قبل 11 عشر عاماً، تمكّن لاتسيو من حصد لقبه الأخير في الدوري الإيطالي لكرة القدم، بفضل تشكيلة كانت الأقوى في تاريخه حيث ضمّت نجوماً أمثال التشيكي بافل ندفيد والبرتغالي سيرجيو كونسيساو والأرجنتينيين دييغو سيميوني وخوان سيباستيان فيرون والصربي سينيسا ميهايلوفيتش والتشيلياني مارتشيلو سالاس، إضافة الى المحليين الحارس لوكا ماركيجياني وأليساندرو نيستا وروبرتو مانشيني. وبعد مرور 11 عشر عاماً، عادت طموحات اللقب لتدغدغ عقل رئيسه كلاوديو لوليتو أو على الأقل العودة الى مسابقة دوري أبطال أوروبا، حيث كان «البيانكوسيلستي» أنشط فريق في سوق الانتقالات الصيفي في إيطاليا عندما استهلّه على نحو مفاجئ بضم الهداف الدولي الألماني ميروسلاف كلوزه من بايرن ميونيخ، اضافة الى الفرنسي عبد الله كونكو من جنوى وسيناد لوليتش من يونغ بويز السويسري، وأخيراً الفرنسي جيبريل سيسيه من باناثينايكوس اليوناني، علماً بأنه تردد في اليومين الماضيين أنه يسعى الى ضم الهولندي إبراهيم أفيلاي والأرجنتيني غابريال ميليتو من برشلونة الإسباني، حيث يبدو الحصول على خدمات الأوّل صعباً بعكس الثاني. بالتأكيد، إن تشكيلة الموسم المقبل مضافاً إليها التعاقدات الجديدة لا يمكن أن تُقارن بتاتاً بتلك التي حازت اللقب الأخير عام 2000، إلا أن من تابع لاتسيو في الموسم الماضي والذي حلّ فيه خامساً يمكنه رسم صورة مشرقة للفريق في الموسم الجديد.
إذ يمكن اعتبار لاتسيو من الفرق التي قدّمت كرة قدم ممتعة للمتابعين في الموسم المنصرم ولم يترجمها فقط بالجمل الفنية والتكتيكية العالية، بل من خلال النتائج مع الكبار إذ استطاع إسقاط إنتر ميلانو في «ستاديو أولمبيكو» بثلاثية وكان من الفرق القليلة التي فرضت التعادل على ميلان البطل ذهاباً وإياباً.
هذه النتائج كان وراءها تشكيلة مميزة، بدءاً من الحارس الأوروغوياني فرناندو موسليرا، مروراً بخط الوسط الذي ضم البرازيلي الموهوب هيرنانيس، الذي أظهر مهارات فنية عالية وقدرة فائقة على التهديف بتسجيله 11 هدفاً وستيفانو ماوري صاحب 6 أهداف، وختاماً بمهاجمين من العيار الثقيل على رأسهم الأرجنتيني ماورو زاراتي (9 أهداف) وسيرجيو فلوكاري (8 أهداف)، ولا شك أن كلوزه وسيسيه سيمثّلان إضافة قوية لخط الهجوم، وخصوصاً الأول لما يمتلكه من قدرات تهديفية عالية وخبرة كبيرة تحصل من خلالهما على المركز الثاني لأفضل هدافي بطولة كأس العالم منذ نشأتها، إذ لقي إشادة لدى قدومه من هيرنانيس، قائلاً لصحيفة «غلوبو سبورت» البرازيلية: «إنه مهاجم موهوب، ولديه سيرة مميزة مع الأندية التي لعب لها وخصوصاً على المستوى الدولي مع ألمانيا».
ووفقاً لذلك، سيكون لاتسيو من الفرق التي سيُحسب لها ألف حساب في الـ«سيري أ» الموسم المقبل، إذ ان الفريق يمتلك من القدرات ما يتيح له الذهاب بعيداً وهو لن يرضى بأقل من حجز مكان له في مسابقة دوري أبطال أوروبا في الموسم التالي، الا أن لوليتو لا يزال شديد الحرص، بموازاة ذلك، على ايلاء رمزية فريقه في العاصمة روما أهمية قصوى على حساب غريمه روما بقوله قبل أيام: «نحن الفريق الأول في العاصمة، لقد أخذنا هذا الدور ونأمل أن ينعكس من خلال النتائج على أرض الملعب».