لا يخفى أن كرة القدم الإيطالية تعيش مجدداً عاماً سيّئاً على المستوى الأوروبي. فهي تتمثل اليوم في فريقٍ واحد في البطولتين القاريتين، كأنها تتنفس برئة واحدة. طبعاً الحديث عن انتر ميلانو الذي يعتمد على نجوم كبار من دول مختلفة يقف على رأسهم «الأسد» الكاميروني سامويل ايتو. وهذا التراجع الملحوظ منذ سنوات أفقد أندية الـ«سيري أ» البطاقة الرابعة المؤهلة الى دوري الأبطال لمصلحة ألمانيا التي عاشت أزمة شبيهة في أواخر القرن الماضي. وإلى جانب تعثّر الأندية على الساحة الاوروبية، يضاف تراجع أداء المنتخب وتعثّره في كأسي العالم وأوروبا الأخيرتين، ما جعل المهتمين بالكرة في إيطاليا يبحثون عن الأسباب الرئيسة التي أدت الى شلل المنتخب وعجز الأندية الكبيرة عن منافسة نظرائها في انكلترا واسبانيا اللتين أصبحت بطولتا الدوري فيهما متقدمة على نظيرتهما الايطالية بعدما كان دوري أبطال العالم 4 مرات الأكثر استقطاباً لعشاق الكرة وكانت ساحاته الخضراء مسرحاً لاستعراض أبرز نجوم العالم، أمثال البرازيلي رونالدو والفرنسي زين الدين زيدان والأرجنتيني غابريال باتيستوتا، وغيرهم من عمالقة كرة القدم.
ثاني الأسباب هو تراجع قوة دفاع الكرة الايطالية وصلابته، وكلنا يذكر دفاع يوفنتوس الذي كان يتألف من لاعبين امثال تشيرو فيرارا وفابيو كانافارو والفرنسي ليليان تورام وغيرهم ودفاع ميلان الذي ضم أليساندرو كوستاكورتا وباولو مالديني.
أما ثالث الأسباب فهو تأثر المنتخب بكثرة الأجانب في البطولة المحلية، حيث تجد هذا الموسم، على سبيل المثال، أندية نابولي وباليرمو ولاتسيو وروما، إضافة الى انتر ميلانو وميلان ويوفنتوس، تنافس على المراكز الأولى، وهذا الأمر، وإن جعل المنافسة حماسية، فإنه ذو وجه سلبي، ذلك أن هذه الأندية تعتمد على لاعبين أجانب، وهنا المشكلة الكبيرة!

علي شحادة
(طالب جامعي)