«أتمنى أن يفوز يوفنتوس 10 - 0». هذا ما قاله لوتشيانو موجي الرئيس الأسبق لنادي «لا فيكيا سينيورا» أو«السيدة العجوز» عن رأيه بموقعة «دربي إيطاليا» أمام إنتر ميلانو، الليلة. بالطبع لا يخلو قول موجي من الدعابة، إلا أنه يحمل في طياته إشارة واضحة إلى الواقع الذي يعيشه الفريقان حالياً؛ إذ ما كان موجي ليخرج بتصريح كهذا قبل سنوات قليلة عندما كان الـ«نيراتزوري» فارضاً سيطرته على الـ«سيري أ». تاريخياً، أطلق الصحافي الشهير جياني بريرا عام 1967 اسم «دربي إيطاليا» على مباراة يوفنتوس وإنتر بعدما كانا صاحبي أكبر عدد من الألقاب والانتصارات والأهداف منذ انطلاق البطولة، ونظراً إلى أن ذلك العام شهد أيضاً منافسة ضارية بينهما على لقب الـ«سكوديتو» حيث حسمها الأول بفارق نقطة واحدة. حماوة «دربي إيطاليا» أخذت منحىً تصاعدياً في السنوات الأخيرة، انطلاقاً من فضيحة التلاعب بالنتائج الـ«كالتشوبولي» التي نتج منها تجريد «اليوفي» من لقبه لمصلحة إنتر تحديداً، فضلاً عن إسقاطه إلى الدرجة الثانية. بالعودة إلى الحاضر، يدخل الفريقان موقعتهما الرقم 183 في البطولة (فاز يوفنتوس 81 مرة مقابل 55 لإنتر)، وهما في ظرفين مختلفين، حيث يتبوأ الـ«بيانكونيري» صدارة الترتيب العام، فيما يقبع الـ«نيراتزوري» في المركز السادس عشر.
في الواقع، استطاع أنطونيو كونتي مدرب يوفنتوس، أن يقدّم توليفة مميزة تعتمد على عنصر الشباب مطعّمة ببعض عناصر الخبرة، وعلى رأسها المميز أندريا بيرلو، حيث يمكن ملاحظة الثبات في التشكيلة في كافة المراكز، وهذا ما انعكس على أرض الملعب من خلال النتائج. والأهم من ذلك العروض المميزة التي طبعت أداء الفريق في أغلب المباريات. كذلك بات واضحاً أن كونتي يعمل على مشروع يتخطى مجرد تحقيق لقب البطولة إلى بناء فريق يعيد هيمنة «السيدة العجوز» على الكرة الإيطالية، ومن هنا لا يبدو القرار الذي اتخذته الإدارة بأن يكون الموسم الحالي هو الأخير للنجم المخضرم اليساندرو دل بييرو في صفوف النادي بعيداً عن هذا الجو. في المقابل، بدا ثابتاً أن المشكلة التي يعانيها إنتر ميلانو هي مشكلة جيل من اللاعبين وليست مشكلة جهاز فني، إذ رغم أن المدرب جانبييرو غاسبيريني فشل فشلاً ذريعاً في بداية الموسم، إلا أن خلفه كلاوديو رانييري، لم يقدم الإضافة رغم تحسن النتائج نوعاً ما؛ إذ ظل الأداء عقيماً وبعيداً كل البعد عن الكرة الجميلة، وهذا طبيعي نظراً إلى الخيارات المتاحة أمامه التي غلبت على معظمها «الشيخوخة».
بالنسبة إلى مباراة الليلة، من المتوقع ألّا يطرأ تعديل على تشكيلتي الفريقين، حيث سيكون ثقل يوفنتوس متمثلاً في وسط الملعب بوجود الخبير بيرلو والمقاتلَين التشيلياني أرتورو فيدال وسيموني بيبي وكلاوديو ماركيزيو، حيث بدا الانسجام واضحاً بين هؤلاء هذا الموسم وأمامهما سيكون القناصان المونتينيغري ميركو فوتشينيتش واليساندرو ماتري. في المقابل، تلقى إنتر ميلانو خبراً مزعجاً بإصابة حارسه البرازيلي جوليو سيزار، وهنا ينتظر معرفة مدى قدرة البديل لوكا كاستيلاتزي على الوقوف في وجه «ضربات» الخصوم، فيما يبدو الياباني يوغو ناغاتومو نقطة ضعف في مركز الظهير الأيسر مع الإصرار على الزج بالأرجنتيني المخضرم خافيير زانيتي في الوسط الذي من الأجدى عودته إلى مكانه الطبيعي وتمتين الوسط الدفاعي بمواطنه استيبان كامبياسو إلى جانب تياغو موتا والصربي ديان ستانكوفيتش وأمامهم الهولندي ويسلي سنايدر الذي بدا واضحاً أن خطة الفريق مبنية عليه، وهذه مشكلة حقيقية؛ فإذا لم يكن في «فورمته» المعهودة، فإن ذلك يعني انقطاع إمداد المهاجمين الأرجنتينيين ماورو زاراتي ودييغو ميليتو (قد يكون جامباولو باتزيني مكان الأخير) بالكرات، نظراً إلى افتقار إنتر إلى لاعب «خلّاق» في الوسط. أضف إلى أن مشكلة أخرى قد تواجه أحد مفاتيح اللعب الثانية في إنتر، هي الظهير الأيمن مايكون الذي سيجد في مقابله لاعباً مقاتلاً هو جورجيو كييلليني ظهير أيسر يوفنتوس الذي من شأنه أن يحد كثيراً من إمدادات البرازيلي للمهاجمين.
إذاً، «على الورق»، تبدو الكفة مائلة أكثر ناحية يوفنتوس، إلا أنه لا يمكن مطلقاً إسقاط أهمية العامل الذهني من المعادلة إزاء تصميم إنتر الواضح على الخروج من كبوته على حساب يوفنتوس تحديداً، وسط زجّه «غير البريء» قبل المباراة بورقة «الأخطاء التحكيمية» التي تُرتكب بحقه في الآونة الأخيرة، الأمر الذي قد يؤثر على قرارات الحكم أمام الحشد الجماهيري لـ«نيراتزوري» في ملعبه.



احذروا الـ«نيراتزوري»

رأى كلاوديو ماركيزيو، لاعب وسط يوفنتوس، أن فريقه يجب ألّا يُخدع بانطلاقة إنتر ميلانو السيئة في الدوري الإيطالي خلال مباراتهما الليلة. وقال ماركيزيو لموقع «الفيفا»: «لا ينبغي لأحد أن يثق بسبب مركز إنتر في الترتيب. إنه فريق كبير ولاعبوه سيبذلون كل ما لديهم في مواجهتنا».