لم يكن مبلغ الـ35 مليون يورو الذي أكّد نادي ملقة الاسباني استعداده لصرفه، قبل أيام، مقابل الحصول على خدمات نجم وسط انتر ميلانو الايطالي، الهولندي ويسلي سنايدر، مجرّد رقم للفت الانتباه في سوق الانتقالات. ورغم ان مسؤولي النادي الاندلسي يعلمون في قرارة انفسهم ان الحصول على توقيع احد أفضل لاعبي الوسط في العالم يبدو من «سابع المستحيلات» حيث ان هذا الأخير لا يزال في عزّه، وهو اذا ما أراد الرحيل عن ناديه الحالي، لن يرضى الا الالتحاق بأحد أكبر الفرق الاوروبية. الا ان مجرّد تفكير ملقة بسنايدر يدلّ على ان النادي بدأ خطواته الاولى للوقوف في صفّ الأندية الكبرى على خريطة كرة القدم الأوروبية، تيمّناً بمانشستر سيتي الانكليزي المملوك من رجل اعمال اماراتي، وذلك بعدما آلت ملكيته قبل عامين لرجل الاعمال القطري الشيخ عبد الله آل ثاني. هكذا خطف ملقة الاضواء في سوق الانتقالات هذا الصيف من الكبيرين برشلونة وريال مدريد من خلال ابرامه ثماني صفقات كان بينها اسماء من العيار الثقيل كالهولندي رود فان نيستلروي ومواطنه يوريس ماتيسن والمحلي خواكين والفرنسي جيريمي تولالان لينضموا الى الارجنتيني مارتن ديميكيليس والبرازيلي جوليو باتيستا، وبقيادة مدرب له شأنه هو التشيلياني مانويل بيلليغريني الذي اشرف على ريال مدريد وفياريال سابقاً.
ووفقاً لذلك، تفتحت أعين المراقبين في اسبانيا حول ملقة وبدأت تكثر الأقاويل حول ما يخبئه الفريق الأندلسي للموسم الجديد، وبينما يبدي المعنيون في النادي ثقتهم بالتشكيلة الحالية، فإن الثقة الزائدة قد تقلب الافراح الى اتراح إذا لم يعرف هؤلاء كيفية التعامل مع واقع الدوري الاسباني الصعب ويقرّوا بالمسلّمات.
وعن هذه النقطة الأخيرة لا بد من التسليم بأن لا أحد من الاندية، مهما كان حجم تعاقداته، سيقدر على هزّ عرشي برشلونة وريال مدريد في المستقبل القريب والدليل على ذلك أن فرقاً لها شأنها في «الليغا»، بما تمتلك من نجوم، كفالنسيا وفياريال واتلتيكو مدريد، ابتعدت في نهاية الموسم الماضي بفارق كبير من النقاط عن قطبي الكرة الاسبانية. وبالنظر لما يمتلكه هذان الأخيران من باع طويل، سيكون ملقة، على الأقل في الموسم المقبل، بعيداً بأشواط لمجرد التفكير بالاقتراب من الناديين الكاتالوني والملكي، وهذا ما أقر به أخيراً لاعب الفريق انطونيو غالديانو بينيتيز «أيونو» رغم اعتباره أن فريقه اصبح مرجعاً في الكرة الاسبانية الى جانب القطبين.
وعليه، فإن تفكير ملقة بالمنافسة على المقاعد الأوروبية يبدو مشروعاً ويمكن تفهمه، لكنه سيلقى منافسة شديدة من فالنسيا وفياريال الساعيين إلى المحافظة على شرف تمثيلهما اسبانيا في دوري ابطال اوروبا، كما ان اتلتيكو مدريد واشبيلية يدخلان ضمن هذا الصراع، لذا فإن احتلال ملقة في نهاية الموسم مركزاً يؤهله للمشاركة في «يوروبا ليغ» سيعدّ بمثابة نجاح ولبنة أولى يمكن البناء عليها لمزيد من النجاحات الأكبر حجماً في الأعوام المقبلة.
اذاً، لا شك في ان ملقة، بتعاقداته الجديدة، سيشكّل اضافة إلى الدوري الاسباني في الموسم المقبل، من شأنها زيادة متعة المنافسة، ولا يبدو مبالغاً القول ان الفرق الأخرى ستحسب ألف حساب قبل التوجّه الى ملعب «لا روزاليدا» الخاص بالنادي الاندلسي.



صراع على زعامة الأندلس

بعدما كان اشبيلية بقيادة مهاجمه المالياني فريديريك كانوتيه حامل لواء منطقة الأندلس في الدوري الإسباني، ينتظر أن يكون الصراع قوياً في الموسم المقبل بينه وبين ملقة لنيل هذا الشرف، وسينضم إليهما نادٍ آخر من المنطقة المذكورة هو ريال بيتيس العائد الى الأضواء.