لا يمكن المرور على إنكلترا من دون التوقف عند مدينة ليفربول. وعندما نقول ليفربول نعني هنا ناديها العريق وملعبها التاريخي الـ«آنفيلد» وشعبها العاشق بجنون لكرة القدم وللون الأحمر المتمثل بفريق المدينة الأزلي. نقصد هنا أسماءً عظيمة مرت على هذا النادي، كالمدربين الاسكوتلندي بيل شانكلي وبوب بايزلي والنجوم كيفن كيغن والويلزي أيان راش والاسكوتلندي كيني دالغليش وستيف ماكمانمان ومايكل أوين، وآخرهم ستيفان جيرارد. مدينة ليفربول تعني ببساطة معقل كرة القدم في إنكلترا بـ 18 لقباً في الدوري الـ«بريميير ليغ» وخمسة ألقاب في دوري أبطال أوروبا. في الوقت الحالي، ورغم أن ليفربول ليس في قمة ترتيب البطولة المحلية، ولا هو حاضر في البطولة الأهم أوروبياً «تشامبيونز ليغ»، إلا أن المدينة تعيش أياماً جميلة. شعور لا يوصف ذلك الذي ينتاب أنصار الـ«ريدز» حالياً. هو شعور الفخر بالقميص الأحمر الذي لا يفقد بريقه مهما كانت المصاعب كبيرة والظروف معاكسة. فرحة أبناء المدينة الحمر لا توازيها فرحة، وهم يرون فريقهم يقف مجدداً على قدميه ويقارع الفرق التي استحوذت على الاهتمام في بداية الموسم بسبب النجوم وعنصر المال المتوافر بقوة فيها. يكفي فقط التوقف عند نتائج الـ«ريدز» مع الفرق الكبرى منذ بداية الموسم لمعرفة سبب هذه الفرحة: تعادلان مع فريقَي مدينة مانشستر، سيتي ويونايتد، المدججين بالنجوم، وانتصاران خارج الديار على تشلسي وأرسنال، ومن ثم تأهل أول من أمس إلى الدور نصف النهائي من كأس الرابطة المحلية بفوز على تشلسي نفسه في «ستامفورد بريدج» أيضاً، يضاف اليها عدم الخسارة في 11 مباراة متتالية. نتائج أكثر من ممتازة لـ«الحمر»، وأكثر من ذلك أن الفريق يقدم أداءً رجولياً قل نظيره، إضافة إلى متعة في الأداء أعادا إلى الأذهان قليلاً من عبق الماضي الجميل.
ليس مبالغاً القول إن وراء كل هذه الفورة الحاصلة في ليفربول رجلاً من الأسماء السالفة الذكر، ونعني هنا دالغليش أو «ذا كينغ» كيني، كما يحلو لأنصار النادي تسميته.
نعم، من يشاهد ليفربول يمكنه أن يتلمس بصمات «الملك» كيني على أداء الفريق. أداء يعتمد على السهل الممتنع، مقروناً باندفاعة هجومية ضاغطة تلخص فكر دالغليش الهجومي المتأتي من تجربته مهاجماً كبيراً وقد استطاع نقله بسلاسة إلى عقول لاعبيه، زارعاً في قلوبهم أيضاً حب ليفربول قبل كل شيء، وهذا ما لا يخفيه اللاعبون في تصريحاتهم حالياً.
ببساطة، يقدم ليفربول كرة ممتعة كان الجميع ينتظرها من مانشستر يونايتد أو تشلسي، مقارنة بالأسماء الموجودة في الـ«ريدز» والفريقين الآخرين، حتى إنه في أفضل أيام ليفربول في السنوات الاخيرة، أي في عهد المدرب الإسباني رافاييل بينيتيز الذي قاده إلى لقب دوري أبطال أوروبا عام 2005 وإلى النهائي عام 2007، لم يكن الفريق يقدم كرة هجومية، بل كان التحفظ الدفاعي هو السمة الطاغية على الأداء.
وهنا، يمكن القول إن جماهير ليفربول، المعروفة بولائها المنقطع النظير لفريقها، لم تخطئ في منتصف الموسم الماضي عندما بدأت تنادي بأعلى أصواتها على المدرجات، مطالبة بتسليم دفة قيادة الفريق لدالغليش بعد النتائج الكارثية بقيادة روي هودجسون التي أوصلت الفريق إلى المركز الثاني عشر في الترتيب. كان مطلب الجماهير واضحاً: نريد رجلاً من قلب ليفربول، رجلاً يعرف تاريخ الفريق وعراقته وملماً بكل صغيرة وكبيرة فيه، رجلاً يكن الولاء لـ«الريدز» قبل الأموال التي سلبتهم بينيتيز. من هنا، كان «الملك» كيني الرجل المناسب في المكان المناسب: هو المحبوب من الجماهير بعدما قاد ليفربول مدرباً إلى آخر لقب في الدوري عام 1990. هذا اللقب الذي يحنّ إليه أنصار ليفربول ويطاردهم في أحلامهم لرؤيته مركوناً من جديد في خزائن النادي.
ولا يخفى أن مهمة دالغليش كانت غير سهلة على الإطلاق بالنظر إلى الأسماء التي كانت متوافرة بين يديه، وخصوصاً مع رحيل الإسباني فرناندو توريس. لكن «ضربة المعلم» كانت التعاقد مع الأوروغواياني لويس سواريز، وبدرجة أقل مع آندي كارول، ما ساعد «الملك» على إكمال الموسم الماضي بطرقة جيدة أنهى فيها الفريق البطولة في المركز السادس.
غير أن الانتقادات طاولت دالغليش بعد تعاقداته الصيفية؛ إذ لم يستقطب أسماءً كبيرة، بل ضم لاعبين كالاسكوتلندي تشارلي آدام من بلاكبول وجوردان هاندرسون من سندرلاند والأوروغواياني سيباستيان كواتس من ناسيونال في بلاده وأعاد المخضرم الويلزي كريغ بيلامي، لكن المفارقة أن هؤلاء اللاعبين هم حالياً من الأكثر بروزاً في ليفربول (أظهر كواتس في لقاء تشلسي الأخير أنه مشروع مدافع عالمي)، والسبب في ذلك يعود إلى كلمة رددها «الملك» كيني دوماً منذ مجيئه: «اصبروا علينا».



قاهر تشلسي

يُسجَّل لكيني دالغليش أنه لم يعرف الخسارة مطلقاً أمام تشلسي في 13 مباراة قاد بها ليفربول، وذلك في فترته الأولى بين عامي 1985 و1991 ومنذ تسلمه دفة القيادة من جديد في مستهل عام 2011.




نتائج الجولة الخامسة في دور المجموعات لمسابقة «يوروبا ليغ»

- المجموعة الأولى:
روبن كازان (روسيا) - شامروك روفرز (ايرلندا) 4-1

توتنهام (انكلترا) - باوك سالونيكي (اليونان) 1-2

- الترتيب:
1- باوك 11 نقطة من 5 مباريات (تأهل الى الدور الثاني)
2- روبن كازان 10 من 5
3- توتنهام 7 من 5
4- شامروك 0 من 5

- المجموعة الثانية:
ستاندار لياج (بلجيكا) - هانوفر (المانيا) 2-0
فورسكلا بولتافا (اوكرانيا) - كوبنهاغن (الدنمارك) 1-1

- الترتيب:
1- ستاندار لياج 12 نقطة من 5 مباريات (تأهل)
2- هانوفر 8 من 5 (تأهل)
3- كوبنهاغن 5 من 5
4- فورسكلا 2 من 5

- المجموعة الثالثة:
ليجيا وارسو (بولونيا) - ايندهوفن (هولندا) 0-3

رابيد بوخارست (رومانيا) - هابويل تل ابيب (اسرائيل) 1-3

- الترتيب:
1- أيندهوفن 13 نقطة من 5 مباريات (تأهل)
2- ليجيا وارسو 9 من 5 (تأهل)
3- هابويل 4 من 5
4- رابيد 3 من 5

- المجموعة السابعة:
مالمو (السويد) - الكمار (هولندا) 0-0

ميتاليست خاركيف (اوكرانيا) - اوستريا فيينا (النمسا) 4-1

- الترتيب:
1- ميتاليست 13 نقطة من 5 مباريات (تأهل)
2- ألكمار 7 من 5
3- أوستريا 5 من 5
4- مالمو 1 من 5

- المجموعة الثامنة:
ماريبور (سلوفينيا) - كلوب بروج (بلجيكا) 3-4

براغا (البرتغال) - برمنغهام (انكلترا) 1-0

- الترتيب:
1- بروج 10 نقاط من 5 مباريات
2- براغا 10 من 5
3- برمنغهام 7 من 5
4- ماريبور 1 من 5

- المجموعة التاسعة:
رين (فرنسا) - اودينيزي (ايطاليا) 0-0

سلتيك غلاسكو (اسكتلندا) - اتلتيكو مدريد (اسبانيا) 0-1

- الترتيب:
1- اتلتيكو مدريد 10 نقاط من 5 مباريات (تأهل)
2- أودينيزي 8 من 5
3- سلتيك 5 من 5
4- رين 3 من 5

مباريات الليلة

■ الساعة 20.00:
- المجموعة العاشرة:
شالكه (المانيا) - شتيوا بوخارست (رومانيا)
ايك لارنكا (قبرص) - ماكابي حيفا (اسرائيل)

- المجموعة الحادية عشرة:
تفينتي انشكيده (هولندا) - فولام (انكلترا)
اودنسي (الدنمارك) - فيسلا كراكوفي (بولونيا)

- المجموعة الثانية عشرة:
ايك اثينا (اليونان) - اندرلخت (بلجيكا)
لوكوموتيف موسكو (روسيا) - شتورم غراتس (النمسا) (19.00)

■ الساعة 22.05:
- المجموعة الرابعة:
فاسلوي (رومانيا) - لاتسيو (ايطاليا)
سبورتينغ لشبونة (البرتغال) - زيوريخ (سويسرا)

- المجموعة الخامسة:
ستوك سيتي (انكلترا) - دينامو كييف (اوكرانيا)
ماكابي تل أبيب (اسرائيل) - بشيكطاش (تركيا)

- المجموعة السادسة:
اتلتيك بلباو (اسبانيا) - سلوفان براتيسلافا (سلوفاكيا)
سالزبورغ (النمسا) - باريس سان جيرمان (فرنسا).