عندما سيجتمع الاتحاد اللبناني لكرة السلة في الأسبوع المقبل سيكون على رأس المناقشات حسم مسألة مشاركة فادي الخطيب من عدمها مع المنتخب في بطولة الأمم الآسيوية الـ 26 التي ستقام في مدينة ووهان الصينية من 15 إلى 25 أيلول المقبل. مصادر الاتحاد تؤكد أن فكرة إقرار وقف الخطيب عن اللعب في حال عدم تلبيته الدعوة الموجهة إليه، والتي جرى تداولها أخيراً، هي واقعية، وتأتي في سياق تطبيق القانون. إلا أن إقرار هذا الأمر يستند على أجوبة تفرزها أسئلة معيّنة، أهمها يتمحور حول الهدف المتوقع من المشاركة في البطولة القارية، إذ في حال وجد القيّمون أن لبنان يملك أملاً للمنافسة على البطاقة المؤهلة الى الألعاب الأولمبية في لندن السنة المقبلة، فإن الخطيب يفترض أن يلبي الدعوة الموجهة إليه والانخراط في التحضيرات الجارية، حاله حال كل اللاعبين الذين يحتاج إليهم المنتخب. واستخلاص ضرورة وجود الخطيب في المنتخب سيكون استناداً الى خلاصة فنية توضح إذا ما كان المجنّس سامويل هوسكين سيكون إضافة كبيرة من شأنها رفع المستوى العام، وبالتالي في حال كان وجود الخطيب الى جانبه سيعزّز من أمل المنتخب للمنافسة على المركز الأول، فإن الإصرار سيكون على استدعاء نجم الشانفيل، وفي حال رفضه فإن قرار الإيقاف سيكون بانتظاره.

لسنا في غابة

في الوقت الذي ينتظر فيه خاتمة السجال الحاصل، فإن الخطيب كان واضحاً بشأن مستقبله مع المنتخب اللبناني، فهو سبق له أن أكد بأنه يريد الخلود الى الراحة ولن يعتزل دولياً بعدما راودته هذه الفكرة في فترةٍ سابقة، واعداً بـ«عودة مشروطة» الى الساحة الدولية بهدف التأهل الى كأس العالم المقبلة. ويؤكد الخطيب أنه سبق أن تحدث بهذا الأمر مع أعضاء من الاتحاد والرئيس جورج بركات الذي تفهّم موقفه، مضيفاً: «لسنا في غابة، إذ إن قرار وقفي لثلاث سنوات بحسب ما يتردد لن يكون منطقياً لأنني لم أهمل يوماً واجباتي مع المنتخب وأعطيت كل ما لديّ طوال 15 عاماً. كذلك ليس من المنطقي الطلب من لاعب الالتحاق بالمنتخب وهو ليس قادراً على العطاء بعد موسمٍ طويل، فهو سيلحق الضرر بشخصه وبالمنتخب».
قصة ابتعاد الخطيب عن المنتخب لها أبعاد أوسع بالنسبة إليه، فهو سبق له أن أبدى ملاحظات عدة على طريقة إدارة الأمور وطريقة التفكير، إذ بنظره الوضع ليس مثالياً من ناحية التخطيط للتحضيرات وما يرافقها «والأسوأ أنه لم يتمّ استدعائي يوماً بصفتي قائداً للمنتخب لمدة عشر سنوات للوقوف عند ملاحظاتي». وهذه المسألة تنسحب على التحضيرات للبطولة الآسيوية المقبلة «ويأتون لوضع الضغط عليّ، بينما المنتخب ذاهب الى الصين من دون أن تكون تحضيراته بالشكل المطلوب، والكل يعرف قصة اللاعب المجنّس الذي استقدم على الصورة ومن دون أن يطلع أحد على حقيقة مستواه، وبالتالي فإن المهمة صعبة جداً للتأهل الى الألعاب الأولمبية لأن المنافسة هي على بطاقة واحدة، ومنتخبات الصف الأول أمثال الصين وإيران كوريا الجنوبية وحتى الأردن ستكون حاضرة بجهوزية تامة».
ويرى الخطيب أن خطوة وقفه لن تكون جيّدة بحق من سيتخذها لأن لاعباً مثله لم يمرّ مرور الكرام في كرة السلة اللبنانية، بل رفع اسم لبنان في المحافل القارية على صعيدي المنتخب والأندية، إذ كانت آخر إنجازاته حصوله على جائزة أفضل لاعب مع النادي الرياضي في بطولة الأندية الآسيوية الأخيرة «يتكلم المسؤولون دائماً على مصلحة الوطن وغيرها من الأمور، لكن السؤال هنا ماذا قدّموا للبلد، وما هي الإنجازات التي حققوها؟ إذا أرادوا الكلام على تأمين متطلبات المنتخب فهذا ليس صحيحاً، إذ إن الدولة والرعاة يتكفلون بهذا الموضوع، بينما هم يتشاطرون في صيغ قرارات التوقيف وغيرها».
أكثر ما يغيظ كابتن منتخب لبنان هو تلك الحملات التي تشير الى أنه يريد المال للمشاركة في بطولة آسيا، متحدياً من يقوم بتسويق هذه الأخبار وداعياً إياهم إلى مواجهته علناً «لقد طلبت من غالبية أعضاء الاتحاد الذين تربطني أصلاً علاقة طيّبة بهم إقامة جلسة للاتحاد ودعوتي لشرح موقفي بهدف وقف التداول في كلامٍ غير دقيق».

لا حاجة الى المغتربين

«اللاعب اللبناني أحسن بمليون مرّة من نظيره المستقدم من الاغتراب». بهذه العبارة يعلّق الخطيب على الاستعانة باللاعبين المغتربين «باستثناء بول خوري لم يقدّم أي من هؤلاء شيئاً للمنتخب اللبناني، أي بمعنى تحقيق إنجاز»، معتبراً أن الاستعانة بخدمات جو فوغل كانت أفضل الحلول لأنه دخل في التركيبة اللبنانية ولا يزال بإمكانه العطاء «وهذا ما حاولت تفسيره مراراً للقيّمين، لكن أحداً لم يعر أي اهتمام لملاحظتي».
وكشف الخطيب عن اتصالٍ أخير أول من أمس مع المدرب غسان سركيس الذي لا يزال يأمل عودته «لكنني أكدت له أنني لا أستطيع تقديم أكثر من خمسين في المئة من مستواي، وهو أمر لن يفيد المنتخب».
ويختم الخطيب حديثه باشتراط أنه لن يعود الى المنتخب في المرحلة المقبلة من دون رؤية واضحة، حيث يفترض أن تكون التحضيرات على أعلى مستوى، إضافةً الى معرفة التصرّف مع اللاعبين وتقديرهم وإعادة النظر بحاجاتهم، وهي مسؤولية الاتحاد والدولة، والأمر يحتاج الى مجهودٍ وعملٍ دؤوب، فمصلحة الوطن هي في الاهتمام بالمنتخب، وليست في اعتبار أن غياب لاعبٍ ما عنه لأسباب قسرية ستؤدي الى وقف البلد.



الاتحاد ملزم بتطبيق النظام

يؤكد نائب رئيس الاتحاد اللبناني لكرة السلة الدكتور روبير أبو عبد الله أن الاتحاد ملزم بتطبيق النظام في ما خصّ قضية فادي الخطيب، وذلك في حال رفضه الالتحاق بالمنتخب، لكنه يبدي ثقته بأن الخطيب لن يوصل الأمور الى هذه المرحلة، إضافة الى ثقةٍ عالية بالإمكانات الموجودة حالياً في التشكيلة التي اختارها المدرب، إذ إنه يتوقع شخصياً أن تأتي النتائج مميزة.