لم يكن الانتقاد الذي وجّهه البرتغالي جوزيه مورينيو، مدرب تشلسي، لأرسنال قبل أيام بأنه صرف الكثير من الأموال في الأعوام الأخيرة لتعزيز صفوفه، من فراغ، إذ إن لكل تصريح من تصاريح «السبيشل وان» غاية، أو بالأدق يعكس ما يدور في فكره، وهو ها هنا، بانتقاده «المدفعجية» ومحاولة استفزازهم، كمن يقول: معركتي معكم بالدرجة الأولى في الموسم الجديد.
هذا بالتأكيد ما يمكن قراءته في هذا الانتقاد، إذ وبرغم التعزيزات المهمة لمانشستر يونايتد و»الضربة القوية» لجار الأخير سيتي بضم رحيم سترلينغ من ليفربول، فإن أرسنال يبقى طرفاً خطيراً جداً قادراً على تهديد لقب تشلسي الذي عزّز بدوره صفوفه بالنجم الكولومبي راداميل فالكاو ويخيف مورينيو، وهذا مردّه إلى عدة اعتبارات.
هذا الأمر يتضح أولاً، وللمفارقة، من ضعف سوق انتقالات أرسنال بحيث إنه اكتفى حتى الآن بضم الحارس التشيكي بتر تشيك من تشلسي بالذات، وهذا إن دلّ على شيء فعلى اكتمال صفوف «الغانرز» تحديداً بعد صفقات الموسم الماضي المميزة بالتعاقد مع التشيلياني أليكسيس سانشيز والفرنسي ماثيو ديبوشي وداني ويلبيك ليلحقوا بالنجم الألماني مسعود أوزيل الذي سبقهم إلى ملعب «الإمارات» قبل موسمين.

تبدو صفوف أرسنال مكتملة بعد صفقات الموسمين الماضيين

ولعل الموسم الماضي يعطي فكرة أوضح عن فريق المدرب الفرنسي أرسين فينغر الذي أحرز فيه لقب كأس إنكلترا وأنهى «البريميير ليغ» في المركز الثالث، مقدماً الأداء والنتائج الأفضل والكرة الأجمل في النصف الثاني من الموسم، حتى ذهبت تحليلات النقاد بأنه لولا الانطلاقة البطيئة والتأثير السلبي لعامل إصابات اللاعبين لكانت كأس البطولة توجّهت حتماً إلى ملعب «الإمارات».
في حقيقة الأمر، لا ينقص أرسنال شيء في الموسم المقبل للعودة إلى منصة التتويج في الدوري الإنكليزي للمرة الأولى منذ 2004 والذهاب بعيداً حتى في مسابقة دوري أبطال أوروبا مع ضمه توليفة مميزة من النجوم في كل المراكز، تضاف إليها دكة بدلاء قوية بحيث إن لاعباً مثل جاك ويلشير لا مكان له في التشكيلة الأساسية.
الأهم من ذلك، أن الانسجام وصل إلى ذروته بين اللاعبين تحديداً في الوسط والهجوم، وبالأخص بين الثلاثي سانشيز والإسباني سانتي كازورلا وأوزيل (رغم أنه لم يقدّم بعد نصف ما يملكه من سحر) وبمواكبة من لاعب الارتكاز المميز الويلزي آرون رامسي، ولتشكّل عودة ثيو والكوت من الإصابة إضافة قوية نظراً إلى زيادته سرعة الأداء وهي، بالتحديد، نقطة القوّة التي بات يعتمد عليها فينغر والتي ظهرت جليّة في المباريات الوديّة التحضيرية للموسم الجديد كما حصل عند اكتساحه ليون الفرنسي بسداسية نظيفة، وهذا ما دفع المدرب الإنكليزي هاري ريدناب إلى ترشيح أرسنال للعودة إلى منصة التتويج في «البريميير ليغ».
وبالتأكيد هنا، فإن الهاجس الأول الذي يُقلق أرسنال، حتى أكثر من قوة المنافسين، هو داخلي بأن يعيش معاناة جديدة مع الإصابات التي لم توفّر لاعبيه في الموسمين الماضيين، وقد كانت تلحق بأكثر من نجم في فترة زمنية واحدة على نحو لم يضاهه فيه أحد، باستثناء بايرن ميونيخ الألماني، وهذا ما دفع جماهير «الغانرز» إلى أن ترفع الصوت مراراً، منتقدة الكادر الطبي في النادي ومحمّلة إياه مسؤولية تكرار غياب النجوم أنفسهم، وهذا ما كان يتسبب في كل مرّة بعثرة خطط وتكتيكات فينغر.
الثقة الآن في ملعب «الإمارات» تبدو في أعلى درجاتها، وهذا ما يؤكده غياب مطالبات جماهير أرسنال بإبرام تعاقدات نوعية على غرار ما كان يحصل سابقاً ــ رغم أن هذا لا يعني عدم إمكانية رؤية لاعب جديد، مهاجم تحديداً، في ما تبقى من سوق انتقالات ــ إلا أن هذا الهدوء في الصيف يبدو واضحاً أن وراءه عاصفة بات يُحسب لها ألف حساب، ولن يكون مفاجئاً إن أطاحت الجميع في الموسم الجديد.




التمديد لوالكوت وكازورلا

مدد تيو والكوت والإسباني سانتي كازورلا عقدَيهما مع أرسنال دون الإعلان عن المدة، لكن هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أكدت أن الأول سيبقى حتى عام 2019 مقابل حصوله على مبلغ 200 ألف يورو في الأسبوع. ويعتبر والكوت (26 عاماً) أقدم لاعب في التشكيلة الحالية وخاض 300 مباراة مع «المدفعجية»، مسجلاً 76 هدفاً منذ انضمامه في 2006. أما كازورلا فكان أكثر اللاعبين خوضاً للمباريات في تشكيلة أرسين فينغر الموسم الماضي بـ 53 مشاركة.