الخطة التي وضعتها «الداخلية» تشارك فيها أيضاً مجموعات من عناصر الجيش، ستنظّم الدخول مبكراً قبل المباراة، بالإضافة إلى السماح بالخروج وفق آليات محددة، كي لا تكون هناك تجمعات كبيرة أمام بوابات الخروج، منعاً لتجمّع الجماهير الجزائرية والاحتفال، فضلاً عن تسلم كشوف كاملة بهوية جميع المشجعين قبل وصولهم إلى مصر بالتنسيق مع السفارة الجزائرية لدى القاهرة، بالإضافة إلى السفارة المصرية لدى الجزائر. وسمحت مصر لنحو 15 ألف جزائري بزيارة القاهرة لحضور المباراة عبر الطائرات التي خصصت للمشجعين، والتي وصلت إلى مطار القاهرة تباعاً منذ الدور الأول حتى الآن، علماً بأن العدد الأكبر من الجزائريين سيصل قبل المباراة النهائية بساعات.
الإجراءات اتخذت والتضييق على المشجعين الجزائريين مستمر
وقررت أجهزة الأمن المصرية أيضاً منع انتظار السيارات بالقرب من الملعب، وفرزت أعداداً مضاعفة من قوات الأمن لتأمين المباراة النهائية، مقارنة بمباراة الافتتاح، تحسباً لأعمال الشغب، فضلاً عن إمداد قوات «الأمن المركزي» بقنابل الغاز المسيل للدموع. وتعتمد خطة الانتشار على محاصرة استاد القاهرة من جميع النواحي، لفرض السيطرة عبر دوائر سيجري تشكيلها برجال «المركزي» الذين يرتدي بعضهم زياً مدنياً. وأعدت منشورات تحذيرية للجماهير الجزائرية، لكنها لم تحسم طريقة التعامل مع الشباب الذين سيتعرضون للإيقاف وسط توقعات بترحيلهم من الفور تجنباً لإثارة أي مشكلات دبلوماسية.
الإجراءات المصرية ضد الجزائريين مبالغ فيها وغير مبررة وفق العديد من المراقبين للبطولة القارية، والأكيد أنها اتُّخذت على خلفيات سابقة، نتيجة الحساسية الموجودة بين البلدين. وكان الأمن المصري قد فرض إجراءات استثنائية حتى ضد الجماهير المصرية تحديداً التي هتفت للاعب المصري المعتزل محمد أبو تريكة، واعتقلت عدداً منهم أيضاً.
في سياق متصل، وعلى مدى البطولة، كانت الجماهير المصرية تنشر صوراً لرجال أمن ينتشرون بين الجمهور في الساحات وعلى المدرجات، مهمتهم مراقبة كل من يهتف أو يردد شعارات سياسية. حتى إنهم كانوا يتابعون أفراد الجمهور الذين يرفعون صور أبو تريكة، ثم يجري اعتقالهم على خلفية سياسية (يربط هذا الأمر بدعم «الإخوان المسلمون»).
أياً يكن، فالإجراءات اتخذت، والتضييق على المشجعين الجزائريين مستمر، حتى الوصول إلى نقطة مهمة، هي منعهم من التحرك، أو حتى الاحتفال بفوز فريقهم، على اعتبار أن تهم القيام بأعمال شغب باتت جاهزة.