كادت الدقيقة 6.46 من الربع الثالث للقاء الحكمة وضيفه هومنتمن على ملعب غزير ضمن سلسلة نصف نهائي بطولة لبنان لكرة السلة أن تطيح بالمباراة ــ وحتى البطولة بأسرها ــ بعد الإشكال الذي حدث أول من أمس. بدأ الأمر بشكل بسيط مع أحد الأشخاص الموجودين خلف مقعد هومنتمن، وتطور إلى عراك بين جمهور الحكمة والقوى الأمنية، أدى إلى إصابة عدد من الأشخاص، بينهم موظفون من الاتحاد نقلوا إلى المستشفى. وهكذا، توقفت المباراة لما يزيد عن النصف ساعة.هومنتمن فاز في اللقاء 89 – 69 ليتقدم 2 – 0 في السلسلة وأصبح يحتاج إلى فوز وحيد كي يتأهل إلى النهائي. لكن الفوز الثاني كاد أن لا يتحقق وتتعطل المباراة بعد الإشكال الذي حدث وكان هومنتمن متقدماً 62 – 45. بدأت القصة حين ظهر شخص مجهول على المدرج خلف مقعد هومنتمن. كان يصور فيديو للـ«سلّات» التي يسجلها هومنتمن في سلة الحكمة، كما قال أمين سر الحكمة ميشال خوري في اتصال مع «الأخبار». واللافت أن هذا الشخص كان يصوّر «سلّات» هومنتمن فقط وليس فقط نقاط الفريقين. أمرٌ أثار استغراب جمهور الحكمة الموجود إلى جانبه واستفزه. طلبوا منه التوقف عن التصوير معتبرين أنه من نادي هومنتمن ولا يحق له أن يكون موجوداً على المدرج الخاص بالحكمة. لكن «الفاعل»، حسب «الحكماويين»، ردّ بإشارات غير لائقة لتنفجر الأمور ويحصل عراك مع القوى الأمنية «التي تعاملت مع الجمهور بقوة مفرطة وغير مبررة»، كما يقول خوري، ويتابع: «في كل مرة تُرمى المسؤولية على جمهور الحكمة ويتم وصفه بالمشاغب في حين يكون هناك استفزاز من طرف آخر ويقوم الجمهور بردة فعل. صحيح أنها قد تكون زائدة في بعض الأحيان لكن لا يمكن لوم الجمهور حين يتعرّض للاستفزاز». تسأله من من؟ فيجيب بوضوح: «من غي مانوكيان تحديداً، فهو على الصعيد الشخصي صديق لكن لا يجب أن يكون في لعبة كرة السلة. شخصيته استفزازية وتصريحاته مستفزة ولا يمكن أن تُدار الأمور بهذه الطريقة». ويحمّل خوري مسؤولية ما حدث للقوى الأمنية والحكام. ثم يتابع اعتراضه: «تغاضوا عن كثير من الاخطاء التي ارتكبت على دواين جاكسون».
من جهته أوضح مانوكيان لـ«الأخبار»، أن الشخص الذي كان موجوداً خلف مقاعد هومنتمن ليس من ضمن إداريي النادي. فهومنتمن يقدّم إلى الاتحاد لائحة بعشرة أسماء لإداريين سيكونون حاضرين في المباراة خارج أرض الفريق، وهذا الشخص لم يكن مدرجاً اسمه ولا حتى هو معروف من قبل النادي. لكن المسؤولين عادوا وحصلوا على اسمه. يقول مانوكيان إنه «ليس أرمنياً حتى»، وتالياً ليس إدارياً كون جميع إداريي هومنتمن من الأرمن. ويشير مانوكيان الى أن الحضور اقتصر على بعض الإداريين، وزوجة اللاعب التونسي مكرم بن رمضان وصديقة قائد الفريق سيفاك كيتينجيان.
ورداً على ما يتهم به من أكثر من طرف بأنه مستفز، حيث حصل أكثر من إشكال مع الرياضي والشانفيل والحكمة، يجيب رئيس لجنة كرة السلة في النادي «أنا لست مستفزاً، لكني أحب فريقي ومتعصّب له. المشكلة عند الآخرين الذين لا يريدون أن يقتنعوا بأن هومنتمن أصبح رقماً صعباً في لعبة كرة السلة». في السابق حين لم يكن هومنتمن منافساً، يعتبر مانوكيان أن الجميع كانوا أصدقاءه، لكن حين أصبح فريقاً قوياً «لم يستوعب الآخرون هذه المسألة». برأيه «يريدون هومنتمن ضعيفاً وهذا ما خلق لنا الكثير من الخصوم. رغم ذلك نحن لا نريد توتير الأجواء ونريد إنهاء سلسلة نصف النهائي سريعاً والتفرّغ للنهائي الذي سيكون صعباً»، يختم مانوكيان حديثه.