أذكر جيداً يوم 6 أيار 2006 عندما تواجدت في مدرجات الملعب الأولمبي في برلين الذي استضاف المباراة الافتتاحية ثم النهائية للمونديال في ذاك الصيف. المناسبة كانت حضور مباراة هيرتا برلين وهامبورغ الذي كان بحاجةٍ وقتذاك الى الفوز للبقاء ضمن السباق على لقب الدوري الالماني لكرة القدم.
أما المفاجأة التي شهدتها تلك المباراة فلم تكن النتيجة النهائية عند اطلاق الحكم المعروف فولفغانغ شتارك صافرة النهاية معلناً فوز هيرتا برلين 4-2، ليمنح الاخير هدية لبايرن ميونيخ الذي احتفل باللقب، بل كانت اجواء التحالف بين جمهوري الفريقين (نحو 74 الف متفرج) اللذين لم يوفرا اي شتيمة او لعنة الا أرسلوها باتجاه النادي البافاري ليتضح مدى الكره الذي تختزنه كل الاندية هناك لـ«هوليوود الكرة الالمانية».
وانطلاقاً من هذا المشهد وما يدور حالياً في فلك «البوندسليغا» حيث ترفض غالبية الاندية بيع لاعبيها لبايرن، يمكن القول إن القاسم المشترك بين الاندية الالمانية هو كرهها لأعظم نادٍ في البلاد، وذلك لأسبابٍ عدة أوّلها التقليد الذي سار عليه بايرن منذ تأسيسه باستقطاب كل المتألقين في الاندية المنافسة الى صفوفه، ما جعله العدو الاول لكل الجماهير لدرجةٍ انتجت احدى فرق «الروك» اغنية حملت عنواناً «لن أكون أبداً مشجعاً لبايرن».
ما قاله المدير التنفيذي لنادي بوروسيا دورتموند هانس يواكيم فاتسكه أمس حول ان بطل المانيا لن يكون غبياً لكي يبيع ماريو غوتزه لبايرن، يعكس سيناريو متكرراً هذا الصيف في سوق الانتقالات المحلية، اذ سبق دورتموند الى هذا القرار باير ليفركوزن الذي كان مستعداً لخسارة التشيلياني أرتورو فيدال من دون اي مقابل لدى انتهاء عقده في صيف 2012 على ان يطلق سراحه للانتقال الى «أليانز أرينا». وبدا ليفركوزن وكأنه يقاتل لجلب لاعبٍ لتعزيز صفوفه خلال سعيه الى تحويل وجهة فيدال الى اي نادٍ آخر حتى انتهى به الامر في يوفنتوس الايطالي رغم انه كان قد اعطى كلمته لمدربه السابق يوب هاينكيس. كذلك لا يخفى المدّ والجزر بين بايرن وشالكه الذي تخلى بالقوة عن حارسه مانويل نوير لمصلحة الأول، اذ كان الثاني يفضل ترحيله الى مانشستر يونايتد الانكليزي عوضاً عن بيعه لغريمه.
هل الحق على بايرن في ما يحصل؟ بالطبع لا، اذ ان نجاحات البافاريين خلقت تحالفاً غير مباشر بين الاندية الاخرى وجمعتها على كرهه، وما يحصل الآن سيتكرر كثيراً في المستقبل القريب والبعيد، والسبب ليس طمع بايرن بنجوم «البوندسليغا»، اذ يقال هناك إن هؤلاء أنفسهم يلعبون واضعين أمام أعينهم هدفين اساسيين، اولهما حمل درع البطولة، وثانيهما ارتداء ذاك القميص الاحمر الذي سبقهم اليه عدد كبير من عظماء الكرة الالمانية والمحلية.



البافاريون السارقون!

أظهر المدير الرياضي لباير ليفركوزن رودي فولر عداءً كبيراً لبايرن ميونيخ عند محاولة الأخير استقطاب أرتورو فيدال، إذ اتهم البافاريين بمحاولة القضاء على الفرق المنافسة لهم عبر سرقة نجومها، تماماً على غرار ما فعلوا عندما خطفوا من ناديه الثنائي ميكايل بالاك والبرازيلي زي روبرتو ثم مواطنه لوسيو، وهم كانوا سبب بلوغ ليفركوزن نهائي دوري أبطال أوروبا في 2002.