هناك ثقافة للفوز والخسارة، ومن لا يعرفها يخسر كثيراً حتى لو فاز أحياناً. في بلاد الرقي يرصد المسؤولون حركة نجوم الرياضة لأنهم يمثلون قدوة للأجيال والجماهير، ويرصدون أيضاً حركة الجماهير لأنهم وقود رياضات الوطن.
.....
عندنا، يبحثون عن الفوز في الملاعب من دون حلول حاسمة للخسائر الهائلة التي تضربهم، بسبب الجمهور أولاً.
جمهور القدم ضرب اللعبة ونواديها ومستواها وسمعتها، لعجز المسؤولين في الأمن والاتحاد والنوادي عن وضع حلول لشلة الزعرنة التي انتصرت وأضرّت.
وفي كرة السلة، ضربت شلّة من جمهور النادي الرياضي، نجم لبنان، سمعة النادي واللعبة فلعب مباراتيه أمام الجلاء الحلبي من دون جمهور بسبب سلوك وشتائم شلة منهم أمام مهرام الإيراني الضيف، عدا إشكالات مؤسفة مع القوى الأمنية.
لا نزال نبحث عن الفوز أولاً ونخسر الكثير معنوياً ومادياً، لأننا لم نمتلك ثقافة الفوز والخسارة بعد، ولم نضع الحلول لتطهير الملاعب من شلل الزعران التي يعدّها البعض جمهور المستقبل.
.......
أهلاً قراقوش! صدرت في البحرين قرارات بشطب وإيقاف أسماء رياضيين وإداريين، لأنهم شاركوا أو عبّروا عن مواقف لهم من الواقع السياسي في البلاد!
وأعلن رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية «أن الذين أساؤوا الى القيادة الحكيمة سيحاسبون... إن الشباب والرياضة لا علاقة لها بالسياسة، ومن أقحم نفسه سيحاسب».
قرارات للبشرية جمعاء، تدوس حرية الرأي والتعبير وشرعة حقوق الإنسان وكرامته، أمام «القيادة الحكيمة»، وتعميماً يعني أمام كل حاكم، يعني على كل إنسان رياضي أن يلعب ويخرس حتى لو كانت له ولشعبه حقوق وآراء!
عذراً، وإذا لم تكن القيادة حكيمة فماذا يفعل الشعب الرياضي؟