يعود موضوع «التطبيع الرياضي» ليطل برأسه مجدداً، وهذه المرة من بوابة أولمبياد طوكيو. وبمباركة من الإدارة الرياضيّة السعودية، تخوض اليوم لاعبة الجودو السعودية تهاني القحطاني، منافسات الدور الـ32 (وزن 78 كلغ)، عندما تواجه لاعبة كيان الاحتلال الصهيوني راز هيرشكو. كان لافتاً ترحيب عدد كبير من المسؤولين الرياضيين السعوديين بالمباراة وعدم رفضهم مواجهة لاعبة كيان الاحتلال، فنشر وزير الرياضة السعودي عبدالعزيز بن تركي آل سعود صورة الوفد السعودي إلى طوكيو على تويتر معلقاً «أبطال الوطن في طوكيو» من دون أن يشير الى المباراة «السعودية ـ الإسرائيلية».ويأتي الموقف السعودي الوقح، في وقت سجّلت كل من الجزائر والسودان موقفاً مشرفاً جداً من بوابة أولمبياد طوكيو أيضاً، وذلك عندما رفض رياضيو البلدين مواجهة رياضيين من الكيان الصهيوني، وانسحبوا من المنافسات، غير عابئين بالعقوبات التي يمكن أن تطاولهم من اللجنة الأولمبية الدوليّة، أو إضاعتهم لفرصة الفوز بميدالية أولمبية، معتبرين أن الأهم هو الموقف الداعم لفلسطين وأهلها في وجه العدو الغاصب ومن يقف وراءه.
وانسحب لاعب الجودو الجزائري فتحي نورين من مواجهة السوداني محمد عبد الرسول لتفادي احتمالية اللعب مع اللاعب «الإسرائيلي» توهار بوتبول في وزن (73 كلغ) ضمن منافسات الجودو أيضاً. ومن جهته غاب عبد الرسول عن مواجهة اللاعب «الإسرائيلي» توهار بوتبول.
رغم المباركة السعودية الرسمية للمباراة، خرجت العديد من الأصوات السعودية والعربية المعترضة على مواجهة اللاعبة السعودية للاعبة كيان الاحتلال، معتبرة أن على تهاني القحطاني (21 عاماً) الانسحاب، وعدم خوض اللقاء لعدم إعطاء شرعية للاعبة «الإسرائيلية» ولا للوفد «الإسرائيلي» على اعتبار أن هذا الكيان غاصب للأرض ومحتل لفلسطين ويعتدي على شعبها، ولا يجب الاعتراف به.
وبهذا الموقف السعودي، تكون الرياض قد حذت حذو الإمارات في توسيع دائرة التطبيع مع الكيان الصهيوني. وكانت الإمارات قد وقّعت اتفاقية مع الكيان الصهيوني لتنظيم مباريات مشتركة بين أندية الطرفين تحت عنوان «السلام». هذا وتعاقدت أندية إماراتية مع لاعبين يحملون جوازات سفر كيان الاحتلال، على غرار نادي النصر.
وبين هذا وذاك برز أخيراً خبر مباراة كأس السوبر الفرنسي التي تجمع بين ناديَي ليل وباريس سان جيرمان المملوك قطرياً منذ عام 2011، والتي ستُلعب يوم الأحد المقبل في «تل أبيب» بالأراضي الفلسطينية المحتلة. وحتى لو أن هذه المباراة مقررة من قبل الاتحاد الفرنسي للعبة، أو الاتحاد الأوروبي، فقد اعتبرت العديد من الجهات أن على إدارة النادي الباريسي الاعتراض على إقامة المباراة في الأراضي المحتلة، وطلب نقلها إلى مكان آخر، وذلك رفضاً للاعتراف بالكيان المحتل، ودعماً لفلسطين وشعبها.
تتسع دائرة ما يعرف «بالتطبيع الرياضي» أخيراً، والتي تُعتبر استكمالاً للتطبيع السياسي والاقتصادي الذي بدأته العديد من الأنظمة العربية مع الكيان الصهيوني، رغم رفض الشعوب العربية لذلك، والذي يصبّ في خانة تصفية القضية الفلسطينية.