لا شك في أن تشلسي مثّل علامة فارقة في الأعوام الثمانية الأخيرة في الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم، وقد استطاع أن يدخل على خط الثنائية التي كانت تفرض سيطرتها على البطولة الإنكليزية المتمثلة بمانشستر يونايتد وأرسنال، فتمكن «الزرق» من تحقيق لقب الدوري أعوام 2004 و2005 و2010، فضلاً عن أن الفريق كان قريباً في أكثر من مناسبة خلال السنوات الماضية من الظفر باللقب، بحلوله ثانياً بفارق ضئيل عن «الشياطين الحمر»، إضافة إلى أنه استطاع أن يقول كلمته في دوري أبطال أوروبا بالوصول في أكثر من مناسبة إلى الدور نصف النهائي، والنهائي في عام 2008.إلا أن الموسم المنصرم مثّل خيبة أمل بالنسبة إلى عشاق النادي؛ إذ إنه خرج خالي الوفاض من جميع المسابقات. ورغم أنه ظل منافساً على لقب الـ«بريميير ليغ» حتى الأمتار الأخيرة، إلا أن هذا الأمر لا يمنع من أن الفريق مرّ بمراحل عصيبة كان عاجزاً فيها أحياناً عن هزّ شباك فرقٍ ضعيفة، إضافة إلى أن مانشستر يونايتد أُنهك في المراحل الأخيرة لانهماكه أيضاً بمسابقة دوري أبطال أوروبا.
لذا، كان مالك النادي الروسي رومان أبراموفيتش مصمّماً منذ انتهاء الموسم الأخير على إحداث صدمة إيجابية في النادي؛ لعودته على وجه السرعة إلى مكانه الطبيعي على منصات التتويج، وخصوصاً في دوري أبطال أوروبا التي لم يتذوق طعم كأسها، فكان أول الغيث التعاقد، المفاجىء للبعض، مع المدرب البرتغالي الشاب أندريه فياس بواس من بورتو، وذلك بعد الأخطاء العديدة التي ارتكبها سلفه الإيطالي كارلو أنشيلوتي، وخصوصاً عند تخليه عن خدمات لاعبين رفيعي المستوى من دون تعويضهم، ونعني هنا الألماني ميكايل بالاك والبرتغالي ديكو، وأخيراً مواطن الأخير ريكاردو كارفاليو، قبل أن يتدارك الموقف إلى حدّ ما في سوق الانتقالات الشتوي وبتدخل شخصي من أبراموفيتش بضم المدافع القوي البرازيلي دافيد لويز والإسباني فرناندو توريس، الذي لم يقدّم شيئاً يذكر.
وفي الوقت الحالي، تبدو الرهانات كبيرة على فياس بواس، وقد أثبت الأخير أنه يفهم «أصول اللعبة» في قلعة «ستامفورد بريدج» عندما صرح أخيراً بأنه سيوصل تشلسي إلى تحقيق الألقاب للحفاظ على مكانه قبل كل شيء. تصريح ينم عن مدى إدراك الشاب البرتغالي لثقل المهمة الملقاة على عاتقه، وهو لهذه الغاية لن يقع في خطأ أنشيلوتي، وقد طالب الإدارة بعدد من التعاقدات، حيث دارت في الأيام الأخيرة أسماء عديدة في فلك الـ«بلوز»، منها الإسباني دافيد فيا مهاجم برشلونة ومواطنه سيرجيو راموس الظهير الأيمن لريال مدريد والكولومبي راداميل فالكاو مهاجم بورتو، إضافة إلى الفرنسي سمير نصري وزميله ثيو والكوت، لاعبي وسط أرسنال. أسماء بالطبع تبدو مفيدة للفريق اللندني، ولا سيما أن فياس بواس يحاول سدّ الفراغات، كإيجاد ظهير أيمن عالمي مع تدني مستوى البرتغالي جوزيه بوسينغوا ومواطنه باولو فيرارا وميل الصربي برانيسلاف إيفانوفيتش إلى شغل مركز قلب الدفاع. كذلك، الفريق بحاجة إلى جناح على شاكلة والكوت مع تذبذب مستوى العاجي سالومون كالو، وإيجاد مساند في وسط الملعب للامبارد مع كثرة إصابات الأخير وتقدّمه بالسن وتأمين خط الهجوم إذا صحّت التوقعات التي تشير إلى إمكانية رحيل العاجي ديدييه دروغبا.



أرسنال في الاتجاه المعاكس

في الوقت الذي بدأ فيه تشلسي يعدّ العدة للمنافسة على الألقاب في الموسم المقبل، فإن جاره أرسنال، يسير في الاتجاه المعاكس، حيث يتّجه نجومه الى ترك النادي، وعلى رأسهم سيسك فابريغاس وسمير نصري، وربما ثيو والكوت، بعدما كان غايل كليشي أول الراحلين بانضمامه الى مانشستر سيتي.