بمجرد لفظ اسم منتخب روسيا في كرة القدم، يتبادر الى الذهن سريعاً، ولاشعورياً، منتخب الاتحاد السوفياتي. من لا يذكر ذاك المنتخب الذي كان ملقّباً بـ«الجيش الأحمر»، والذي كان مرعباً لمنتخبات أوروبا، واستطاع حصد اللقب القاري عام 1960، وترك أثراً واضحاً في كأس العالم حيث كان دائم الحضور في الدور ربع النهائي، ووصل الى نصف النهائي عام 1966؟ من ينسى إبداعات الحارسين ليف ياشين ورينات داساييف وأهداف أوليغ بلوخين؟ لكن كل ذلك انهار مع انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1990.

أصبحت إنجازات منتخبه وإبداعات لاعبيه ذكرى من الماضي. بتنا الآن في الحقبة الروسية. لكن شتّان بين الماضي والحاضر، حيث إن المنتخب الروسي بدا كالحمل الوديع امام سلفه السوفياتي، إذ من دون مبالغة لم يعلق في ذهن المتابعين مما قدّمه الروس حتى عام 2008 سوى اسم أوليغ سالينكو الذي أصاب رقماً قياسياً بتسجيله 5 أهداف في مباراة روسيا أمام الكاميرون في مونديال 1994. نعم هذا الإنجاز الفردي كان أبرز ما فعلته روسيا منذ اندثار الحقبة السوفياتية.
إلا أن الأمور تبدّلت في الألفية الجديدة، تحديداً منذ عام 2006. وصل الروس إلى اقتناع بأن لا بديل عن خرق الثوابت و«الخطوط الحمر»، بأن يكون مدرب المنتخب من أبناء الوطن. وبعد الثورة الكروية الكورية الجنوبية في مونديال 2002، أيقنوا أن تطبيق الأسلوب الهولندي هو الأجدى، فتمّ التعاقد مع غوس هيدينك قائد الثورة الكورية وصاحب التجربة الكبيرة مع منتخب هولندا. لم ينتظر هيدينك طويلاً ليقلب شكل المنتخب الروسي. كان ذلك في كأس أوروبا 2008، إذ استطاع إطاحة إنكلترا من تصفياتها، وقدّم كرة رائعة في نهائياتها توّجها في الدور ربع النهائي بفوز كبير على هولندا 3-1 التي أذهلت الجميع في الدور الاول من البطولة، قبل الخروج على يد اسبانيا البطلة في نصف النهائي.
النتائج الروسية في تلك البطولة كانت مقرونة بأداء مميز يعتمد على الكرة الهجومية واللعب الجماعي وبروز نجوم كأندريه أرشافين وبافل بوغريبنياك ورومان بافليوتشنكو ويوري زيركوف.
التأثر الروسي بالأسلوب الهولندي يبدو واضحاً، والدليل على ذلك أنهم أصرّوا على مدرب هولندي آخر بعد رحيل هيدينك، فكان دور ديك أدفوكات، مدرب هولندا السابق، هذه المرة في 2010.
اختيار أدفوكات لم يكن صعباً على الروس، إذ إنه خبر الكرة هناك بعد قيادته زينيت سان بطرسبورغ الى الفوز بكأس الاتحاد الأوروبي عام 2008، ولمعرفته بلاعبي روسيا حيث لعب تحت إشرافه على سبيل المثال كل من أرشافين وبوغريبنياك.
لا يخفى أن ادفوكات تسلم تركة ثقيلة من مواطنه، وكان عليه قيادة روسيا في تصفيات كأس أوروبا 2012. مهمة لم تكن سهلة اطلاقاً بوجود جمهورية ايرلندا وسلوفاكيا بقيادة ماريك هامسيك، والتي أخرجت ايطاليا من الدور الاول لمونديال 2010. لكن ادفوكات نجح من دون أدنى شك في مهمته، وهذا واضح من خلال بلوغ الروس النهائيات وتحقيقهم نتائج لافتة بتغلبهم على المنتخبين السالفي الذكر في ملعبيهما، حيث استطاع المدرب الهولندي المحافظة على الأسلوب الذي كان سائداً فترة مواطنه هيدينك، مقدماً أسماء جديدة كالموهبة الان دزاغوييف لاعب سسكا موسكو.

ثورة كروية

هذه النهضة التي يشهدها المنتخب الروسي تأتي بالتزامن مع ثورة كروية يعيشها الدوري المحلي وأنديته. ثورة استهلها زينيت بفوزه بكأس الاتحاد الأوروبي عام 2008 ويستكملها حالياً أنجي ماخاشكالا ببناء فريق الأحلام العالمي بعد ضمّه الكاميروني سامويل ايتو وقبله البرازيلي روبرتو كارلوس، ووضعه العديد من النجوم والمدربين العالميين نصب عينيه، علماً بأن نادي تيريك غروزني كان قد سبقه الى ذلك بتعاقده مع المدرب والنجم الهولندي السابق رود غوليت.
هكذا، أصبح الدوري الروسي مقصداً لأهم النجوم بفعل عنصر المال المتوافر بقوة، حيث لم يتوان على سبيل المثال البرتغالي كريستيانو رونالدو، نجم ريال مدريد الاسباني، عن القول إنه لا يستبعد الانتقال يوماً ما الى الدوري الروسي.
هذا التطور الذي يشهده الدوري الروسي ستكون له نتائج إيجابية، بفعل احتكاك اللاعبين هناك بأشهر النجوم والتعلم من أهم المدربين، وسيستفيد منها اولاً المنتخب الوطني.
ولا يخفى ان الاهتمام الروسي المتزايد بكرة القدم يأتي نتيجة طبيعية لنجاح البلاد في الحصول على شرف استضافة كأس العالم عام 2018، حيث بدأ الروس يعدّون العدة منذ الآن لإنجاح الحدث على صعيدي التنظيم وتحقيق المنتخب الروسي فيه نتائج جيدة. ومن هنا، يأتي الدعم الرسمي لشد أزر المنتخب، حيث هنّأ قبل أيام الرئيس ديمتري مدفيديف اللاعبين بعد الفوز الحاسم على سلوفاكيا، واعداً بـ«مواصلة التأسيس من أجل المنتخب»، كذلك فإن رئيس الوزراء فلاديمير بوتين يحذو حذو الرئيس، بعد ان أدى دوراً مهماً في فوز البلاد بشرف استضافة المونديال.
لا شك في أن طموح الروس الآن يبدو منصبّاً على مونديال 2018، لكن هذا الأمر لا يعني بتاتاً أن منتخبهم المتطور غير قادر على أداء دور «الحصان الأسود» في كأس أوروبا صيف 2012 ، بعد أن فعل ذلك في نسخة 2008.



نتائج وترتيب الجولة الاخيرة في تصفيات كأس أوروبا 2012

تصفيات كأس اوروبا 2012

- المجموعة الاولى:
ألمانيا - بلجيكا 3-1
مسعود اوزيل (30) واندري شورلي (33) وماريو غوميز (48) لألمانيا، ومروان فيلايني (86) لبلجيكا.

تركيا - اذربيجان 1-0
كازاخستان - النمسا 0-0

- الترتيب:
1- ألمانيا 30 نقطة من 10 مباريات (تأهلت)
2- تركيا 17 من 10 (الى الملحق)
3- بلجيكا 15 من 10
4- النمسا 12 من 10
5- اذربيجان 7 من 10
6- كازاخستان 4 من 10

- المجموعة الثانية:
روسيا - اندورا 6-0
الن دزاغوييف (5 و43) وأندريه أرشافين (26) ورومان بافليوتشنكو (29) ودينيس غلوشاكوف (59) ودينيار بيلياليتدينوف (78).

جمهورية ايرلندا - ارمينيا 2-1
مقدونيا - سلوفاكيا 1-1

- الترتيب:
1- روسيا 23 نقطة من 10 مباريات (تأهلت)
2- ايرلندا 21 من 10 (الى الملحق)
3- ارمينيا 17 من 10
4- سلوفاكيا 15 من 10
5- مقدونيا 8 من 10
6- أندورا 0 من 10

- المجموعة الثالثة:
ايطاليا - ايرلندا الشمالية 3-0
انطونيو كاسانو (21 و53) وغاريث ماكولاي (74 خطأ في مرمى منتخبه).

سلوفينيا - صربيا 1-0

- الترتيب:
1- ايطاليا 26 نقطة من 10 مباريات (تأهلت)
2- استونيا 16 من 10 (الى الملحق)
3- صربيا 15 من 10
4- سلوفينيا 14 من 10
5- ايرلندا الشمالية 9 من 10
6- جزر فارو 4 من 10

- المجموعة الرابعة:
فرنسا - البوسنة 1-1
سمير نصري (78 من ركلة جزاء) لفرنسا، وإدين دزيكو (40) للبوسنة.

البانيا - رومانيا 1-1

- الترتيب:
1- فرنسا 21 نقطة من 10 مباريات (تأهلت)
2- البوسنة 20 من 10 (الى الملحق)
3- رومانيا 14 من 10
4- بيلاروسيا 13 من 10
5- البانيا 9 من 10
6- لوكسمبور 4 من 10

- المجموعة الخامسة:
السويد - هولندا 3-2
كيم كالشتروم (14) وسيباستيان لارسون (52 من ركلة جزاء) واولا توافونين (53) للسويد، وكلاس يان هونتيلار (23) وديرك كويت (50) لهولندا.

المجر - فنلندا 0-0
مولدافيا - سان مارينو 4-0

- الترتيب:
1- هولندا 27 نقطة من 10 مباريات (تأهلت)
2- السويد 24 من 10 (تأهلت كأفضل وصيف)
3- المجر 19 من 10
4- فنلندا 10 من 10
5- مولدافيا 9 من 10
6- سان مارينو 0 من 10

- المجموعة السادسة:
جورجيا - اليونان 1-2
يورغوس فوتاكيس (79) وانغيلوس خاريستياس (85) لليونان، ودافيد تارغامادزه (18) لجورجيا.

كرواتيا - لاتفيا 2-0
مالطا - اسرائيل 0-2

- الترتيب:
1- اليونان 24 نقطة من 10 مباريات (تأهلت)
2- كرواتيا 22 من 10 (الى الملحق)
3- اسرائيل 16 من 10
4- لاتفيا 11 من 10
5- جورجيا 10 من 10
6- مالطا 1 من 10

- المجموعة السابعة:
سويسرا - مونتينيغرو 2-0
ايرين ديرديوك (51) وستيفان ليشتشتاينر (65).

بلغاريا - ويلز 0-1

- الترتيب:
1- انكلترا 18 نقطة من 8 مباريات (تأهلت)
2- مونتينيغرو 12 من 8 (الى الملحق)
3- سويسرا 11 من 8
4- ويلز 9 من 8
5- بلغاريا 5 من 8

- المجموعة الثامنة:
الدنمارك - البرتغال 2-1
ميكايل كرون - ديهلي (13) ونيكلاس بيندتنير (63) للدنمارك، وكريستيانو رونالدو (90) للبرتغال.

النروج - قبرص 3-1

- الترتيب:
1- الدنمارك 19 نقطة من 8 مباريات (تأهلت)
2- البرتغال 16 من 8 (الى الملحق)
3- النروج 16 من 8
4- ايسلندا 4 من 8
5- قبرص 2 من 8

- المجموعة التاسعة:
اسبانيا - اسكوتلندا 3-1
دافيد سيلفا (6 و44) ودافيد فيا (54) لاسبانيا، وديفيد غادويلي (66 من ركلة جزاء) لاسكوتلندا.

ليتوانيا - تشيكيا 1-4

- الترتيب:
1- اسبانيا 24 نقطة من 8 مباريات (تأهلت)
2- تشيكيا 13 من 8 (الى الملحق)
3- اسكوتلندا 11 من 8
4- ليتوانيا 5 من 8
5- ليشتنشتاين 4 من 8

المباريات الدولية الودية

استونيا - اوكرانيا 0-2
أوليغ غوسيف (45) وألكسندر ألييف (68).

بيلاروسيا - بولونيا 0-2
ياكوب بلازسيكوفسكي (31) وروبرت ليفاندوفسكي (69).

غانا - نيجيريا 0-0.