بعد طلاقه بالإكراه عن النجمة في موسم 2006 - 2007 عندما انتقل من النادي النبيذي الى المبرة، بدا كأن موسى حجيج ودّع المنارة الى غير رجعة. وبعد موسم عادي مع المبرة، آثر «مايسترو» خط الوسط الاهتمام بأعماله الخاصة وخوض تجربة جديدة مع نادي الخيول، حيث أشرف عليه كمدير فني بعد خضوعه لدورات مدربين بإشراف الاتحاد الآسيوي، لكن موسمه جوبه بالكثير من «الحروب» التحكيمية، ورغم ذلك نجح فريقه «البرتقالي» في الحفاظ على موقعه في الدرجة الثانية. وفي الموسم التالي كان شباب الساحل يحاول مقارعة نوادي النخبة، فاستقدمه مع زميليه في النجمة محمد قصاص ومحمد حلاوي، لكن مشاكل إدارية كثيرة رافقت مسيرته الزرقاء ليعود الموسم الماضي الى الخيول نائباً للرئيس ومدرباً ولاعباً، وهو كان قريباً من إصابة هدفه الاساسي الذي يتمثل في الصعود مع الفريق الى الدرجة الأولى، لكن «ملحمة بحمدون» وبطلها الحكم وارطان ماطوسيان قضيا على هذا الطموح.
إلا أن الصيف المنصرم حمل بشرى مميزة لجماهير النجمة مع عودة «الملهم» مدرباً، وقبل يومين لاعباً عندما وقّع مجدداً مع «القلعة النبيذية».
وأشار حجيج (مواليد 1974) الى أنه كان على تواصل مع الفريق بعدما تركه، وكانت الاتصالات دائمة للبحث في أمور عودته، وأردف: «كنت أطلب مزيداً من الوقت لأنني كنت أتابع دوراتي الدراسية في مجال التدريب، وحصلت على ثلاث شهادات C وB وA، والآن أصبحت في مرحلة الشهادة الأعلى «Professional». ورأى حجيج ان الأمور حالياً في النادي جيدة وأكثر من ممتازة، وإدارة النادي أسهمت في تحسينها عبر وضع كافة الامكانيات في خدمة الفريق، وأمل ان تترجم هذه الإيجابيات في الدوري الى انتصارات تعيد البهجة إلى الجمهور النجماوي.
وعن أوجه الاختلاف في السنوات الخمس الماضية رأى حجيج ان اللعبة فقدت الكثير من بريقها عبر غياب الجماهير عن الملاعب، لأن الجمهور يتكامل كلياً مع اللعبة، وان الطروحات التي تتداول حالياً يجب ان تنفذ بسرعة، لأن من غير الجائز الاستمرار بهذه الحالة. والأمر المؤثر الثاني هو الاعلام الذي يسهم في تطوير اللعبة.

أما بالنسبة إلى حجيج شخصياً، فالفرق بين المغادرة والعودة بعد خمس سنوات هو أن النجمة كان ولا يزال وسيبقى «بيتي»، مضيفاً «وليس هناك فرق كبير بين 2006 و2011، وكنت مدركاً أنني سأعود يوماً ما الى القلعة النبيذية، وهذا ما حصل بالفعل».

مشنتف قائداً للحكمة ورئيسه

اقترن اسم ايلي مشنتف (مواليد 1970) بلعبة كرة السلة وتحديداً فريق الحكمة، حيث كان قائداً لكافة إنجازاته منذ صعود الفريق الى الدرجة الأولى، وحصد الكؤوس المحلية ثم العربية فالقارية والعالمية. وظهر مشنتف مع الحكمة منذ عام 1993، وأحرز معه بطولة لبنان عام 1994، ثم كرّت السبحة مع بطولة النوادي العربية عامي 1998 و1999 والآسيوية 1999 و2000، الى خوض بطولة العالم للأندية والتأهل مع المنتخب الوطني الى كأس العالم في إنديانابوليس 2002.
كل هذه الانجازات اصبحت في الأرشيف مع ترك الرئيس التاريخي للحكمة انطوان الشويري، حيث لم تشهد بعدها أروقة الحكمة الخضراء استقراراً على الصعيد الاداري، إلا أن مشنتف كان دائماً الى جانب ناديه إدارياً بغية ألا ينفرط عقد النادي. وفي هذا الموسم، وبعد تفاقم الازمة الادارية للنادي واستقالة الادارة التي يرأسها طلال المقدسي، انبرى مشنتف لرأب الصدع الحكموي من خلال جمع التوافق على شخصه ليترأس النادي في الانتخابات التي ستجري في 30 الجاري.
ورأى مشنتف أنه ترك الفريق بسبب أمور غير طبيعية في النادي الذي يحب، واضطر إلى أن يخوض التجربة الادارية لمساعدة الفريق، وخصوصاً في ظل الازمة المادية التي لحقت به. وكشف أنه الآن في طور التدرّب ليكون جاهزاً بدنياً مع انطلاقة الموسم، وأنه سيشارك في المباريات إذا أتمّ الجهوزية البدنية، وأنه يزاول التمارين باستمرار منذ ستة أشهر، والعودة ستكون للمساعدة، لموسم واحد، وأن الأمور ستكون أفضل بكثير بعد إجراء الانتخابات وسيادة الاستقرار في النادي. وأمل أن تسري الأمور طبيعياً، وان تجري الانتخابات في النادي كما جرت العادة، اي توافقية ومن دون معركة.
الكلّ يذكر تلك المشاهد الذهبيّة، التي عانق خلالها مشنتف الكؤوس المختلفة واحتضنها بحرارة وكأنها طفل صغير. والكل يذكر رمياته الثلاثية في الأوقات القاتلة واختراقاته السريعة لمناطق الخصوم. كذلك يذكر الجميع الجيل الذهبي الذي جمعه مشنتف حوله، وضم لاعبين من أمثال: فادي الخطيب وبولس بشارة والأخوين عبدو وبهجت الشدياق وفيكين إسكدجيان وإيلي فواز، ومعهم المدرب غسان سركيس، حيث فتحوا طريق الأمجاد للسلة اللبنانية. وإذا كان الجمهور الحكموي يأمل شيئاً من عودة مشنتف بالصورة الجديدة، فهي إعادة الفريق الأخضر الى هذه الطريق التي ضلّها أخيراً.
ولا يعدّ حجيج ومشنتف الوحيدين اللذين غادر كل منهما الفريق الذي صنع نجوميته معه ثم عاد اليه، لكن عودة هذين النجمين تعدّ استثنائية لكونهما لطالما كانا الأحب إلى الجماهير العريضة التي تقاطرت الى ملاعب كرة القدم وكرة السلة لرؤية إبداعاتهما.
ويتوقع ان تعطي هذه الخطوات ثمارها على الصعيد الرياضي، وخصوصاً بعد الفترات السابقة التي شهدت توتراً كبيراً عند الجمهور الرياضي عامة، إذ منع الجمهور من ارتياد ملاعب كرة القدم، وبقي مع الكثير من الاشكالات في كرة السلة، لذا قد تكون عودة النجوم دافعاً للتطلع الى المصلحة الرياضية والابتعاد عن التشجيع السياسي والطائفي والمذهبي الذي فتك بالقطاع ككل وأوصله الى الحضيض في بعض المراحل، ولا سيما المشاهد المحزنة بانقسام الجمهور اللبناني على خلفية هذه الآفات.



تجربة الأنصار في النجمة

يكرر نادي النجمة التجربة التي اعتمدها الأنصار بإدخال كل لاعبيه القدامى في الكادر التدريبي مثل جمال طه ومالك حسون وعلي فقيه؛ إذ يعتمد النجمة على ابن النادي إبراهيم عيتاني مديراً فنياً وموسى حجيج مدرباً. وتأتي خطوة النجمة بالاعتماد على الكادر الفني من المحليين عامل ثقة للمدرب اللبناني بعد أن استعان الفريق لفترات طويلة بالمدرب الأجنبي.