يلوح التغيير في أفق كرة المضرب عند الرجال رغم أن البعض قد يستبعد هذا الأمر، حيث لا يزال هناك قناعة راسخة بأن المنافسة ستكون ثنائية كما كانت الحال عليه في الأعوام الأخيرة، بين الإسباني رافايل نادال والسويسري روجيه فيديرر. بالطبع، حصد البطلان الرائعان الألقاب هنا وهناك، تاركَين للطامحين الجدد بعض الفتات في أوقات عصيبة عاشاها على غرار تعرّضهما للإصابة في فترات عدة، لكن مطلع السنة الحالية أكد للثنائي أنهما ليسا وحدهما في الساحة
، وخصوصاً بعد بروز الصربي نوفاك ديوكوفيتش، الفائز بلقب أولى البطولات الأربع الكبرى (الغران شيليم) في ملبورن، إضافةً الى ارتقاء البريطاني اندي موراي الى مستوى التحدي وبلوغه المباراة النهائية للمرة الثانية على التوالي، مؤكداً أنه يسير في طريق التطور ويحتاج الى بعض الوقت ليبدأ في غنم الألقاب الكبيرة المختلفة.
من هنا، يمكن اعتبار أن المنافسة تزداد حماوة في ظل إصرار أولئك المندفعين لمنافسة نادال وفيديرر حتى آخر دورة هذا الموسم. وبالتأكيد يملك البعض كل الإمكانات لتحقيق مبتغاهم، أمثال ديوكوفيتش (فاز في دبي وانديان ويلز أيضاً) الذي يمكنه أن يستفيد من وصوله فنياً وذهنياً الى أعلى مستوى له، علماً بأنه لا يزال في الـ 23 من العمر، تماماً على غرار موراي الذي ينظر اليه البريطانيون كبطل قومي والوحيد القادر على تعويض تيم هنمان، الذي اعتزل اللعبة من دون أن يترك بصمات لا تنسى فيها.
إذاً، الحديث كلّه اليوم عن جديّة الوضع الذي سيواجهه فيديرر ونادال، وخصوصاً أن بعض النقاد أكدوا في الفترة الأخيرة أن الثنائي المذكور لم يعد بنفس القوة. ويتركز التصويب على مسألة أن فيديرر (29 عاماً) لم يعد نفسه، أي ذاك البطل المهيمن الذي يخشاه اللاعبون نفسياً قبل مواجهته بسبب تفوّقه عليهم ذهنياً، والدليل سقوطه بثلاث مجموعات نظيفة أمام ديوكوفيتش في أوستراليا، ما وضع الأخير في النهائي. أما نادال الذي يفترض أن يبقى فترة أطول في الملاعب من فيديرر بحكم صغر سنّه (24 عاماً)، فإنه يعاني إصابات عدة، إذ بعد مشكلاته في الركبة عانى في أوستراليا إصابة عضلية أثّرت فيه كثيراً، فخرج من الدور ربع النهائي في ملبورن أمام مواطنه دافيد فيرير، علماً بأنه «خضع» لديوكوفيتش في نهائي انديان ويلز.
من دون شك لن يعاني نادال الإصابة معاناة دائمة، فهو سيعود بنفس القوة التي بدا عليها في العامين الأخيرين، لكن عليه أن يقلق قليلاً لأن منافسيه يزدادون قوةً يوماً بعد يوم، وفي كل يومٍ يغيب فيه هو عن الملاعب، وخصوصاً ديوكوفيتش، الذي منذ قيادته بلاده الى لقب كأس ديفيس في نهاية الموسم الماضي، يبدو في حالة بدنية مستقرّة، والأهم أن أعصابه النارية بدأت تنطفئ على أرض الملعب، ما يزيد من تركيزه وبالتالي انتصاراته.
ورغم كل هذه الأقاويل، تشير الإحصاءات الى أن معظم اللاعبين المحترفين لا يرون أن هيبة نادال وفيديرر في العالم لم تعد موجودة، إذ في رأي ديوكوفيتش مثلاً لا يزال الإسباني والسويسري الأقوى على الملعب، ولا يمكن تهديدهما بسهولة، مختصراً رأيه بالقول: «لا جدال بشأن هذه المسألة ولا يمكن مقارنة ما حققته بنجاحاتهما».
ورفض ديوكوفيتش حتى فكرة أن نادال وفيديرر يتراجعان، مضيفاً: «لقد سيطرا على اللعبة فترةً غير قصيرة. كل الاحترام لهما». وتابع: «من الجيّد رؤية بعض اللاعبين الجدد في الأدوار المتقدّمة خلال البطولات الكبرى، وبالنسبة إلي لن أتوقف هنا، بل عليّ الحفاظ على ما وصلت اليه، وأنا جاهز لبعض التحديات».
ديوكوفيتش الذي احتل العناوين حتى الآن أكثر من أي لاعب آخر، قد يكون على حق لأن التجارب الحقيقية للطامحين الجدد ستُظهر معدنهم الحقيقي عندما سيواجهون نادال وفيديرر في أرضيهما، أي في الملاعب التي تعدّ من اختصاصهما. لذا يمكن القول إنه لن يجد أيّ منهم سهولة في التغلب على «الماتادور» الإسباني في ملاعب رولان غاروس الفرنسية مثلاً، أو في أي من الملاعب الترابية الأخرى. وينطبق الأمر عينه على ويمبلدون الإنكليزية، حيث يظهر فيديرر ملكاً، إذ فاز باللقب ست مرات في الأعوام الثمانية الأخيرة، حيث كان نادال الوحيد الذي تمكن من خطف لقبين منه فوق أرض تلك الملاعب العشبية الشهيرة.



عملية جراحيّة لهويت

خضع الأوسترالي ليتون هويت لجراحة في قدمه الأسبوع الماضي، في سرية تامة، حسبما أفادت صحيفة «هيرالد صن» الصادرة في ملبورن. وأجرى هويت الجراحة بعد خروجه المبكر من الدور الأول لدورة إنديان ويلز. ونقلت الصحيفة عن هيويت قوله «عانيت من قدمي لبعض الوقت، وكنت بحاجة إلى إجراء الجراحة حتى أستطيع المنافسة بأفضل شكل ممكن في بطولتَي «غراند شيليم» المقبلتين (رولان غاروس وويمبلدون)».