بعد مرور حوالى أسبوعين على الأزمة الأخيرة بين أعضاء من اللجنة العليا للاتحاد اللبناني لكرة القدم، تعود هذه الأزمة الى الواجهة لكن من باب جديد، وهو أن ما يتعرض له الأمين العام رهيف علامة من معارضة من بعض الأعضاء هو استهداف للطائفة الدرزية، بحسب ما يشيع علامة في أوساطه. هذا ما قاله عضو الاتحاد المستقيل جهاد الشحف لزميله سيمون الدويهي في اتصال هاتفي من خارج الحدود.
وبناءً عليه، يبدو أن المواجهة بين الأعضاء وصلت الى مرحلة خطرة، ما نقل الملف بالنسبة الى مرجعية الدويهي الرياضية وهي نادي السلام زغرتا، الذي رأى رئيسه الأب اسطفان فرنجية «أنّ هذه حجة من «يُحشر» فيسرع الى التلطي بطائفته، علماً أن المشكلة تكمن في أداء الاتحاد لا في الأمانة العامة تخصيصاً. فهناك إصلاحات يجب أن تقَرّ، ومنها تعيين موظف أميناً عاماً للاتحاد، وهذا أمر واضح فلماذا يريد البعض تفصيل الأمور على ذوقه. ونحن لا نريد حضور الجلسات حتى لا نكون شهود زور. وإذا أرادوا اعتبار المسألة مشكلة بين المسيحيين والدروز، فليتقاسموا حينها الاتحاد هم. فنحن نشتغل كرة قدم ورياضة بهدف تربوي لا لأهداف سياسية أو طائفية».
والغريب تحويل مسألة حقوق بعض الأعضاء ومطالبتهم بها الى موضوع طائفي، إذ يتساءل أحد الأعضاء «شو دخل تعيين أمين عام بالوكالة بالمسألة الطائفية. فهل من المعقول أن لا يكون هناك أمين عام في فترة غياب الأمين العام الأصيل. وهل مطالبة موظفة اتحادية بتنفيذ قرارات عشرة أعضاء هي ضد الطائفة الدرزية؟ وهل جميع من يعارض علامة هم مسيحيون؟».
ويرى عضو آخر أن اللجوء الى المذهبية هو ملاذ الضعيف، فعلى مدى 6 سنوات كان هناك استهداف للرئيس هاشم حيدر، ورغم ذلك لم يقل أحد إن الشيعة مستهدفون. وحين استُبدل ريمون سمعان بأحمد قمر الدين في منصب نائب الرئيس لم يقل أحد أن المسيحيين مستهدفون. ويشدد العضو المعارض على أنه لا مشكلة للأعضاء مع الأمانة العامة، بل “المشكلة مع شخص اسمه رهيف علامة، يهتك القوانين الاتحادية وقوانين اللعبة، ويريد أن يمرر جميع الأمور بالتحايل. يجب أن يعلم علامة أننا لسنا أعضاء اتحادات التسعينات».
وتشير مصادر اتحادية معارضة الى وجود بعض الضغوط على زملاء لهم لإجبارهم على العودة عن معارضتهم، وهو أمر نفاه عضو آخر، كما نفى رئيس الاتحاد هاشم حيدر وجود أي ضغوط على الأعضاء الشيعة.
وأوضح حيدر أن عدم دعوته إلى اجتماع الأسبوع الماضي كان بهدف إفساح المجال لتهدئة الأوضاع، لكن لا يمكن أن تستمر الأمور دون جلسات، وبناءً عليه، فقد دعا الرئيس الى جلسة تعقد اليوم الثلاثاء (الساعة 17.00).
■ يبدو أن أحد الأعضاء «فنان» في اختراع المسائل بهدف الضغط على خصومه، فبالنسبة إلى خصمه جورج شاهين هناك ضغط بورقة مباراة المحبة طرابلس والحكمة، وتهديد بإقامة المباراة رغم تغيّب المحبة واعتباره خاسراً. أما بالنسبة إلى سيمون الدويهي، فهناك ورقة مطالبة فريق حركة الشباب بفتح تحقيق بشأن الأضرار التي لحقت بملعب السلام، وكلفة تلك الأضرار التي فُرض على الفريق الطرابلسي تحمّلها، علماً أن هناك فواتير رسمية بجميع الإصلاحات.
■ استغرب بعض الأعضاء ارتفاع فاتورة هاتف الاتحاد في كل مرة يسافر فيها الأمين العام رهيف علامة، وهي تصل الى حدود الثلاثة ملايين شهرياً، ليتبيّن أن تعميم الاتحاد يُصاغ كاملاً عبر الهاتف بواسطة موظفة اتحادية.



لا استهداف للدروز

أكّد الأمين العام السابق للاتحاد، بهيج أبو حمزة، عدم وجود أي هواجس بشأن استهداف الطائفة الدرزية، متمنياً إبعاد الطائفية عن كرة القدم، ومشيراً إلى أن هناك عرفاً سائداً في التركيبة الاتحادية «نتمنى المحافظة عليه».