بقيت مباراة لبنان والكويت حديث الشارع الرياضي أمس بعد نجاح اختبار الجمهور، ليبرز السؤال عن المرحلة المقبلة وما هي تأثيرات ما حصل على موضوع عودة الجمهور، وخصوصاً أن القوى الأمنية كانت لا تزال متخوفة حتى ما قبل انطلاق المباراة. لكن تدخل وزير الشباب والرياضة فيصل كرامي السابق عبر الاتصال بالقوى الأمنية متحملاً المسؤولية طمأن المراجع الأمنية.
فالمسؤولون الأمنيون كانوا بحاجة الى مرجعية تتحمل المسؤولية وهو ما تكفّل به كرامي، الذي غاب عن المباراة بسبب حضوره لجلسة مجلس الوزراء التي كانت هامة نظراً لمناقشتها قضايا تتعلق بالمطالب المعيشية رغم رغبته حضور اللقاء. لكن كرامي كان على تواصل دائم مع المدير العام لوزارة الشباب والرياضة زيد خيامي ومستشار الوزير ياسر عبوشي ومع القوى الأمنية لمتابعة تفاصيل ما يحدث في الملعب نظراً لأهمية نتائجه. وبعد نجاح التجربة أصبح موقف الوزير كرامي واتحاد اللعبة أقوى امام المراجع الأمنية، وسط سعي إلى استثمار ما حدث وطمأنة تلك القوى. ويأتي قلقها من منطلق أن المباراتين اللتين حضرهما الجمهور كانت بين فريقٍ لبناني وآخر عربي، في حين ان البطولة المحلية ستجمع فرقاً لبنانية، علماً أن ممثل قوى الأمن الداخلي في اللجنة المشتركة المقدّم موسى كرنيب كان حاضراً في المباراة الأخيرة. وتضمّ اللجنة أيضاً ممثل قيادة الجيش العقيد حسن الجضم، اضافة الى ممثل الوزير كرامي والمدير العام خيامي وعضو الاتحاد موسى مكي. هذا القلق الأمني الذي لا يزال موجوداً دفع بالمراجع الأمنية الى السماح بدخول 100 مشجع لكل فريق في الأسبوع الأول من الدوري اضافة الى حاملي البطاقات الاتحادية، ولم توافق على عدد الـ250 مشجعاً لكل فريق. لكن هذا الرقم مرشّح لأن يرتفع بدءاً من الأسبوع الثاني حيث سيطالب ممثل الاتحاد لدى اللجنة المشتركة موسى مكي برفع العدد الى 1000 لكل فريق. وقد تكون وجهة نظر القوى الأمنية صحيحة من زاوية معينة، لكن لا بد من تذكيرها بأن قرار منع دخول الجمهور جاء بعد لقاء لبنان والكويت في شباط 2006 وحينها انقسم الجمهور بين 8 و14 آذار على الملعب البلدي رغم ان المباراة كانت تجمع فريقاً لبنانياً وآخر عربياً.
وعليه، فإن المعيار الأساسي للتخوف من الجمهور هو الوضع السياسي السائد ومدى وجود شحن سياسي وطائفي الغائب في هذه الفترة، وبالتالي فإن على القوى الأمنية تحمّل مسؤوليتها ومنع أي مشجع يثير مشاكل من دخول الملاعب، كما حصل في لقاء لبنان أمام الكويت حين عطل أحد المشجعين المباراة لثماني دقائق بسبب توجيهه اللايزر على الكويتيين ولم يلق القبض عليه، فإقفال الباب أمام مثيري الشغب يقطع الطريق على أي تفاقم للأمور كما يكون درساً لمن يفكّر بافتعال المشاكل.



اللاعب اللبناني وحظوظ الاحتراف

يساعد الحضور الجماهيري على رفع مستوى اللعبة وتحسن أداء اللاعبين. فعقلية اللاعب اللبناني قابلة للتأقلم مع الاحتراف أكثر من اللاعب الخليجي، اضافة الى أن بنية اللاعب تناسب معايير الاحتراف العالمية بحسب ما قال المدير الفني للمنتخب اللبناني ثيو بوكير خلال المؤتمر الصحافي بعد المباراة مع الكويت.