صالح الماجري، عمر عابادا، مكرم بن رمضان، مايكل رول، فراس اللحياني، مختار غيازة وغيرهم من الأسماء الكبيرة، يحملون آمال الشعب التونسي في مونديال كرة السلة المقبل. ضَمِن المنتخب التونسي التأهّل إلى بكين 2019 باكراً، ليكون واحداً من بين 6 منتخبات متأهّلة هي ليتوانيا، اليونان، ألمانيا، نيجيريا، تشيكيا، والبلد المستضيف الصين. حققت تونس ثلاثة انتصارات في المرحلة الأخيرة من التصفيات، بعد مستوى مميّز، ففازت على المغرب بنتيجة (65 ـ 50)، وعلى مصر بنتيجة (69 ـ 47)، فيما كان الفوز الأهم على حساب المنتخب الأنغولي (84 ـ 64) في مباراة ثأريّة (أنغلوا فازت على تونس في نصف نهائي بطولة أفريقيا 2015)، ليكون بذلك منتخب تونس رسميّاً، على لائحة أوّل المسافرين إلى العاصمة الصينيّة بكين. وكان المنتخب التونسي قد حقق انتصارات متتالية منذ بدء التصفيات في عام 2017 على حساب كل من غينيا، تشاد والكاميرون في المراحل الأولى. ويعتبر صاحب ثاني أفضل سجل تهديفي في أفريقيا بعد نيجيريا. ويسعى المنتخب تحت قيادة المدرّب البرتغالي ماريو بالما بأن يقدّم مستوى مميّزاً في نهائيات كأس العالم، خاصة أنّ المدرب بالما نجح في مهمته، وفاز في 15 مباراة رسميّة على التوالي مع تونس. وتستفيد السلّة التونسيّة من الجيل الذهبي الذي أحرز بطولة أفريقيا العام الماضي على حساب نيجيريا، مقدّماً مستويات مميّزة. فالمنتخب يضمّ اليوم لاعب نادي دالاس مافريكس الناشط في الدوري الأمريكي للمحترفين NBA صالح الماجري، ولاعب نادي هومنتمن السابق مكرم بن رمضان، والعديد من الأسماء الكبيرة القادرة على صناعة الفارق.
يمتلك المنتخب التونسي ثاني أعلى معدّل تسجيل في قارة أفريقيا بعد نيجيريا


وجاء تأهّل تونس بعد فترة تحضيرات جيّدة، أمّن خلالها الاتحاد التونسي جميع الوسائل المطلوبة للمنتخب والجهاز الفنّي، وكانت النقطة الرابحة هي إعادة صالح الماجري إلى المنتخب، وتمّ هذا الأمر بعد عمل كبير قام به المدرّب السابق للمنتخب عادل التلاتلي. وكان المنتخب التونسي قد دخل بفترة إعداد قبل المرحلتين الثانية والثالثة من التصفيات وصلت إلى 60 يوماً، خاض خلالها عدداً من المباريات الوديّة. وأكّد اتحاد السلّة في تونس بقيادة علي البنزرتي أن الهدف المقبل سيكون تقديم مستوى مميّز في بطولة العالم، وبعدها التأهل للألعاب الأولمبيّة.
وخلال مشوار التصفيات تلعب تونس في الجولة المقبلة ثلاث مباريات لن تكون نتائجها مؤثّرة بعد ضمان التأهّل. الأولى ستكون أمام المنتخب المغربي في 30 تشرين الثاني/نوفمبر الحالي، لتحلّ بعدها ضيفاً على منتخب مصر في الأول من كانون الأوّل/ديسمبر، على أن تكون المواجهة الأخيرة مع منتخب تشاد في الثاني من الشهر المقبل. وستكون هذه المباريات فرصة للمدرب البرتغالي ماريو بالما للوقوف على جاهزيّة لاعبيه، وإشراك عدد من اللاعبين الذين تم استدعاؤهم في الفترة الماضية إلى المنتخب، لوضع التشكيلة النهائيّة التي ستشارك في نهائيات كأس العالم.

المنتخب أفضل من الأنديّة
يستفيد منتخب تونس من الأسماء الكبيرة الموجودة حاليّاً، خاصّة من اللاعبين المحترفين خارج تونس، وفي مقدمتهم صالح الماجري. المنتخب يقدّم مستويات مميّزة، على عكس الأندية التي شهدت تراجعاً ولو كان بسيطاً، إلّا أن هذا التراجع موجود. على مدى السنوات كانت الأندية التونسيّة من الأفضل عربيّاً، إلى جانب الأندية اللبنانيّة وأندية المغرب. مؤخراً نتائج أندية كرة السلّة التونسية لم تكن على قدر الطموحات. بطل تونس النجم الرادسي التونسي الذي أحرز لقب البطولة الموسم الماضي على حساب الاتحاد الرياضي المنستيري، شارك في بطولة حسام الدين الحريري الودية في بيروت، ولكن النادي التونسي خسر البطولة أمام الرياضي ـ بيروت في المباراة النهائية. المفارقة أن النجم الرادسي التونسي بقيادة المدرب التلاتلي نجح العام الماضي بإقصاء ثلاث فرق لبنانية من بطولة دبي الدولية لكرة السلّة وهي الرياضي - الحكمة وهومنتمن في المباراة النهائية، لكن قبل أسابيع كانت الصورة مختلفة. وكان لافتاً أيضاً هذا العام أن الأندية التونسية اعتذرت عن المشاركة في بطولة الأندية العربية بنسختها الـ ٣١، والتي أقيمت في بيروت لأسباب غير معروفة، وهذا الأمر سهّل الطريق أمام فريقي الاتحاد السكندري من مصر وبيروت الرياضي اللبناني لخوض نهائي البطولة.



مدرّب عالمي
يعتبر مدرّب منتخب تونس السابق عادل التلاتلي من أبرز المدربين على مستوى العرب وأفريقيا. أشرف المدرّب على منتخب تونس في أكثر من مناسبة. التلاتلي خاض تجربة تدريبية في لبنان عام 1998 مع نادي الورديّة. مدرب نادي الرادسي السابق أعلن التفرغ بشكل كامل للمنتخبات الوطنية، خاصةً أن له دور مع المنتخب الأول الذي ينتظر قرعة كأس العالم لإطلاق تحضيراته، وفق المنتخبات التي سيواجهها في المرحلة الأولى. ويلعب التلاتلي دوراً مهماً على صعيد المنتخب، كما على صعيد الفئات العمريّة في تونس. درّب التلاتلي أندية مسقط، شبيبة القيروان، الاتحاد المنستيري، النادي الافريقي، الزهراء الرياضي، الصفاقسي والنجم الرادسي. وخلال مسيرته حصل على عدد كبير من الألقاب المحليّة والخارجيّة. ودرّب التلاتلي منتخب تونس الأولمبي والمنتخب الأوّل، وشارك معه في ألعاب البحر المتوسط سنة 2001 وفي 7 أدوار نهائيّة للبطولة الأفريقيّة للأمم من 2001 إلى 2015 وحصل المنتخب الوطني في دورة 2009 على المركز الثالث، وفاز ببطولة إفريقيا للأمم دورة 2011 وتأهّل المنتخب بإشرافه للألعاب الأولمبية بلندن 2012 وكان قبلها قد تأهل ولعب نهائيات كأس العالم لكرة السلة بتركيا سنة 2010. كما حصل المنتخب تحت إشرافه على البطولة العربية للأمم مرتين 2008 و2009 من جملة ثلاث مشاركات وترشّح للتصفيات المؤهلة للأولمبياد سنة 2016.