشير إلى أن أكرم الحلبي هو المرشح الأول لرئاسة الاتحاد، على أن يكون لأمين عام الاتحاد الحالي شربل رزق دور أساسي في الاتحاد المقبل.