خيبة الشانفيل بعد الخروج المبكر من البطولة، قابلتها لحظات جنون في نادي الحكمة. الحكمة تفوّق على نفسه قبل أن يتفوّق على الشانفيل. جمهور «القلعة الخضراء» كان اللاعب الأوّل في النادي وليس السادس. الأزمة الماليّة لم تبعد جماهير الحكمة عن فريقهم، فغصّت مدرجات ملعب غزير بأكبر حشد جماهيري للحكمة منذ سنوات، واستفاد النادي من حلوله رابعاً في الدوري المنتظم أمام الشانفيل الخامس ليلعب 3 مباريات من أصل 5 على أرض ملعب غزير. ولعب الحكمة وسط أسوأ أزمة ماليّة يعانيها في تاريخه ربما، اللاعبون اللبنانيّون لم يتقاضوا أي راتب منذ بداية الموسم، كما أنّ مستحقات اللاعبين الأجانب المتراكمة باتت قيمتها عالية جداً، وعلى رغم كل ذلك لم يخذل اللاعبون النادي ولعبوا بروح عالية ليصلوا إلى المربع الذهبي حيث سيواجهون نادي هومنتمن القوي. وأعلن مدرب الحكمة فؤاد أبو شقرا أن الوصول إلى مرحلة «الفاينل4» سيجلب شركات راعية للنادي، لتضاف إلى المساعدة التي حصل عليها نادي الحكمة قبل أيّام من مطرانيّة بيروت.
وتنطلق يوم السبت مرحلة «الفاينل 4» حيث يتلقي نادي الحكمة مع هومنتمن الذي وصل إلى نصف النهائي بعد فوزه على نادي اللويزة بثلاث مباراة نظيفة في السلسلة، كما يصطدم نادي الرياضي بيروت الذي تجاوز النادي الأنطوني بسهولة في ربع النهائي (3-0)، بنادي بيروت الصاعد حديثاً إلى دوري الأضواء، ومن المرة الأولى وصل إلى المربع الذهبي في إنجاز تاريخي يُحسب للمدرب الوطني باتريك سابا ولاعبيه. وكان بيروت وصل إلى «الفاينل4» بعد سلسلة صعبة مع المتحد طرابلس انتهت في اللحظات الأخيرة من المباراة الفاصلة بفوز بيروت «85-83» على ملعب الصفدي في طرابلس، وكان الناديان قد تعادلا بمبارتين لمثلهما في السلسلة. وبسبب فترات التوقف الكثيرة التي حصلت في الدوري اللبناني خصوصاً للمشاركة في البطولات الخارجية ومنها بطولة دبي، ستكون هناك صعوبة كبيرة لإنهاء البطولة قبل موعد الانتخابات النيابيّة، لكي لا تتعارض المباريات مع النقل التلفزيوني.
سياسة على المدرجات
شهدت سلسلة الحكمة والشانفيل في ربع نهائي البطولة شحناً جماهيرياً غير مسبوق. وفرض جمهور الحكمة على ملعب غزير ضغطاً كبيراً على لاعبي النادي المتني خصوصاً في المباراة الأخيرة والفاصِلة. وكما هي العادة في لبنان دخلت السياسية على خط التشجيع، وحملت جماهير نادي الحكمة أعلام حزب القوات اللبنانيّة على المدرّجات، ورفعت أناشيد القوات اللبنانيّة في الملعب. وانتقل الشحن طوال الوقت من المدرجات إلى وسائل التواصل الاجتماعي، كما وجّهت انتقادات كبيرة لمدرب الشانفيل غسان سركيس بسبب التعاقدات الكبيرة والكثيرة التي قام بها والتي لم تأت بثمارها.