صعوبات جمّة واجهها فالنسيا في المواسم القريبة الماضية، أكثرها إدارية ومالية أثرت كثيراً عليه، وخصوصاً لناحية إجراء التعاقدات المناسبة للوقوف في الصف الأمامي بين المنافسين على لقب الدوري الإسباني. واستمر الاهتزاز المالي للنادي في العام الماضي، بينما بدا الوضع مقبولاً مطلع الموسم الحالي رغم عدم قدرة النادي على تأمين راعٍ أساسي، وهذا ما يبدو واضحاً من خلال عدم وجود أي معلن على قميصه. لكن رغم ذلك، لم تتردّد إدارة فالنسيا في دفع 10 ملايين يورو لاستقدام روبرتو سولدادو من خيتافي، في صفقة ثبُت لاحقاً أنها حملت الخلاص الى «لوس تشي»، إذ إن أهداف سولدادو رفعت الفريق في مباريات عدة، وعوّضت رحيل كل نجومه هرباً من المشكلات التي خضّت النادي، وكان آخر المنتقلين الى فرقٍ أخرى الجناح خواكين سانشيز الذي ذهب الى ملقة المنتعش مادياً، وأبرز المواهب الصاعدة في الكرة الإسبانية خوان ماتا الذي اختار الانتقال الى تشلسي الانكليزي.
ومن تابع مسيرة سولدادو والأرقام التي حققها لن يتفاجأ بالسهولة التي يصل فيها هذا اللاعب الى الشباك، إذ لطالما كانت ماكينة لتسجيل الأهداف رغم أن الأضواء لم تسلّط عليه على أنه نجم يوازي أولئك الهدافين الذين يطبعون الكرة الإسبانية بطابعهم الخاص. والأهم أن سولدادو يصل الى الشباك من دون أن يستند الى مجموعة من نجوم خط الوسط الذين يسهّلون المهمة على رؤوس الحربة عادة. لكن إصراره على الوصول الى الشباك له أسباب كثيرة، أهمها أنه يعتبر نفسه مظلوماً لإبعاده عن فريقه الأم ريال مدريد، فهو بعد وصوله إليه في الخامسة عشرة من العمر قادماً من دون بوسكو أحد الفرق المتواضعة عام 2002، شقّ طريقه سريعاً الى التشكيلة الأساسية للفريق الرديف وكانت حصيلته 63 هدفاً في 120 مباراة، حملته الى الفريق الأول عام 2005، حيث سجّل بدايته أمام فريقه الحالي فالنسيا.
ولم ينتظر سولدادو كثيراً لترك بصمته مع «الميرينغيز» فسجل هدف الفوز أمام أولمبياكس اليوناني ضمن مسابقة دوري أبطال أوروبا بعد ست دقائق فقط على دخوله الى أرض الملعب، ثم هدفاً آخر أمام فريقه اللاحق أوساسونا وأمام راسينغ سانتاندر، الى هدفٍ أمام اتلتيك بيلباو في مسابقة كأس إسبانيا. هذه الأهداف لم تكفِ سولدادو لحجز مكانٍ في صفوف الفريق الملكي، إذ مع وصول المدرب الإيطالي فابيو كابيللو والرئيس رامون كالديرون الى «سانتياغو برنابيو» كان المهاجم الشاب أول اللاعبين الذين استغنى عنهم النادي فأعير الى أوساسونا، حيث واصل تسجيل الأهداف ثم عاد الى العاصمة، لكن تمّ الاستغناء عنه مجدداً، وهذه المرة بسعر زهيد بلغ 4 ملايين يورو لمصلحة خيتافي.
وقبل التحوّل الى خيتافي، ردّد سولدادو مراراً أنه قبل اللعب على سبيل الإعارة مع فريقٍ متوسّط في «الليغا» بهدف أن يكون جاهزاً لارتداء القميص رقم 9 مع الريال ليحقق بذلك الحلم الذي راوده طويلاً، وليحصّل بالتالي مردود المجهود الطويل الذي قام به مذ كان يافعاً. لكن حلم اللاعب لم يتحقق أبداً، فكانت جائزة الترضية الانتقال الى فريقٍ أفضل هو فالنسيا حيث ولد، مصرّاً على صناعة مجده الخاص والثأر لنفسه بعدما شعر بالظلم.
لكن، هل يستحق سولدادو اللعب مع فريقٍ كبير؟
الجواب عن هذا السؤال يأخذ بعداً آخر، فالأهداف وحدها تتكلم على قدراته، فهو من دون شك يستحق ارتداء ألوان فريقٍ أهم من فالنسيا، لا بل الأمر الذي يمكن جزمه هو أنه أفضل من بعض المهاجمين الموجودين في المنتخب الوطني الذي خاض معه مباراتين فقط في تصفيات كأس أوروبا 2008 من دون أن يتم اختياره للعب في النهائيات.
سولدادو (26 عاماً) الذي لعب بقميص إسبانيا بكل الفئات، هو حالياً أفضل من فرناندو لورينتي الذي يبدو أن مدرب إسبانيا فيسنتي دل بوسكي مقتنع به الى أبعد الحدود على أنه الـ«جوكر» الذي يمكنه انتشاله في المواقف الصعبة. كذلك يقف سولدادو كأفضل هدافٍ إسباني على لائحة ترتيب هدافي «الليغا» متقدّماً حتى على الخيار الأول في هجوم إسبانيا أي رأس حربة برشلونة دافيد فيا المتراجع هذا الموسم. لذا لا بدّ من أن يتصاعد الصراخ قريباً في بلاد أبطال العالم وأوروبا للمطالبة بمكانٍ لسولدادو على حساب أحد خيارات دل بوسكي، إذ حتى «الولد الذهبي» فرناندو توريس لن يكون بمنأى عن الاستبعاد في حال مواظبة هداف فالنسيا على هزّ الشباك بالوتيرة نفسها.



ليفربول يخطب ودّه

وضع مدرب ليفربول كيني دالغليش عينه على روبرتو سولدادو، آملاً التمكن من ضمّه الى صفوف الفريق الإنكليزي عند فتح باب الانتقالات الشتوية، حيث سيزيد وجوده من الضغط على أندي كارول، والأوروغواياني لويس سواريز، لتحسين أدائهما، لأن وجوده سيهدد مركزيهما الأساسيين. إلا أن العقبة الوحيدة التي تواجه دالغليش هي إصرار فالنسيا على عدم التخلي عن نجمه بأقل من 30 مليون دولار.