لم يكن مفاجئاً اختيار حارس مرمى بايرن ميونيخ ومنتخب المانيا مانويل نوير أخيراً أفضل لاعب في ألمانيا لعام 2011 متفوقاً على زميله الهداف ماريو غوميز ولاعب وسط بوروسيا دورتموند التركي نوري شاهين المنتقل الى ريال مدريد الاسباني بحسب تصويت للصحافيين قامت به مجلة «كيكر» الرياضية الواسعة الانتشار، اذ إن هذا الحارس أظهر قدرات عالية حين أسهم بشكل فعال في قيادة فريقه السابق شالكه الى الدور نصف النهائي من دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي حيث قال حينها «السير» الاسكوتلندي اليكس فيرغيسون مدرب مانشستر يونايتد الانكليزي بعد مباراة الذهاب بين الفريقين في «غيلسنكيرشن»: «في مسيرتي مع يونايتد قد يكون هذا العرض الأفضل لأي حارس واجهنا. انا واثق انه قام بعروض أخرى مميزة، لكنه امامنا كان خارقاً».
ويعد احراز نوير لهذه الجائزة بمثابة انجاز حقيقي، اذ تفوّق على غوميز رغم موسم الأخير المثالي بتحقيقه لقب الهداف وعلى شاهين الذي أسهم بنحو فعّال في قيادة دورتموند الى لقب «البوندسليغا»، وذلك بعد أيام على انجازه النوعيّ الأوّل بحلوله عاشراً في ترتيب أفضل لاعبي قارة اوروبا لعام 2011 خلف أسماء كالأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو والاسباني شافي هرنانديز الذين سيتنافسون على الجائزة الجديدة التي سيمنحها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم.
هذه الإنجازات والأرقام التي بدأ نوير في حصدها وهو في مستهل مسيرته تشكل دليلاً قاطعاً على أنه يسير بخطى ثابتة لخلافة أوليفر كان الذي عرف عنه حصده للجوائز وأهمها انه الحارس الوحيد الذي نال لقب أفضل لاعب في المونديال، وذلك عام 2002 في كوريا واليابان، حتى إن نوير قادر على التفوّق على «أولي» اذ لم يخفِ نائب رئيس بايرن ميونيخ كارل هاينز رومينيغه ذلك بقوله «هو أفضل من أوليفر كان عندما كان في
عمره».
هكذا أيضاً لم يكن اصرار بايرن ميونيخ الكبير على الظفر بخدمات الحارس الموهوب فور انتهاء الموسم مبالغاً فيه، اذ إن مسؤوليه وصلوا الى مرحلة من اليقين التام بأن نوير هو الوحيد الذي سيعيد أمجاد «القط» سيب ماير و«الوحش» كان في عرين النادي البافاري، وخصوصاً ان بايرن عانى كثيراً بعد اعتزال الاخير، اذ لم يكن ميكايل رينسينغ على قدر الطموحات، فيما بدا توماس كرافت بحاجة إلى كثير من الوقت لبلوغ مرحلة النضوج.
أما هانز يورغ بوت فلم يكن سوى مرحلة انتقالية بين كان وخليفته، حيث بات بإمكان رومينيغه وأولي هونيس ان يناما قريري العين بوجود حارس من طينة نوير في النادي الأشهر في مقاطعة بافاريا.
عام 2002 قال ميكايل بالاك قائد ألمانيا السابق خلال نهائيات المونديال مقولته الشهيرة: «يكفي ان نسجل هدفاً واحداً وأوليفر كان سيتكفل
بباقي المهمة للفوز بأي مباراة»، حيث بإمكان القائد الحالي للـ«مانشافت» فيليب لام ترداد المقولة ذاتها بوجود نوير في نهائيات كأس اوروبا العام المقبل مع تعديل وحيد في آخر الجملة لتصبح «لتحقيق اللقب».



فيزه يتحدّى نوير!

بدا التحدي الذي رفعه تيم فيزه حارس فيردر بريمن قبل أيام أقرب الى الخيال بعزمه إطاحة مانويل نوير من عرين منتخب ألمانيا، رغم إقراره بموهبة منافسه، إذ يمكن الجزم بأن نوير بإمكانه التربع على هذا العرش لمدة قد تصل الى عشر سنوات، علماً أيضاً بأن صاحب التحدي معروف عنه، رغم براعته، أخطاؤه الساذجة التي كلفت فريقه كثيراً في العديد من
المناسبات!