تلقّى لاعبو منتخب لبنان لكرة القدم للناشئين أسوأ «عيدية» حين أبلغهم المسؤولون عن المنتخب، أمس، أن استعداداتهم للمشاركة في تصفيات آسيا في النيبال بعد عشرة أيام ذهبت هدراً، وأنهم لن يشاركوا فيها بسبب خطأ لو حصل في أي بلد آخر لطارت معه رؤوس كبيرة، ولكن هذا في لبنان من سابع المستحيلات، حتى لو جرى تجميع اللاعبين من مواليد لا تتناسب مع قوانين الاتحاد الآسيوي.القصة بدأت في شهر آذار حين اجتمعت لجنة المنتخبات مع الجهاز الفني لمنتخب الناشئين بقيادة غلام غادر ومساعدة محمد شحرور وأشرف محجوب وأبلغتهم اللجنة ضرورة تأليف منتخب للناشئين مواليد 95 - 96 للمشاركة في التصفيات. ومنذ ذلك التاريخ والجهاز الفني يعمل على إعداد المنتخب بعد فترة من المراقبة لبطولة الفئات العمرية واختيار اللاعبين وإقامة التمارين التي بدأت تتصاعد تدريجاً حتى أصبحت يومية، إضافة الى خوض مباريات آخرها مع سوريا أول من أمس وفاز لبنان 2 - 1. لكن في هذه المباراة علم القيّمون على المنتخب أن المواليد المطلوبة للمشاركة هي 96 - 97 لا 95 - 96. وبما أن معظم اللاعبين من مواليد 95، فقد اتخذ القرار المر بالاعتذار عن عدم المشاركة في التصفيات، لكوننا نملك منتخباً يضم لاعبين فوق السن القانونية. وجاءت «الخبرية» من السوريين الذين وقعوا في الخطأ سابقاً، لكنهم تداركوا الموضوع باكراً وألّفوا منتخباً قانونياً.
وهنا تتلاحق الأسئلة إزاء هذه الفضيحة التي طالت أحلام لاعبين لم يكن أمامهم سوى العودة الى منازلهم دامعي الأعين ومكسوري الروح نتيجة ضياع حلمهم بتمثيل لبنان. فهل الجهاز الفني مسؤول؟ طبعا لا، فهو تبلغ من لجنة المنتخبات أن المطلوب هو مواليد 95 - 96. إذاً لجنة المنتخبات هي المسؤولة، إلا إذا جرى إبلاغها خطأً من قبل المسؤولين عن المراسلات في الاتحاد، وهنا تنتقل المسؤولية الى مكان آخر، علماً بأن الاتحاد أرسل بيانات اللاعبين قبل شهر الى الاتحاد الآسيوي ولم يتلقّ «لفت نظر» بشأن الموضوع.
ومهما جرى رمي المسؤوليات، فالنتيجة واحدة، وهي ضياع فرصة على لبنان، حتى لو جرى تدارك الأمر وتجميع لاعبين مواليد 96 «كيف ما كان» وإرسالهم إلى النيبال هرباً من العقوبة الآسيوية.