حديث طويل يجمعني بالزميل في الجزيرة الرياضية باسل طبّال في بداية كل أسبوع ويتناول آخر ما آلت إليه الأمور في الدوري الإسباني لكرة القدم. وغالباً ما يبهرني الصديق العزيز بمعلومات ثمينة يجري تداولها في زوايا ضيّقة في العاصمة الإسبانية حيث يقيم، وهو صوّب كثيراً في الفترة الأخيرة على مسألة الهلع الذي أصيب به ريال مدريد منذ خسارته بتلك الخماسية الشهيرة أمام برشلونة، حيث بدأ يلقي باللوم على كل شيء وكل شخص له صلة بـ«الليغا».
وبعد اتهامات بتحيّز الحكام لمصلحة برشلونة، ثم بتراخي مدربي الفرق الأخرى عند مواجهتهم الفريق الكاتالوني، وبعدها مسألة إراحة «البرسا» أياماً أكثر من الريال وانتقاد الروزنامة المحلية، طغى اتهام أكبر تحت عنوان «لاعبو برشلونة يتناولون المنشطات».
صحيح أن الاتهامات الأولى جاءت مباشرة من النادي الملكي، سواء على لسان المدير الأرجنتيني خورخي فالدانو أو المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، الذي لم يوفّر المدربين وأحياناً الصحافيين، وتحديداً منذ أسبوعين حيث اتهم أحدهم بالسخف خلال مؤتمر صحافي لأنه عارض فكرته، معتبراً أن الروزنامة تبدو منطقيّة بنظره.
لكن بعد التجاهل الكبير من الاتحاد الإسباني وبرشلونة وكل الذين هوجموا مباشرة من قبل «مو»، بدأ ريال مدريد بتحريك وسائله الإعلامية من صحف وقنوات إذاعية، فخرج المراسل خوان أنطونيو ألكالا (كادينا كوبه) المقرّب كثيراً من مركز القرار في «البيت الأبيض»، مشيراً الى أن الأخير ينوي التقدّم باعتراض الى الاتحاد المحلي لتشديد مسألة الفحوص الخاصة بالتنشّط التي تعدّ «أضحوكة» برأيه، موجّهاً اتهامه بوضوح الى الجهاز الطبي العامل في برشلونة لإعطاء خلاصة تركّز على أن لاعبي الفريق الكاتالوني يتناولون المنشطات، ما انعكس إيجاباً على أدائهم الذي وصف بالخرافي هذا الموسم.
السيئ في الموضوع أن ريال مدريد لم ينفِ أو يؤكد ما ورد على لسان «مراسله»، ما يعني أن إدارييه وضعوا بصماتهم على الموضوع وشرّعوا لإعلامييهم شنّ حرب نفسية ضروس على برشلونة، في خطوة قد تكون الأمل الأخير لتعكير أجواء الكاتالونيين وإدخال التوتر الى نفوسهم قبل أقل من شهر على الموقعتين المرتقبتين في الدوري والمباراة النهائية لمسابقة كأس الملك.
وهنا ليس تحيّزاً لبرشلونة، بل هو توضيح للأمر الواقع ولهدف حملات النادي الملكي غير الاعتيادية، إذ إن مورينيو لم يعتد أبداً على الفشل فأراد تغطيته بحجج واهية، في الوقت الذي يبدو فيه الرئيس فلورنتينو بيريز مرتبكاً ولا يهضم مسألة أن يبقى الفريق بالنجوم الذين استقدمهم من دون أي لقب للموسم الثاني على التوالي، وهو الذي اعتقد أنه بوصول «المميّز» ستحل جميع المشاكل وسيستعيد الـ«ميرينغيز» حكم «الليغا» من فريق الإقليم.
هي حربٌ بكل ما للكلمة من معنى، إذ يُنتظر أن تدخل الصحف (وخصوصاً سبورت) الحليفة لبرشلونة على الخط للدفاع عن ناديها، حيث تبدو الأمور أنه مهما بلغت درجة الاحتراف يبقى التعصّب الأعمى والسعي الى النجاح سيّد الموقف، ما يدفع الإداريين والمدربين الى اعتماد كل الوسائل المتاحة لدعم موقفهم. لذا، لا يستبعد أن يخرج أحد المدريديّين في وقت قريب ويعلنها صريحة عبر القول إن الهواء في الاستادات يلعب ضد مصلحة فريقه!



برشلونة يخرج عن صمته

بعد صمت طويل، خرج برشلونة للردّ على آخر الاتهامات التي طاولته بخصوص تنشّط رجال المدرب جوسيب غوارديولا، فأكد في بيان رسمي له نفيه الاتهامات «التي لا تمتّ بصلة إلى الروح الرياضية، وتسيء الى صورة المنافسة الرياضية»، مشيراً الى أنه سيتخذ إجراءات قانونية للدفاع عن شرف النادي.