يمتلك المنتخب التونسي بقيادة المدرب الفرنسي آلان غيريس، خط هجوم، هو من بين الأقوى في أفريقيا. بإمكان هذا الخط منافسة هجوم مختلف المنتخبات العربية المشاركة في البطولة القارية. ثلاثيّ المقدمة، يتشكّل من يوسف المساكني، الذي ينشط في دوري الدرجة الأولى البلجيكي، وهبي الخزري نجم سانت-ايتيان الفرنسي، بالإضافة إلى الجناح الأيسر نعيم السليطي لاعب ديجون الفرنسي. الحديث هنا يأتي في إطار البحث عن أبرز المرشّحين للظفر بأغلى الألقاب الأفريقية. ولكن رغم تميّز التونسيين، إلا أن الإعلام يصب اهتمامه على منتخبات عربية أخرى، وهي المغرب، مصر، والجزائر. ثلاث منتخبات تتصدّر المشهد إعلامياً، على اعتبار أنها تضم لاعبين لديهم شهرة أكبر، ويشكلون مادة دسمة للإعلام الأوروبي والأفريقي، وعلى وجه الخصوص العربي. المقصود من كلّ هذا، هو أن «الفراعنة» يمتلكون أكبر وجه إعلامي عربي وحتى غير عربي في العالم، وهو محمد صلاح، نجم ليفربول الإنكليزي، وبطل دوري أبطال أوروبا، وهدّاف الـ«بريمرليغ» في الموسمين الماضيين. لا يمكن لأيّ لاعب عربي، أن يفكّر في منافسة صلاح، من الناحية التسويقية أو الفنية حتى، نظراً لإنجازاته الكبيرة مع ليفربول. وبفعل هذا الاهتمام الكبير، لا يمكن للاعب يتمتّع بهذه القيمة الكبيرة، أن يكون في منتخب غير مرشّح للفوز، خاصة أن البطولة الأفريقية ستكون على الأراضي المصرية. الأمر عينه بالنسبة إلى ليونيل ميسي ومنتخب بلاده الأرجنتين، إذ لا يعقل أن يكون هناك لاعب، يصنّف من قبل الكثيرين على أنه الأفضل في العالم، لا يمكن ترشيح منتخب بلاده للفوز بـ«كوبا أميركا». هذه المعايير تتخطّى قدرة اللاعب، بل إنها تضعه تحت ضغط كبير، ويجب أن يبذل قصارى جهده ليتخلص من هذا الضغط. المعادلة تنطبق على حكيم زيّاش نجم أياكس أمستردام الهولندي ومنتخب المغرب، كما على رياض محرز بطل الـ«بريمرليغ» مع مانشستر سيتي وأحد أهم لاعبي منتخب الجزائر. في تونس، هذا الوجه الإعلامي غائب عن السّاحة، فليس هناك محترف تونسي يلعب لناد أوروبي من الصف الأول. الزّخم الإعلامي الكبير الموجود في القارة العجوز، القارة التي تتحكّم بإعلام العالم أجمع، وتحديداً في كرة القدم، يرفع لاعب إلى السماء، أو يجعله في الدرجات الدنيا.
يعتبر المنتخب التونسي من أبرز المرشحين للفوز باللقب القاري

وجود صلاح ومحرز وزيّاش في دوريات أوروبية متنافسة على أعلى مستوى، يضعهم في المقدّمة دائماً. صلاح ومحرز في البريمرليغ، وكل منهما كان يمثّل النادي الذي كان ينافس حتى آخر جولة على لقب الدوري الممتاز. بالنسبة إلى زيّاش، فأياكس بعيد كل البعد عن الثنائي الإنكليزي، إلّا أن مسيرته في دوري أبطال أوروبا، ومساهمة زياش المباشرة بها، رفعت أسهم اللاعب المغربي وأظهرته للعالم.
كل هذا الشرح يعيد الأمور إلى النقطة الأولى، وهي حظوظ المنتخب التونسي بالفوز باللقب، بفعل تميّز لاعبيه. صحيح أن وهبي الخزري قدّم موسماً استثنائياً على الصعيد الفردي، إلّا أن فريقه سانت-ايتيان لم ينجح على صعيد الألقاب ولم يحقّق أي بطولة. الأمر عينه بالنسبة إلى نعيم السليطي ويوسف المساكني. الأخير، يعتبر من بين أهم وأبرز اللاعبين المميّزين والموهوبين في العالم العربي، فلطالما كانت لمساته حاسمة مع الأندية والمنتخب، في التسجيل أو الصناعة، إلّا أن عدم مشاركته مع فريق أوروبي يفتح أمامه أبواب الإعلام العالمي، أدى إلى إبعاده، وإبعاد منتخبه عن دائرة الترشيحات. فلو احترف المساكني مع فريق من الدرجة الأولى أوروبياً، لصوّبت عدسات الكاميرات عليه بصورة مباشرة، وبالتالي، لأصبح المنتخب التونسي من ضمن المرشحين للفوز باللقب.
يلعب الإعلام دوراً مهماً في تحديد المرشحين للقب، ولكن الحقيقة مختلفة نسبياً. الأكيد أن منتخبات مصر والجزائر والمغرب مرشّحة للقب، ولكن المنتخب التونسي يعتبر أيضاً من الأبرز، حتى لو أن لاعبيه هم خارج الضوء الأوروبي القوي.