أعلنت رابطة الدوري الإماراتي لكرة القدم يوم أمس الثلاثاء عن توقيع «اتفاقية تعاون» مع «رابطة الدوري الإسرائيلي» بهدف ما وصفته بتبادل الخبرات وتنظيم مباريات مشتركة بين أندية الإمارات والكيان الصهيوني. وستكون اتفاقية التعاون على صعيد كرة القدم، الأولى من نوعها بين دولة عربية والكيان الصهيوني، عقب توقيع اتفاق تطبيع العلاقات بين الإمارات وكيان الاحتلال في منتصف آب/أغسطس الماضي.وكانت باكورة انعكاس «تطبيع العلاقات على الجانب الرياضي»، تعاقد نادي النصر الإماراتي مع اللاعب ضياء سبع الذي يحمل جواز سفر الكيان الصهيوني، قادماً من غوانغجو ايفرغراند الصيني، ليصبح أول لاعب «إسرائيلي» يلعب في الدوري الإماراتي.
وأكدت رابطة الدوري الإماراتي في بيان لها أن بنود اتفاقية التعاون التي أُقرت عبر تقنية الاتصال بالفيديو «تتضمن إقامة ورش عمل مشتركة من أجل بحث سبل تطوير الجانب التسويقي والترويجي للبطولات، إضافة إلى مواكبة كل ما يتعلق بتكنولوجيا التطور الرياضي والكروي، إلى جانب تطوير العمل الفني في قطاع كرة القدم». وقال رئيس رابطة الدوري الإماراتي عبدالله الجنيبي: «الاتفاقية ستسهم في تعزيز فرص السلام وتأكيد أواصر التعاون والصداقة لما فيه مصلحة كرة القدم في البلدين، وكرة القدم كانت دائماً السبيل الأهم والأسرع للتقارب بين الشعوب». وتابع: «نهدف إلى تنظيم فعّاليات مشتركة بين الدولتين، وتأكيد التعاون بما يعزز الجانب الاقتصادي والتجاري والرياضي». من جهته رحّب «رئيس الاتحاد الصهيوني» ايريز خيلفون بالاتفاق، كما أمل توقيع اتفاقيات مع دول عربية أخرى.
وبعيد الإعلان عن الاتفاقية، أكد نادي «ماكابي حيفا الإسرائيلي» أنه تلقّى دعوة من نادي العين الإماراتي لخوض مباراة ودية في أبوظبي، سيطلق عليها «مباراة السلام»، يحدد موعدها لاحقاً.
تؤكد المنظمات الحقوقية أن أندية المستوطنات تعتدي على الفلسطينيين وأرضهم


الاتفاقية بين الإمارات والكيان الصهيوني تأتي في وقت تواصل سلطات الاحتلال الصهيوني الضغط على الأندية الرياضية الفلسطينية. ومنذ عام 2016 تؤكد العديد من المنظمات الحقوقية، بينها «هيومن رايتس ووتش»، أن سلطات الاحتلال تستخدم الأراضي الفلسطينيّة المحتلة بالقوة، لكي يمارس المستوطنون الرياضة على حساب الفلسطينيين. كما أن الاحتلال يقوم بهدم ملاعب الفلسطينيين لبناء المستوطنات. وفي وقت سابق اتهمت «هيومن رايتس ووتش» الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، برعاية مباريات تجري في المستوطنات، والتي هي في الأساس أراض محتلة. ودعت المنظمات الحقوقية في أكثر من مناسبة إلى إجبار النوادي الصهيونية على ترك أراضي الفلسطينيين وعدم الاعتداء على ملاعبهم ونشاطاتهم الرياضية. وتعتبر المنظمة، أن «الفيفا يشوّه قيم ومفاهيم لعبة كرة القدم الجميلة، بسماحه لإسرائيل بإقامة مبارياتها على أرض مسروقة»، وذلك بحسب تصريحات صدرت عنها في عام 2016. وتعتبر المنظمات الحقوقية أيضاً، أن دعم «الفيفا» للأندية الصهيونية يتخذ أشكالاً اقتصادية أيضاً على حساب الفلسطينيين. ومن الممارسات التي يقوم بها الاحتلال أيضاً، منع الرياضيين الفلسطينيين من المشاركات الخارجية عبر تقييد حركتهم، كما تأخير بعثات رياضية تتحضّر للمشاركة في أحداث رياضية خارجية...
وكان الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، بدأ حملة في أيار/مايو من عام 2015، لتعليق عضوية «الاتحاد الإسرائيلي» في الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، بسبب التقييدات التي يفرضها جيش الاحتلال على الرياضيين الفلسطينيين، وبسبب إدخال فرق مستوطنين في مباريات كرة القدم، إلا أن الفيفا دائماً ما يدعم الاستيطان على حساب الأندية الفلسطينية. وفي جلسة أقيمت في الهند قبل نحو 3 سنوات، أَعلَنَ الاتّحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، موقِفَه النهائي من قضيّة أَندية المستوطنات، وهو وقوفه على الحياد ورفض فرض أيّ عقوبات على أندية صهيونيّة تلعب بدعم من اتحاد كيان الاحتلال رغم مخالَفَتِها للقانون الدولي. وتغاضت الفيفا بهذا القرار عن ثلاث توصيات رفعتها لجنة دوليّة عَمِلَت لأكثر من سنتين على الملف، وطالبت حينها هذه اللجنة بمعاقبة الأندية التي تلعب على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 على اعتبار أنّ هذا الأمر مخالف للقانون الدولي.
وعزا رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السويسري جياني إنفانتينو قرار الفيفا حينها إلى أن القضية «معقّدة بشكل استثنائي»، ورأى أن «أي تدخّل في الستاتيكو القائم في هذه الأراضي، في كل المنطقة، بما يتعلق بكرة القدم، سيكون له أثر مفاقم» للمشكلة. وقال إنّ «هذه القضيّة لن تخضع لأي نقاش إضافي حتى يتغير إطار العمل القانوني/الفعلي».
إذاً الاتفاقية الجديدة بين الكيان الصهيوني والإمارات تأتي في وقت يستمر تشديد الخناق على الفلسطينيين من البوابة الرياضية أيضاً، ومن المتوقع أن تستفيد أندية الكيان الصهيوني من أموال طائلة جراء المباريات المشتركة، على أن تستثمر جزءاً منها في بناء منشآت رياضية وتطوير تلك الموجودة، والتي بُنيت وستُبنى على أراضي الفلسطينيين التي سُرقت منهم.

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا