كان عام 2010 ومطلع عام 2011 ذهبياً بالنسبة إلى المبارزة اللبنانية، مع إحراز لبنان 16 ميدالية ملونة في بطولات عربية وقارية ومتوسطية. والأبرز كان إحراز منى شعيتو (16 عاماً) ميداليتين آسيويتين في تايلاند ضمن بطولة آسيا - أوقيانيا، واحدة ذهبية لفئة تحت 17 عاماً وأخرى برونزية (دون العشرين عاماً) مطلع الشهر الجاري. وستسعى شعيتو مع دومينيك طنوس (دون 17 عاماً)، وأليساندرو ميشون (فئة دون العشرين عاماً في سيف المبارزة) وطوني هيكل (الأشبال) إلى إضافة إنجازات جديدة للبنان بدءاً من اليوم. ومن أجل ذلك قام الاتحاد اللبناني للعبة باستقدام مدرب جزائري هو زبير عبد السلام الذي بدأ منذ مطلع العام الإشراف على اللاعبين واللاعبات اللبنانيات، باستثناء شعيتو المقيمة في الولايات المتحدة والتي تتدرب بإشراف مدرب روسي، لكن في بطولة العالم ستكون تحت إشراف المدرب عبد السلام.
وفي اتصال مع “الأخبار” أملت شعيتو تحقيق المزيد من الميداليات للبنان، التي تفخر بأنها تمثّله، وهي استعدّت جدياً للبطولة من لحظة عودتها إلى الولايات المتحدة بعد بطولة آسيا، عبر تمارين منتظمة بمعدل 3 ساعات يومياً. وتسعى شعيتو الى احتلال أحد المراكز الثلاثة الأولى بعد أن حلّت سابعة في البطولة الماضية. وتوقعت ان تكون المنافسة قوية من قبل منتخبات إيطاليا وفرنسا والولايات المتحدة.
ويهدف الاتحاد من خلال إشراك طنوس وهيكل إلى إكسابهما المزيد من الخبرة، علماً بأن طنوس (14 عاماً) أحرزت الميدالية الذهبية (دون 17 عاماً) والميدالية الفضية (دون 20 عاماً) في البطولة العربية التي أقيمت في لبنان في تشرين الأول 2010. ولا تتوقف الإنجازات عند طنوس وشعيتو، إذ إن ميشون أحرز البرونزية في كأس العالم، إحدى دورات الاتحاد الدولي، التي أقيمت في صربيا. ويستعد ميشون لبطولة العالم في الأردن بمعسكر في إيطاليا، حيث يعوّل عليه لإحراز ميداليات للبنان.
ورغم كل ما أُحرز، وخصوصاً الميداليتين الآسيويتين، يبقى الاهتمام الرسمي غائباً عن دعم هذه اللعبة، ما يجعل رئيس اتحادها زياد الشويري يطلق صرخة ألم بسبب اللامبالاة الرسمية. فآخر ميدالية ذهبية آسيوية أحرزها لبنان قبل 38 عاماً، وتحديداً في عام 1973 عبر اللاعب مفيد الدنا، وحينها نُظّم استقبال رسمي للدنا، ومنح رئيس الجمهورية آنذاك سليمان فرنجية وسام الاستحقاق للدنا ولرئيس الاتحاد فؤاد روكز.
“أما الآن فلم يكلّف أحد من الرسميين نفسه عناء تقديم أي دعم معنوي أو مادي لأشخاص حققوا إنجازات للبنان، ولو حتى باتصال تهنئة بعد العودة من تايلاند. والوحيد الذي هنّأنا كان رئيس اللجنة الأولمبية أنطوان شارتييه”، يضيف الشويري بمرارة.
ويحمّل الشويري الجهاز العامل في وزارة الشباب والرياضة مسؤولية ما حصل، مستغرباً التجاهل المتعمّد للعبة وعدم دعمها، حتى حين نُظّمت البطولة العربية في تشرين الأول (وُعد بمساعدة 75 مليون ليرة ولم يحصل على شيء) وبطولة البحر الأبيض المتوسط في كانون الثاني 2011، وأيضاُ لم يقدم أي دعم رغم أن المبارزة اللبنانية حققت أفضل نتائج للبنان في عام 2010 ومطلع عام 2011. ويستغرب الشويري ما حكي عن تصنيفات وضعتها الوزارة وحددت على أساسها المساعدات المادية السنوية (75 مليون ليرة)، رافضاً الموضوع جملة وتفصيلاً، “فالمبارزة لعبة مكلفة ولا تقل عن ألعاب أخرى خصّصت مبالغ أكبر لها. وهذه قصة استنسابية، ومن يضع هذا التقويم لا يفهم واقع غالبية الألعاب”.
ع. س