تنطلق يوم غدٍ الجمعة منافسات بطولة الخليج لكرة القدم «خليجي 25» في مدينة البصرة بالعراق (تمتد بين 6 و19 كانون الثاني) بمشاركة 8 منتخبات مقسّمة إلى مجموعتين. وتضم المجموعة الأولى المنتخب العراقي المضيف، إضافة الى عمان والسعودية واليمن، بينما تضم الثانية كلاً من البحرين والكويت وقطر والإمارات.المنافسات تنطلق غداً عند (الساعة 17:45) بتوقيت بيروت بلقاء العراق وعمان على ملعب البصرة الدولي، قبل لقاء اليمن والسعودية عند (الساعة 20:30). فيما تُلعب السبت مباراتان أيضاً بين البحرين والإمارات الساعة (15:15 بتوقيت بيروت)، والكويت وقطر الساعة (18:15) على ملعب الميناء.

تعود بطولة كأس الخليج بعد غياب 44 عاماً عن الأراضي العراقية (أ ف ب)

وبعد غياب 44 عاماً عن الأراضي العراقية بسبب الحرب أولاً، وبعدها العدوان الأميركي على البلاد، سيحاول المنتخب العراقي تسجيل اسمه مجدداً في السجلات الذهبية للبطولة الخليجية التي استضاف منافساتها مرة واحدة سابقاً عام 1979، حين حقّق اللقب، قبل أن يضيف إليه لقبَي عامي 1984 و1988. ومنذ بداية الألفية الجديدة شهدت الكرة العراقية تحسناً كبيراً عبر جيل ذهبي تقدمه «السفاح» يونس محمود، الذي قاد «أسود الرافدين» للتتويج ببطولة آسيا عام 2007. ولكنّ الكرة العراقية شهدت تراجعاً خلال السنوات القريبة الماضية لأسباب عدة، منها ضعف الدوري المحلي وغياب التخطيط اللازم والأسماء المميزة.
ولكن اليوم يدخل العراق البطولة الخليجية بمعنويات مرتفعة، خاصة بعد تعيين المدرب الإسباني خيسوس كاساس على رأس العارضة الفنية للأسود في تشرين الأول الماضي، والذي اختار تشكيلة تضم مزيجاً من الشباب وأصحاب الخبرة، يتقدمهم الحارس جلال حسن، إضافة إلى كل من أمير العماري وريوان أحمد والآي فاضل.
مهمة العراقيين لن تكون سهلة أمام المنتخب العُماني الذي خاض معسكراً تحضيريّاً في الإمارات قبل التوجه إلى العراق. ولعب العمانيون مباراتين أمام المنتخب السوري في الإمارات، حيث فازوا في واحدة بهدف دون رد وخسروا أخرى بهدفين لواحد. وبدا واضحاً منذ الوصول إلى العراق أن المدرب الكرواتي للمنتخب العماني برانكو إيفانكوفيتش يعطي حيزاً كبيراً للجوانب البدنية، خاصة أنه اختار تشكيلة من اللاعبين الشباب بعد استبعاده عدداً من اللاعبين المخضرمين، تحت شعار بناء منتخب شاب للمستقبل. ويُعتبر عنصر الخبرة الأهم في المنتخب هو الحارس فايز الرشيدي. وقال المدرب إيفانكوفيتش: «قررت استدعاء لاعبين جدد لأنني أتطلع إلى الغد وبعد غد وأحمد الكعبي ومعتز صالح وعبدالله فواز ومصعب المعمري والمنذر العلوي وصلاح اليحيائي هم مستقبل كرة القدم العمانية».
وفي وقت يُعتبر المنتخب اليمني الأضعف في المجموعة، إذ لم يحقق أي انتصار في مشاركاته الـ10 بالمسابقة، إلا أن مدربه التشيكي ميروسلاف سوكوب يعول على النتائج الإيجابية المحقّقة أخيراً، خاصة الفوز على فلسطين والتعادل مع السعودية خلال تصفيات قارة آسيا المؤهلة إلى مونديال قطر 2022 وكأس آسيا 2023.
تُنظم البطولة على ملاعب جديدة ومميزة في مدينة البصرة العراقية


ويبقى المنتخب السعودي صاحب الحظوظ الكبيرة لتصدر المجموعة، خاصة بعد أدائه الجيد في المونديال الأخير، وفوزه على الأرجنتين حاملة اللقب في الدور الأول بهدفين لواحد. وفي وقت يبحث السعوديون عن التتويج الرابع تم اختيار مدرب المنتخب الأولمبي المتوّج ببطولة آسيا، سعد الشهري لقيادة المنتخب في العراق. وتم اختيار تشكيلة من اللاعبين الشباب لخوض منافسات بطولة الخليج أبرزهم الحارس نواف العقيدي ولاعب الوسط رياض شراحيلي اللذان شاركا في المونديال الأخير.

تقارب فني
في المجموعة الثانية يبرز منتخب البحرين حامل اللقب بقيادة المدرب البرتغالي هيليوا سوزا الذي عُرف بأسلوبه الصارم خلال التدريبات. ومنذ وصوله إلى البصرة بدأ المنتخب البحريني تدريبات مكثفة قبل خوض المباراة الأولى أمام الإمارات مساء السبت. ويبدو واضحاً أن البحرينيين يسعون للاحتفاظ باللقب، إذ يبدو التركيز كبيراً عند جميع العناصر خاصة الحارس لطف الله الذي أكد أن اللاعبين يريدون تقديم كل شيء لديهم للفوز باللقب. وتبدو هذه المجموعة متكافئة إلى حد كبير بوجود المنتخب الإماراتي القوي تحت قيادة المنتخب الأرجنتيني رودولفو أروابارينا الذي أكد أن الهدف هو اللقب ولا شيء غيره. ولكن المنتخب الإماراتي خسر جهود كل من علي مبخوت وإسماعيل مطر في بطولة العراق الحالية. وبالنسبة إلى الكويت فإنها تبدو جاهزة للبطولة الخليجية تحت قيادة المدرب البرتغالي روي بنتو الذي اختار أيضاً لاعبين شباباً للبطولة بينهم عبدالله الفهد وسلطان العنزي وحسن حمدان وبدر طارق.
وعلى المنوال نفسه نسج المنتخب القطري الذي اختار مدربه المؤقت البرتغالي برونو ميغيل تشكيلة شابة، غاب عنها المهاجم القوي محمد مونتاري بسبب الإصابة. ويبرز من المنتخب القطري لاعبو نادي السد وهم مشعل برشم ويوسف عبد الرزاق وطارق سلمان ومصطفى طارق ومحمد وعد وهاشم علي وسالم الهاجري وعلي أسد.
بطولة منتظرة، من المتوقّع أن تشهد مبارياتها أداءً مميزاً، نظراً إلى التقارب الكبير في المستوى بين المنتخبات.