النتيجة حتى الآن متعادلة: 3 ــ 3، من يفوز اليوم (22:00 بتوقيت بيروت) يحسم اللقب. ولكن ما يحدث في السلسلة النهائية لكرة السلّة اللبنانيّة بين الرياضي بيروت وهومنتمن بيروت ليس غريباً. أكثر المتفائلين من جمهور كرة السلّة اللبنانيّة كان يتوقّع أن يحصل شغب جماهيري في السلسلة النهائيّة للبطولة. بدأ الشحن الجماهيري منذ الدوري المنتظم، فعند كل لقاء للفريقين كان «الاستنفار» عالياً، حتى أن رئيس لجنة كرة السلّة في هومنتمن غي مانوكيان دخل في أكثر من مرّة على خط الجماهير، وقام باستفزاز جمهور الرياضي وجمهور نادي الحكمة، وهو ما لاقى ردود فعل سلبيّة من الجميع
«القلوب مليانة» منذ نهائي الموسم الماضي، الذي حسمه الرياضي على حساب هومنتمن. وهذا الأخير يريد «الثأر» لنفسه وضم لقب الدوري إلى بطولة كأس لبنان الذي كسبه الشهر الماضي على حساب الرياضي أيضاً وبطولة العرب. منذ المباراة الأولى في السلسلة النهائيّة التي استضافها ملعب مزهر قبل أيّام بدأ الشحن الجماهيري، وبدأت الشتائم بحق اللاعبين والإداريين، وكذلك فعل جمهور الرياضي في المباريات التي لُعبت في المنارة. ارتفعت وتيرة الجمهور أكثر فأكثر مع تقدم السلسة وتعادل الفريقين، إلى أن وصلت للمباراة السادسة ليل الاثنين ــ الثلاثاء في قاعة صائب سلام في المنارة. خلال عمليات الإحماء دخل أحد جماهير الرياضي وحاول الاعتداء على صانع ألعاب هومنتمن الأميركي والتر هودج، تدخل الإداريّون والشرطة وحُلّ الإشكال سريعاً جداً، ولكن إدارة هومنتمن سحبت لاعبيها من الملعب ورفضت العودة حتى إخراج الجمهور. تدخّل أعضاء الاتحاد اللبناني للّعبة، وإدارة النادي الرياضي عملت جاهدة لتهدئة الجماهير وهذا ما حصل، وبأمر من حكم اللقاء رباح نجيم عاد لاعبو هومنتمن وبدأ اللقاء. استمرت الأمور عاديّة حتى الربع الثاني مع تقدم الضيوف بفارق نقطة 34-33 فقام أحد جماهير نادي الرياضي برمي عصا الطبل على أرض الملعب، فسادت دقائق من الهرج والمرج وانسحب لاعبو هومنتمن إلى غرف الملابس، وطالبت إدارة هومنتمن بخروج الجمهور من أرض الملعب. تدخل اتحاد اللعبة سريعاً وإدارة الرياضي وقاموا بإخراج مثيري الشغب من الملعب، وبعد مفاوضات دامت لحوالى نصف ساعة عاد لاعبو هومنتمن لإكمال المباراة، التي انتهت أخيراً بنتيجة (90 ــ 86) لصالح أصحاب الأرض وتعادلت السلسلة.
خلال اللقاء لم يسلم لاعبو هومنتمن من الشتائم، كما عادت جماهير الرياضي لعادتها القديمة في الموسمين الماضيين، وحملوا أعلام تركيا على المدرجات محاولين استفزاز هومنتمن بالإبادة الأرمينيّة، وهو ما أكّدت إدارة النادي الرياضي رفضها له، حتى أنّ لاعب الرياضي ومنتخب لبنان علي حيدر وبعد نهائية اللقاء، اكتفى خلال مقابلته التلفزيونيّة بعبارة واحدة «يا عيب الشوم على هيك جمهور»، ومن جهته حمّل رئيس النادي الرياضي مازن طبارة رئيس لجنة كرة السلة في هومنتمن غي مانوكيان، من دون أن يسميه، مسؤولية ما يحصل في الملاعب كونه دائماً ما كان يستفز الجماهير، مستغرباً كلام مانوكيان عن «السلم الأهلي» بعد توقف اللقاء في المرّة الثانية.



ما حصل في اللقاء السادس من السلسلة النهائية ليس جديداً على كرة السلّة اللبنانيّة، ومن يشاهد البطولة منذ عام 2000 وحتى اليوم، يرى جيّداً أنّه نادراً ما يكون هناك نهائي من دون مشاكل وتوقفات، وفي العديد من المرّات لم تنتهِ البطولة إلّا في المكاتب وليس على أرض الملعب، ونهائيات الحكمة والرياضي تشهد. في كلّ مرّة وعلى مدى السنوات تَخرُج الجماهير عن الإطار الرياضي، وتحصل إشكالات على أرض الملعب، ولكن فوضى الاتحادات على مرّ السنوات، وعدم قدرة الجميع من أندية واتحادات متعاقبة على بناء لعبة حقيقية يكون عمادها اللاعبين والمستوى الفنيّ العالي أدّت مع أسباب أخرى إلى ما يحصل اليوم على مدرجات الملاعب. المباراة السابعة والحاسمة ستكون اليوم الساعة 22:00 مساء على ملعب مزهر، الفريقان متعادلان بثلاثة انتصارات لمثلها، كل فريق فاز على أرضه، ومن يحسم لقاء اليوم يرفع لقب البطولة. ولكن الصعب سيكون جماهيرياً حيث أن جمهور هومنتمن سيضع ضغطاً كبيراً على لاعبي النادي الرياضي، وبقدر ما تكون إدارة هومنتمن والاتحاد قادرين على إدارة الأمور وضبط الجمهور، تُستكمل البطولة على أرض الملعب. واللافت هنا ما قاله طبارة خلال مقابلة بعد لقاء المنارة بالأمس، عن تهديد بعض أعضاء الجهاز الفني لحكام المباراة بالقول «بتشوفو بكرا بمزهر».

النهائي الحالي لم يختلف كثيراً عن سابقاته من حيث المشاكل، ولكن الأفضل لكرة السلّة أن ينتهي على أرض الملعب وليس في المكاتب. في هذا الإطار يبدو الاتحاد جدّياً لجهة إنهاء الأمور بشكل سليم على أرض الملعب، كما أن الحكّام يقدمون أداءً جيداً في السلسلة النهائيّة، ويتخذون قرارات حاسمة بالنسبة إلى الأجهزة الفنيّة وإدارات الأندية، وهو ما ظهر في مباراة الأمس من رفض لإنهاء المباراة، والإصرار على إكمالها على أرض الملعب.

جماهير الرياضي استفزت لاعبي هومنتمن()


الرياضي بلا أجانب

على المستوى الفنّي يستفيد هومنتمن بشكل كبير من خبرة اللبناني المصري، ونجم الرياضي التاريخي اسماعيل أحمد المنتقل بداية الموسم إلى هومنتمن. ويقدم أحمد أفضل أداء له وهو بعمر 42 سنة، وهو الأمر الذي دفع اتحاد اللعبة لإجراء فحص منشطات للاعب اللبناني المصري بعد المباراة الخامسة. كما أن صانع الألعاب الأميركي والتر هودج يعتبر السلاح القوى لدى المدرب جو مجاعص، حيث نجح في المباراة السادسة بتسجيل 30 نقطة معظمها من الاختراقات تحت السلّة. ويقدم كل من سام يونغ وإيلي شمعون أداءً لافتاً في السلسلة النهائيّة، بينما يستمر تراجع مستوى التونسي مكرم بن رمضان الذي لم يجد نفسه بعد في السلسلة النهائية.
ومن جهة الرياضي برز في السلسلة النهائية بشكل لافت لاعب الارتكاز اللبناني علي حيدر الذي استعاد مستواه الحقيقي بعد فترة من التذبذب، كما يقدم الأميركي شانون شورتر مستوى عالياً جدّاً في السلسلة النهائية، وأنهى اللقاء الأخير برصيد 23 نقطة، و5 متابعات و3 تمريرات حاسمة. ومن جهته يبدو اللاعب أمير سعود حاسماً في هذه السلسلة خاصة في رمياته الثلاثيّة. ويُحسب للنادي الرياضي أداؤه الكبير رغم أنّه يلعب بأجنبيين بعد إصابة لاعب الارتكاز كريس دانييلز، إضافة إلى صانع الألعاب وائل عرقجي. وسيعتمد مدرب الرياضي أحمد فرّان في المباراة الأخيرة على جهوزية الأميركي مايك هاريس الذي يقدم أداءً غير ثابت في المباريات الأخيرة. وسيكون سلاح الرياضي في المباراة النهائية التي يلعبها خارج أرضه الأداء الدفاعي القوي، من أجل حسم السلسلة وإبقاء كأس البطولة في المنارة، عكس هومنتمن الذي سيستفيد من أرضه وجمهوره لحسم اللقاء بأداء هجومي.