يبدأ روما الموسم الجديد وفي جعبته الكثير من الأمل. أمل يلوح بالأفق للفوز باللقب. في الموسم الماضي كانت أمنية الجماهير أن يكون ناديها أفضل من الموسم الذي سبقه. واليوم، يقف روما بقيادة المدرب رودي غارسيا على أعتاب مرحلة جديدة لنادي العاصمة. ثورة، بدأ الإعداد لها منذ موسمين، ويبدو أنها على وشك الإنطلاق، إذ كانت التغييرات تؤتي أكلها، في الموسم الأخير والذي سبقه، حين احتل المركز الثاني خلف يوفنتوس، بطل إيطاليا الأوحد.
وفي الحديث عن يوفنتوس، جاءت المباراة الأخيرة له في الكأس السوبر الإيطالية، لتدحض الشائعات أنه تراجع. قد يكون هذا صحيحاً، بفوزه على لاتسيو 2-0، لكن ما كان صحيحاً أيضاً أن الإمكانات لم تعد ذاتها برحيل قائد الفريق أندريا بيرلو الى نيويورك سيتي في الولايات المتحدة، والتشيلياني أرتورو فيدال الى بايرن ميونيخ الألماني، وعودة الأرجنتيني كارلوس تيفيز الى بوكا جونيورز.
لا شك أن «يوفي» ما زال يحافظ على جزء من قوته، وكما في كل موسم، يبني نفسه بطريقة جديدة، لكن هذه المرة، يجاوره روما في البناء الذاتي ويعمل الفريق أكثر من أي وقت مضى للوقوف نداً قوياً أمام هذا الخصم.

يريد روما منافسة فرق القمة في أوروبا

قبل شهرين، قدَّم روما مشروع الملعب الجديد الذي سيستغرق العمل فيه من 22 إلى 42 شهراً. كان رئيس النادي إدغاردو باتسيني واضحاً: «إننا بحاجة إلى ملعب من أجل منافسة فرق القمة في أوروبا. سيستوعب الملعب 25 ألفاً و500 مشجع مع إمكانية توسيعه؛ ليستوعب 60 ألف مشجع، وخلال عام بعد انتهائه سيبدأ النادي في جني العائدات التي ستكون الأعلى في إيطاليا، ومن بين الأعلى في أوروبا».
إذاً، الهدف واضح: «منافسة فرق القمة في أوروبا». ومن أجل هذا الهدف، أتَّم النادي 4 تعاقدات جديدة ستساعده على تحقيق أهدافه: الفوز بالدوري، والوصول الى مراحل متقدمة من دوري أبطال أوروبا. لا يبدو أنها مهمة مستحيلة، ولا يعني للنادي أن آخر مرة وقف على منصة تتويج هي منذ عام 2001.
يريد العودة الى سابق عهده، وجاء العمل بالتعاقدات على هذا الأساس. تعاقدوا مع لاعبين جدد، على سبيل الإعارة، مع إمكانية بقائهم، ما يخدم مصلحة النادي حسب العطاء المرجو منهم تقديمه. المصري محمد صلاح لمدة موسم واحد على سبيل الإعارة من تشلسي مع أفضلية الشراء نهاية الموسم، والبوسني إيدين دزيكو على سبيل الإعارة من سيتي لمدة موسم واحد مقابل 4 ملايين يورو مع أحقية الشراء مقابل 11 مليون يورو، وأخيراً الإسباني ياغو فالكي على سبيل الإعارة لمدة موسم، على أن ينضم بصورة نهائية في حال خوضه مباراة رسمية واحدة.
والتعاقد الأخير هو مع الحارس فويتشيك تشيزني.
طبعاً، أصرّت الإدارة على بقاء القائد فرانشيسكو توتي ضمن صفوف الفريق في الفترة المقبلة.
بأسماء متواضعة جديدة، وأسماء عظيمة قديمة، يعيد غارسيا فريقه الى مسرح الأحداث مجدداً. في الموسمين الأخيرين احتل المركز الثاني، لكن في الموسم الجديد باتت الأهداف أعلى، وتتطلب جهداً أكبر. لن تعود الجماهير لتكتفي بالبقاء في المركز الثاني، ولن يعدّ هذا الإنجاز انتصاراً. فبعد نجاحه في المهمة السابقة، باتت المهمة الجديدة إحراز البطولة.
يمكن القول أن المواسم الفوضوية مرَّت وانتهى عصرها، والحال أنه انجاز غارسيا. عملياً، هناك أمل بإحرازه البطولة مع تراجع مستوى يوفنتوس نسبياً، الذي عانى دفاعياً أمام هجوم لاتسيو. تنوع الحلول بات أكبر، والمرونة التكتيكية ازدادت في الفريق عن الموسم الماضي، وهذا ما بدا عليه في المباريات الودية.
صناعة مجد جديد ليس بعيداً عن النادي إدارة ومدربا ولاعبين، كما ليس بعيداً أيضاً، أن يرتفع صوت «ذئاب العاصمة» في دوري أبطال أوروبا.