لم يتخيّل أحد يوماً أن يرى ليفانتي «الصغير» واقفاً أمام الكبيرين برشلونة وريال مدريد على لائحة ترتيب الدوري الإسباني. إلا أن الواقع حالياً يشير إلى العكس، فالفريق الذي دخل إلى الموسم الجديد واضعاً نصب عينيه هدفاً عادياً هو البقاء في دوري الأضواء عبر حصد 40 نقطة تضمن عادة لأي فريق تحقيق هذا الهدف، وجد نفسه في القمة. طبعاً مركز لن يبقى مع ليفانتي حتى نهاية الموسم، لكن يفترض التوقف عند هذا الإنجاز الذي لم يتوقعه حتى لاعبو الفريق الذي عاش دائماً في ظل جاره الأكبر فالنسيا الذي حمل اسم المدينة في المنافسة على الصعيدين المحلي والأوروبي.والتوقف للحديث عن ليفانتي مرده إلى الغرابة التي طبعت ظروفه منذ الصيف الماضي وامتداداً إلى الفترة الحالية، إذ إن هزّة إدارية عاشها النادي، وهو أصلاً أحد أقل الفرق رصداً للميزانية في «الليغا»، ولهذا السبب اقتصرت تعاقداته خلال فترة الانتقالات على لاعبين حرّرتهم أنديتهم أو لاعبين يمكن استعارتهم أو لاعبين وصلوا إلى سنّ التقاعد. لذا، عجّت التشكيلة باللاعبين المحليين بعكس غالبية فرق «الليغا» التي تعتمد كثيراً على العناصر الأجانب. كذلك ظهر أن التشكيلة مليئة باللاعبين المتقدّمين في السن، والدليل أنه قبل أسبوعين دفع المدرب خوان إيغناسيو مارتينيز بتشكيلة هي الأكبر سناً في تاريخ الدوري الإسباني، لكنها فعلت أكثر من المطلوب، فقضت على ملقة المرشح ليكون «الحصان الأسود» هذا الموسم، بثلاثية نظيفة، وهو المصير عينه الذي لقيه فياريال أحد ممثلي البلاد في دوري أبطال أوروبا بسقوطه مساء الأحد بالنتيجة عينها على ملعبه «إل مادريغال» الذي كان في فترة من الفترات عصياً على أقوى الفرق.
لكن رغم كل ذلك لم يكسب ليفانتي احترام الجميع في إسبانيا، فهو يراه البعض نادياً تجري فيه «إعادة تدوير» اللاعبين، لذا فإن تصدّره مرّ مرور الكرام عند الصحافة، إذ لم تتوانَ صحيفة «آس» في عددها أمس عن تزيين غلافها بصورة لنجم ريال مدريد البرتغالي كريستيانو رونالدو، بينما ذهبت إشارتها إلى تصدّر ليفانتي إلى الصفحة 21!
وربما فات بعض وسائل الإعلام الإسبانية أن «شيوخ» ليفانتي كانوا قد أسقطوا ريال مدريد، والكابتن سيرجيو باليستروس البالغ من العمر 36 سنة قام بـ«سبرينت» في الدقيقة 91 منتزعاً الكرة من رونالدو الذي كان يطاردها للانفراد بالمرمى، وهي لقطة دلّت فعلاً على أن لاعبي ليفانتي لم يتأثروا بسنّهم، بل يقاتلون على كل كرة لتوجيه رسائل إلى الفرق التي نبذتهم بأنها أخطأت في قرارها، وإلى الجماهير التي تهكّمت على إدارة النادي لاستقدامها لاعبين ظنّ كثيرون أنهم اعتزلوا اللعبة منذ فترة طويلة. وعلى هذه النقطة علّق باليستروس نفسه بالقول: «يمكن الناس أن يقولوا إنني قبيح أو أبدو غريب الأطوار، لكنني لم أعتبر نفسي يوماً بطيئاً».
ليفانتي يعرف حدوده، لكن حدود شعبيته تخطت فالنسيا ووصلت إلى برشلونة، فهناك في كاتالونيا نسب كثيرون فوز الفريق على ريال مدريد إليهم، والسبب ببساطة أن ليفانتي يرتدي الـ«بلاوغرانا»، أي ألوان «البرسا» نفسها.



كرويف مرّ من هنا

رغم عدم تمتّعه بتاريخٍ مجيد، فإن ليفانتي كسب شرف أن يلعب له النجم الهولندي يوهان كرويف عام 1981 حيث دافع عن ألوانه في 10 مباريات في الدرجة الثانية سجل خلالها هدفين، قبل أن يحزم حقائبه راحلاً الى اياكس امستردام بعد خلافه مع الادارة. كذلك ارتدى الصربي بريدراغ مياتوفيتش قميص ليفانتي (2002-2004). وكان أبرز مدربي الفريق الالماني برند شوستر (2004-2005).