اللجنة الأولمبية قبل أزمة انتخابات المجلس الأولمبي الآسيوي وما رافقها من خلاف، ليست كما هي بعد الانتخابات؛ إذ إن شظايا الخلاف الذي انفجر بين أطراف عدة داخل اللجنة وخارجها أصاب الجميع واهتزت صورة شخصيات لها وزنها رياضياً، وطاولت تداعياته السلبية جهات أساسية، ما سرّع في وتيرة معالجة الوضع الحالي، ولكن على أي أساس؟تشير الوقائع إلى أن الأزمة أوجدت شرخين: الأول على صعيد العلاقة بين التيار الوطني الحر وحركة أمل، وهو أمر يُعالَج بهدوء، ويمكن تجاوز المشكلة بالاتفاق بين الطرفين على ضرورة عدم الاصطدام. لكن هذه المعالجة لها شروطها المتعلقة بما قيل خلال إحدى الجلسات وما نجم عنه من دعاوى، لكن في النهاية يمكن حل الأمور وتقريب وجهات النظر، وخصوصاً حين تفرض المصالح الاستراتيجية نفسها بين طرفين من المفترض أنهما حليفان.
لكن معالجة المشكلة بشقها الحزبي لا يعني على الإطلاق حلّها على صعيد اللجنة الأولمبية، رغم «الكلام الجميل والشعري» الذي قيل في جلسة أول من أمس، فما بقي في عمر اللجنة الأولمبية ليس شهراً أو شهرين يمكن تمضيتهما، بل هناك ما يزيد على السنة من العمل الأولمبي مع ما يتضمن من استحقاقات عربية ودولية. وهذا يعني أن هذه السنة يجب أن تمر بناءً على أسس واضحة وخريطة طريق معينة تحدد طريقة عمل اللجنة الأولمبية ومن يحق له التدخل ومن لا يحق له التدخل في شؤونها.
والكلام هنا يشير إلى رئيس هيئة الرياضة في التيار الوطني الحر جهاد سلامة الذي تتهمه بعض الأطراف الأولمبية بالتدخل في عمل اللجنة، بدليل ما صدر عنه بعد انتخابات المجلس الأولمبي الآسيوي، إضافة إلى محطات أثبتت تأثيره فيها على بعض أعضاء اللجنة.
هذه الفكرة يرفضها سلامة بالمطلق، قائلاً: «أنا لم ولن أتدخل وأرفض هذا الأمر تماماً».
وحين تسأله عمّا قاله بعد انتخابات المجلس الأولمبي الآسيوي، وهو ما يُعَدّ تدخلاً في عمل اللجنة، يشير سلامة: «قلت رأيي من منطلق عتب على حليف من حليف، لا تدخلاً في عمل اللجنة. وحين تحدثت عن هاشم حيدر لم يكن بصفته نائب رئيس اللجنة الأولمبية بل كحليف في السياسة، لذا لم أهاجم طوني خوري؛ فهو ليس حليفاً لنا، في حين أن بيني وبين حيدر أشياء مشتركة كثيرة. وحين يطلب حليف دعماً فأنا أدعمه حتى النهاية كما حصل في انتخابات اتحاد كرة السلة مع العضوين نادر بسمة وياسر الحاج». ويرى سلامة أن التيار كان داعماً لشارتييه في انتخابات المجلس الأولمبي الآسيوي، علماً بأن شارتييه ليس في التيار، وبالتالي كان على الأطراف الحليفة دعمه من هذا المنطلق بمعزل عن رأيهم فيه.
وتتمنى الأطراف الفاعلة على صعيد تهدئة الأوضاع أن تصل الأمور إلى نهايتها السعيدة وطيّ الصفحة، لكن هذه الأطراف نفسها تعرف تماماً صعوبة المهمة بالنسبة إلى اللجنة الأولمبية؛ إذ حتى لو عولجت الأمور ظاهرياً، فإن ما في القلوب من الصعب معالجته، وخصوصاً أن الاختلاف في وجهات النظر كبير وكبير جداً و«الكيميائية» مفقودة بين بعض الأطراف.