قد يرى البعض أن مشاركة منتخب لبنان في كأس العالم للرماية على الأطباق التي جرت في مدينة ماريبور السلوفينية، عبر بعثة مؤلفة من ثمانية لاعبين ولاعبة واحدة، أمر طبيعي نسمع عنه كثيراً في رياضتنا اللبنانية. واللاعبون هم: طليع بوكامل، عبدو يازجي، نضال الأسمر، وليد نجار، جاد حمادة، راي باسيل، إيلي عقيقي، سليمان سارة وزياد ريشا (رئيس الاتحاد الذي يشارك في فئة السكيت). لكن المتابعين لرياضة الرماية قد يتنبّهون الى وجود اسم غائب، هو جو سالم حامل برونزية الألعاب الآسيوية وأحد أبطال لبنان في اللعبة. وقد يظن البعض أن اسمه سقط سهواً من البيان، لكن حقيقة الأمر هي أن سالم لم يشارك في المسابقة بعد قرار من اتحاد اللعبة، طرح على الجمعية العمومية ونال موافقة 7 جمعيات من أصل 9، باعتماد النتائج في البطولات المحلية كمعيار أساسي في حجز مقعد لأي لاعب في بعثة لبنانية الى مسابقة رسمية، وتحديداً في مسابقات كأس العالم الأربع وبطولة العالم. أما من يريد المشاركة الخارجية، فهناك عديد من مسابقات «الغران بري». وكان العرف في السابق أن أي بعثة كانت تتشكل من لاعبين لبنانيين سمحت لهم أرقامهم في البطولات المحلية بالتأهل، إضافة الى لاعبين يرغبون في المشاركة ويسافرون على نفقتهم الخاصة. هذا ما انعكس سلباً على نتائج لبنان الخارجية، ما دفع اتحاد اللعبة الى إصدار قرار بعدم سفر أي لاعب على نفقته الخاصة، بل على نفقة الاتحاد، وذلك ضمن معايير صارمة تكون الأرقام المسجلة هي الحاسمة في اختيار اللاعبين. قرار يرى رئيس الاتحاد زياد ريشا أنه اتخذ لتحسين النتائج خارجياً، وخصوصاً أن لبنان يسعى إلى تحقيق أكبر عدد من الأرقام التأهيلية الدولية (Minimum Qualification score) وذلك من أجل تعزيز حظوظه في الحصول على بطاقات «وايلد كارد» للمشاركة في أولمبياد لندن 2012، نظراً إلى صعوبة الحصول على البطاقة التأهيلية المباشرة (Quota Place). والقرار لا يتوقف على النتائج، بل يتعدى ذلك الى السعي لإيجاد جيل جديد من الرماة، وخصوصاً أن سالم بلغ 51 عاماً، فيما باقي الرماة أعمارهم أقل ويستحقون الحصول على فرصتهم، وهذا أمر يشجعه سالم، لكن بعد الأولمبياد لا قبله، إذ إنه في هذه الفترة يجب الاستفادة من الخبرات للوصول الى الأولمبياد.
وعليه، جرى وضع حد أدنى من الأطباق المسجلة في «فئة التراب» التي يشارك فيها سالم وهو 115 من أصل 125 طبقاً كي يحق له المشاركة في المسابقة من ضمن معدل عام يكون حصيلة ثلاث بطولات (جرى خفضها الى بطولتين من أصل ثلاث لمساعدة اللاعبين على تحقيق أرقام جيدة)، علماً بأن الحد الأدنى لتسجيل (MQS) هو 112 طبقاً، لكن الاتحاد وضع رقم 115 لإيجاد توازن بين طريقة إجراء المسابقة في لبنان (على ميدان واحد) وطريقة إقامتها في الخارج على أربعة ميادين مختلفة، وهو أمر يعدّ أصعب على اللاعب.
استبعاد سالم (سجّل معدّل 112 طبقاً في لبنان) عن كأس العالم سبّب أزمة داخل اللعبة مع اعتراض ناديه الصفرا على القرار، وأثار تساؤلات عن الأسباب مع ترقّب لنتائج البعثة اللبنانية في ظل غياب أحد اللاعبين الأساسيين في لبنان، والذي حقق ميدالية برونزية آسيوية. لكن نتائج سلوفينيا جاءت لتؤكد صوابية القرار، إذ حققت البعثة أفضل أرقام (MQS) في تاريخ مشاركات لبنان، وجاءت على الشكل الآتي: تراب: طليع بوكامل (118 على 125)، عبدو يازجي (116)، نضال الأسمر ووليد نجار (114)، جاد حمادة (113). تراب (سيدات): راي باسيل (65 على 75). دوبل تراب (رجال): إيلي عقيقي (122 على 150) وسليمان سارة (121)، سكيت: زياد ريشا (115 على 125). وهذه النتائج تعدّ جيدة أيضاً بالنسبة إلى التحضيرات لبطولة آسيا في قطر مطلع العام المقبل، ويعدّ رئيس الاتحاد مفاجأة كبيرة لها عبر التعاقد مع مدرب من العيار الثقيل، بانتظار تأمين التمويل اللازم.
واعتماد معايير محددة ليس «بدعة» لبنانية، إذ إن الكويتي ناصر المقلّد لم يستطع المشاركة في مسابقة كأس العالم، بل شارك في تسجيل MQS رغم إحرازه ميدالية ذهبية آسيوية، لكن الاتحاد الكويتي لم يسمح له بالمشاركة بسبب نتائجه المحلية.
من جهته، يرى سالم أن ما حصل هو مخالف لقانون الاتحاد الذي يحدد معايير أخرى لاختيار المنتخبات، وهي 3 مباريات على الأقل. أما في حال عدم تأمين هذا العدد، فيعتمد فريق العام الماضي، ليضيف «الخلاف هو عدم اتباع القوانين كما هي، بل تفصيل على قياس بعض الأشخاص. فالأرقام تتكلّم و121 طبقاً في أولمبياد آسيا رقم يستحق الوقوف عنده في اختيار المنتخب. ما يقوم به الاتحاد هو كسر لمعنويات الرماة، وهذا ليس لمصلحة اللعبة».
أما عن الوضع حالياً، وإذا ما كان قد تخطى الموضوع يقول سالم «الى حد ما فأنا أعشق الرماية، لكني قرفت من طريقة تعاطي البعض».



باسيل وأسباب التراجع

رأت الرامية راي باسيل أن التراجع في عدد الأطباق التي سجّلتها (65 طبقاً والمرتبة 45، مقابل 72 والمرتبة الخامسة عام 2009) يعود الى استعدادها المتأخر قبل المسابقة (بدأت قبل شهر ونصف فقط). لكن الأمور اختلفت الآن تمهيداً لبطولة العالم في أيلول ولبطولة آسيا في كانون الثاني 2011
في قطر.