لا تكاد كُرة السلّة اللبنانيّة تَخرُج من أزمة حتى تقع في أخرى. خلافات الاتحاد اللبناني للعبة ــ الذي ولد ناقصاً أصلاً قبل نحو عامين ــ لا تزال مستمرة، حتى إن حل المشاكل «بالمفرق» ليس هو العلاج المثالي لأزمة تكاد في كل مرّة أن تطيح البطولة. انفجرت الخلافات داخل الاتّحاد بعد بطولة آسيا الأخيرة للمنتخبات التي استضافها لبنان في آب الماضي، بعدما تراكمت الديون على الاتحاد، كما أنّ المنتخب حينها لم يقدّم المطلوب وخرج من الدور ربع النهائي أمام إيران، فتفاقمت المشاكل والأزمات أكثر. حُلّت الأمور بطريقة ناقصة أيضاً، وتمّ تعيين أكرم الحلبي رئيساً للجنة المنتخبات الوطنية، وبالفعل حقق نقلة كبيرة في أداء المنتخب الأوّل، بعد البداية المتعثرة له في المرحلة الأولى من تصفيات كأس العالم، فتمّ تعيين جهاز فنّي جديد بقيادة المدرب الوطني باتريك سابا بدلاً من المدرب الليتواني راموناس بيتاوتاس، وعادت النتائج الإيجابية في المرحلة الثانية بعد الفوز على كل من سوريا والهند، ليضرب لبنان موعداً مهماً في المرحلة الثالثة والمهمة مع الأردن في منتصف حزيران المقبل، حيث إن المنتخب اللبناني مطالب بالفوز بعد خسارته أمام الأردن في المرحلة الأولى من التصفيات في عمّان.
الديون المتراكمة على لبنان بعد بطولة آسيا تقدّر بين مليون ونصف مليون ومليوني دولار

وقبل مباراة الأردن الفاصلة، عادت المشاكل الماليّة لتطل برأسها. المشكلة الكبيرة اليوم، حسب المتابعين، هي أن الاتحاد اللبناني مطالب بدفع مبلغ 250 ألف دولار أميركي قبل حزيران المقبل، وهي دفعة من الديون المتراكمة على لبنان بعد بطولة آسيا، التي تتفاوت التقديرات بين مليون ونصف مليون دولار ومليوني دولار. وإذا لم يدفع لبنان هذا المبلغ قبل حزيران المقبل، فإن المنتخب سيكون غير قادر على استكمال مشواره بالتصفيات، وتالياً ستتبخّر حظوظه بالوصول إلى نهائيات كأس العالم المقررة في الصين في عام 2019. وفي هذا الإطار، تحدّث رئيس لجنة المنتخبات أكرم حلبي في أكثر من مناسبة عن أن العمل جار على تأمين الدفعة المتوجبة على لبنان، وأنّ مشاركة لبنان في التصفيات ستكون مضمونة من أجل الوصول إلى نهائيات كأس العالم. وجاء كلام حلبي في وقت تحدّثت فيه مصادر سلّوية عن أنّ الموضوع هو محل نقاش دائم على طاولة الاتّحاد، من أجل سد العجز الكبير في الميزانيّة والتي تؤثر سلباً على كرة السلّة اللبنانيّة. وطالبت بعض الأوساط السلّوية خلال الأيام القليلة الماضية اتحاد اللعبة بتحمّل مسؤولياته وسد جميع الديون المترتبة.

تمّ تعيين جهاز فنّي جديد بقيادة المدرب الوطني باتريك سابا (مروان طحطح)

ونتيجة تراكم الأزمات، تتوقع بعض المصادر المتابعة لأزمة الاتحاد منذ بدايتها حصول تغييرات كبيرة، بعد انتهاء بطولة لبنان، وانتهاء تصفيات منتخب لبنان المؤهلة إلى كأس العالم، على اعتبار أنّ اللعبة لم تعد تتحمّل كل ما يحصل من أخذ ورد، وتجاذبات بين أعضاء الاتحاد تؤثر سلباً على اللعبة. وحتى في حال دفع لبنان الجزء الأول من المستحقات المتوجبة عليه، ولعب مباراته مع الأردن بصورة طبيعيّة، فإنه عند أي استحقاق جدّي سيكون مطالباً بدفع باقي الدفعات حتى تسديد كامل المبلغ، وهو الأمر الصعب في ظل التجاذبات الحاصلة اليوم، وازدياد الحديث عن رحيل الاتحاد الحالي قبل انتهاء موعده، وإعادة انتخاب اتحاد جديد، سيكون مدعوماً من رئيس اللجنة الأولمبية اللبنانيّة جان همام، وعدد من مسؤولي الاتحادات وأندية كرة السلّة اللبنانية. هذا في التفاصيل، التي يمكن اختصارها بجملة واحدة: كأس العالم، بالنسبة إلى منتخب لبنان، يتوقف الآن، على 250 ألف دولار!


صانع ألعاب أجنبي!

خلال مباراة الأردن في حزيران المقبل والمقررة على ملعب نهاد نوفل في زوق مكايل، سيفتقد المنتخب اللبناني لكرة السلّة جهود صانع ألعابه وائل عرقجي الذي تعرّض لإصابة قويّة بالرباط الصليبي ستبعده عن الملاعب لمدّة ستة أشهر. وجاءت إصابة عرقجي في وقت لم يتعاف فيه صانع ألعاب منتخب لبنان الآخر ونادي الحكمة علي مزهر من إصابة بالرباط الصليبي أيضاً. ومن المتوقع أن يتم استدعاء اللاعب اللبناني – الكندي جوزيف الشرتوني ليشغل موقع صانع الألعاب مع المنتخب اللبناني في تصفيات كأس العالم. وتحدّث مدرب منتخب لبنان باتريك سابا عن إمكانيّة تجنيس صانع ألعاب في المرحلة المقبلة بدلاً من تجنيس لاعب ارتكاز، وخاصة مع عودة النجم علي حيدر إلى مستواه المعهود، ووجود لاعب نادي بيروت باسل بوجي مع المنتخب.

هومنتمن والرياضي في نهائي البطولة

في إعادة لنهائي الموسم الماضي، يلتقى الرياضي بيروت وهومنتمن بيروت في نهائي بطولة لبنان للرجال هذا الموسم أيضاً في سلسلة تمتد على 7 مباريات، يحسمها من يفوز بأربعة لقاءات. ومن المتوقع أن يكون واحداً من أقوى النهائيات في تاريخ الدوري اللبناني نظراً إلى مستوى الفريقين الكبير هذا الموسم، وبعدما حسما الدوري المنتظم في المركزين الأول والثاني. وكان هومنتمن قد وصل إلى المباراة النهائية بعد تجاوزه الحكمة في نصف النهائي بثلاث مباريات نظيفة، فيما فاز الرياضي بثلاث مباريات مقابلة مباراة واحدة لنادي بيروت في سلسلة نصف النهائي الثانية. ويستفيد الرياضي بيروت من خبرته الكبيرة في النهائيات، كما يستفيد أيضاً من سلسلته القويّة التي لعبها مع نادي بيروت، في وقت لم تكن فيه مباريات هومنتمن في المستوى نفسه أمام الحكمة. وبدأت المباريات أمس، بنهائي الكاس، أما السلسلة فالحديث يجري حول ضرورة انطلاقها بعد الانتهاء من الانتخابات النيابية من أجل تأمين النقل التلفزيوني.