قمّة عربية مغاربية أفريقية ستتجه إليها الأنظار مساء الأحد المقبل عندما يستضيف ملعب «عنابة» لقاء منتخب الجزائر وضيفه المغربي ضمن المرحلة الثالثة من التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس الأمم الأفريقية 2012. وتحظى المباراة باهتمام بالغ؛ إذ إنها تجمع بين جارين لدودين تشوب علاقاتهما الدبلوماسية الكثير من الخلافات، إلا أن الإعلام حاول في الأشهر الماضية نأي اللقاء عن التجاذبات السياسية وحصرها في أمور كرة القدم لئلا تتكرر «موقعة الخرطوم» بين الجزائر ومصر قبل عام ونصف عام. وتشبه المباراة نزال ملاكمة، والفائز فيها سيكون كمن وجه الضربة القاضية لمنافسه. ويطمح «محاربو الصحراء» إلى اعتبار المباراة نقطة انطلاق جديدة نحو استعادة المستوى الكبير للمنتخب بعد التغيير الذي طرأ على إدارته الفنية باستقالة «الخبير» رابح سعدان وتسليم الدفة عبد الحق بن شيخة، الذي يدرك صعوبة مهمته أمام منافس مدجج بالنجوم، فضلاً عن أنه يعاني إصابات كثيرة في صفوفه، أبرزهم الحسن يبدة ومجيد بوقرة، كريم زياني ومهدي لحسن، بيد أن «الخضر» سيستعيدون جهود نذير بلحاج وعبد القادر غزال. وأكد بن شيخة أنه لا خيار أمام فريقه سوى الفوز، وأنه مدرك صعوبة المباراة، لكن الفوز سيكون لفريقه.
في الطرف الآخر، سيكون المدرب البلجيكي إيريك غيريتس المدير الفني لـ«أسود الأطلس» أمام امتحانه الحقيقي الأول؛ إذ سيعتمد على جيل جديد من اللاعبين بعد مرحلة من الخيبات المغربية، وفي مقدمهم مروان الشماخ ويوسف العربي وعادل تاعرابت ويوسف حجي ومبارك بوصوفة والحارس نادر المياغري والمدافع ميكاييل بصير والمعدي بنعطية وقائد الوسط حسين خرجة والمهدي كارسيلا. ورأى وزير الشباب والرياضة المغربي منصف بلخياط أن اللقاء لا ينبغي أن يخرج عن إطاره الرياضي، ولا صحة لوجود شحن سياسي، فيما رأى رئيس الاتحاد الجزائري محمد روراوة أن المباراة ستكون عرساً كروياً مغاربياً عربياً. وكان عشرات الجرحى قد وقعوا في الأيام الماضية جراء التدافع الكبير الذي صاحب عملية بيع تذاكر المباراة (45 ألفاً، منها 3 آلاف للمغرب) ووصل سعر البطاقة الواحدة إلى ما يوازي 40 دولاراً. كذلك ستكون المباراة بحراسة أمنية يقوم بها 5 آلاف رجل أمن منهم 1500 لمرافقة المنتخب المغربي.