اعتاد المراقبون في كل صيف أن ينتظروا التعزيزات التي سيقدم عليها ريال مدريد الإسباني في سوق الانتقالات، إذ إن النادي الملكي اشتهر في الأعوام الأخيرة بصفقاته الكثيرة والضخمة في آنٍ، حيث إنه تعاقد على سبيل المثال قبل عامين مع البرتغالي كريستيانو رونالدو والبرازيلي كاكا والفرنسي كريم بنزيما وشابي ألونسو، بينما تعاقد العام الماضي مع الألماني مسعود أوزيل والأرجنتيني أنخيل دي ماريا والبرتغالي ريكاردو كارفاليو، من دون العودة الى الأعوام السابقة التي عجّت بلاعبين «سوبر ستار» على شاكلة الفرنسي زين الدين زيدان والبرازيلي رونالدو وغيرهما. إلا أن علامات استفهام كثيرة طُرحت في هذا الصيف حول تعاقدات النادي الملكي حتى اللحظة، إذ ضمّ التركيين نوري شاهين وحميد التينتوب والفرنسي رافايل فاران والمحلي خوسيه كاليخون، بينما شذّ البرتغالي فابيو كوينتراو وحيداً عن القاعدة، حيث دُفع فيه مبلغ 30 مليون يورو.
تعاقدات تختلف بمجملها طبعاً من حيث النوعية والكلفة عما سلف في السنوات الماضية، غير أن المتابع لريال مدريد في الموسم الماضي وتحديداً منذ تسلّم البرتغالي جوزيه مورينيو دفة الأمور يمكنه ملاحظة التكتيك الجديد الذي اتبعه «الداهية» في تعاقداته هذا الموسم.
كما بات معلوماً، فإن «الميرينغيز» يعجّ بالنجوم من الطراز العالمي بحيث لا يبدو مورينيو مستعداً لإضافة أسماء عالمية الى توليفته ربما قد تجلب له وجع الرأس، وخصوصاً أن ملامح تشكيلته الرئيسية تبدو واضحة وهي وصلت الى درجة مقبولة من الانسجام. من هنا، فإن هدف مورينيو من تعاقداته الجديدة هو تأمين مقعد البدلاء في الفريق مع ارتباطات الملكي العديدة على الصعيدين المحلي والقاري.
لذا، نستطيع تفهّم وجود فاران في قلب الدفاع، وخصوصاً أن البرتغاليين بيبي وكارفاليو كثيرا الإصابات، كما أن الأول كثير الطرد فكان لا بد من بديل لهما، حيث إننا شاهدنا في بعض الأحيان اضطرار مورينيو لتعويضهما عبر الجناح سيرجيو راموس، وهذا ما كان يضعف ميمنة الفريق.
من جهته، فإن وجود كوينتراو على الجهة اليسرى سيريح كثيراً البرازيلي مارسيلو باعتماد مبدأ التناوب بينهما، وخصوصاً أن الفريق لا يمتلك بديلاً للثاني كما لاحظنا في الموسم الماضي، كما أن مورينيو قد يستعين بكوينتراو في الجهة اليمنى إذا ما تعرض راموس للإصابة بما أن البديل الفارو اربيلوا ليس بالمستوى المطلوب هجومياً.
وعندما ننتقل الى وسط الملعب، سنجد أن شاهين، وبما يمتلك من فنيات عالية، بإمكانه أن يكون بديلاً مثالياً لأوزيل ودي ماريا، حيث شاهدنا في الموسم الماضي أن معوضي هذين الاثنين كانوا محدودي المستوى، ونعني هنا استيبان غرانيرو وسيرجيو كاناليس وبدرو ليون، حتى إن شاهين بإمكانه أن يفرض نفسه في التشكيلة الرئيسية، وخصوصاً على حساب دي ماريا ويمثّل مثلثاً مرعباً مع أوزيل ورونالدو.
من جهته، فإن الموهوب كاليخون يمثّل إضافةً لمقعد احتياط الفريق للاستعانة به في مسابقة كأس إسبانيا في أدوارها الأولى مثلاً، ما يفسح في المجال أمام إراحة بعض لاعبي الوسط، كما أن كاليخون بإمكانه شغل مركز المهاجم.
ويبقى أن الانتقاد الأكبر كان موجهاً لصفقة التينتوب، وهنا يمكن موافقة أصحاب هذا الرأي من ناحية أن اللاعب كثير الإصابات، لكن لا يمنع هذا الأمر من أن التينتوب بات يمتلك خبرة كبيرة حصّلها في بايرن ميونيخ الألماني، ومنتخب بلاده يستطيع توظيفها تحديداً في فترات أواخر المباريات في ظل تشكيلة شبابية، كما أن انتدابه كان مجانياً، حيث يصحّ فيه القول «زيادة الخير خير».