يُعَدّ اللاعب الأجنبي عنصراً أساسياً في الفرق اللبنانية، إذ إن مهمته رفع مستوى اللاعبين اللبنانيين، لكونه لاعباً محترفاً. هذا في الشكل، لكن في المضمون، فقد أصبح اللاعبون الأجانب حاضرين فقط كنوع من «ديكور» الفريق، أو لكونهم أرخص في بعض الأحيان من اللاعب اللبناني. لكن هذا لا يعني أن جميع اللاعبين الأجانب من مستوى ضعيف، فقد شهدت البطولة في الموسم الماضي تألق عدد من اللاعبين، كالأرجنتيني لوكاس غالان والغاني مايكل هيليغبي.
إلا أن القاعدة العامة في السنوات الأخيرة تنصّ على أن نوعية اللاعبين الأجانب تراجعت كثيراً، نظراً إلى تضاؤل القدرات المادية للفرق. هذه الفرق التي غالباً ما تختبر لاعبين أجانب قبل انطلاق الدوري حيث يتهافت العشرات من اللاعبين عبر وكلاء إلى الفرق اللبنانية للتجربة.
هذا الموسم شهد نقلة نوعية على صعيد تجارب اللاعبين، حيث عمل عدد من الوكلاء على استقدام فرق تضم لاعبين أجانب في مختلف المراكز يخوضون مباريات مع بعض فرق الدوري فيتعرف المدربون إلى قدرات هؤلاء اللاعبين.

تبلغ كلفة استقدام فريق من أفريقيا 20 ألف دولار ومن البرازيل 30 ألفاً

حتى الآن حضر فريق تفاهم لاعبين أفارقة بإشراف المدرب بسام زبيب الذي استقدم 18 لاعباً وخاض عدداً من المباريات مع الفرق كالعهد والساحل (كانت المباراة تكريماً لمدرب حراس المرمى الراحل سميح الرباب) وحتى منتخب لبنان للشباب، وهو سيلتقي النجمة اليوم عند الساعة 17.00 على ملعب النجمة في مباراة تكريمية لذكرى عرّاب النجمة الراحل سمير العدو (أبو علي) حيث سيقدم كأس الراحل للفريق الفائز.
ويوم أمس أيضاً، وصل فريق من لاعبين برازيليين مؤلف من 16 لاعباً (مدافعين وصانعي ألعاب وارتكاز ومهاجمين) عبر وكيل اللاعبين اللبناني - البرازيلي عباس ترمس، وبمعاونة المدرب أسامة الصقر.
هذه الظاهرة بدأت تأخذ طريقها إلى الكرة اللبنانية لأسباب عديدة بحسب المسؤولين عن تلك الفرق، ومنهم ترمس، فاللاعب الأجنبي برأي هؤلاء يتعرّض للظلم خلال تجربته مع الفرق البنانية، إما بسبب عدم تجربته في المركز الذي يلعب به أو بسبب عدم تعاون اللاعبين اللبنانيين معه. فكيف يمكن لاعباً أجنبياً أن يبرز إذا لم يمرر له اللبناني الكرة؟
أضف إلى ذلك تصرفات بعض المدربين اللبنانيين الذين يقفلون الطريق على بعض اللاعبين لحسابات خاصة، فتجعلهم يختبرون اللاعب لفترة قصيرة وفي مركز لا يلعب فيه عادة اللاعب فيكون القرار سلبياً، إذ إن الموسم الماضي على سبيل المثال شهد تجربة للاعب أفريقي لم يلقَ رضى المدير الفني، ثم عاد اللاعب واحترف في إيران مقابل 120 ألف دولار. وهنا وجد بعض وكلاء اللاعبين في فكرة الفرق الأجنبية حلاً لتلك المشكلات إضافة إلى القدرة على التحكم بوقت لعب كل لاعب، وإجبار زملائه على التعاون معه. ويختلف تعاطي الوكلاء مع تلك الفرق، فعلى الصعيد الأفريقي هناك لاعبون يأتون على حسابهم بهدف تجربتهم، في حين أن اللاعبين المميزين يحضرون على نفقة الوكيل.

وصل فريق
أفريقي من 18 لاعباً وآخر برازيلي من 16 لاعباً

وهنا تراوح كلفة استقدام كل فريق، فالأفريقي الموجود حالياً تبلغ كلفة استقدامه ما يقارب عشرين ألف دولار تتوزع على بطاقات السفر وإيجار شقق للمنامة إضافة إلى مصاريف الأكل والشرب. أما الفريق البرازيلي، فيوضح ترمس أن العمل بدأ قبل شهرين ونصف لإحضاره إلى لبنان حيث توجه إلى البرازيل واجتمع بوكيل لاعبين هناك، واختير اللاعبون الذين انتظموا في التدريبات لمدة شهرين بقيادة مدرب برازيلي حضر معه الى لبنان، وهو معروض للبيع أيضاً. وتبلغ كلفة استقدام الفريق ما يقارب ثلاثين ألف دولار، نظراً إلى فارق كلفة بطاقة السفر بين البرازيل وأفريقيا. في المقابل لا يرى البعض جدوى في مثل هذه الفرق، أولاً لعدم القدرة على اختبار لاعبٍ أجنبي إلا مع الفريق وفي المركز الذي يريده المدرب. كذلك إن خوض مباريات مع فرق كهذه لديه محاذير من ناحية الخوف على إصابة اللاعبين، لكون اللاعب الأفريقي يحاول تقديم كل ما عنده لكي يُشترى، ما قد يعرض اللاعبين للإصابة.