أمسية صاخبة تلك التي شهدتها مدريد في «إل كلاسيكو دي لوس كلاسيكوس». موقعةٌ تركت كلاماً كثيراً عن الدقائق الـ 90 الكارثية التي عاشها ريال مدريد على ملعبه «سانتياغو برنابيو» امام عدوّه الازلي برشلونة، لكن السؤال اليوم ليس عن اسباب تفوّق الفريق الكاتالوني في هذه المباراة بالتحديد، بل عن سرّ القوة التي جعلت «البرسا» وحشاً لا يرحم، وهو امر قد ينسحب على مبارياته في مسابقة دوري ابطال اوروبا، التي لن يكون بعيداً عن متناوله الاحتفاظ بها إذا واصل النسج على المنوال عينه.
الواقع ان من عرف ظروف برشلونة منذ فوزه في دوري الابطال، لم يكن بامكانه التصوّر ولو للحظة واحدة ان هذا الفريق يمكنه «بهدلة» ريال مدريد بهذا الشكل، او لنقل ان يكون قادراً على تصدّر «الليغا»، ووضع طموحات كبيرة للبقاء على عرش المسابقة الاوروبية الام. برشلونة عانى الامرّين واكثر في الفترة الاخيرة، من تجميد «الفيفا» لنشاطه في سوق الانتقالات، الى الاصابات التي ضربت لاعبيه واحداً تلو الآخر، فوصلت «الموسى» الى ذقن إحدى ركائزه الاساسية الارجنتيني خافيير ماسكيرانو، الذي خرج مصاباً من «إل كلاسيكو» في حالة عدّها كثيرون في لحظتها نقطة التحوّل في المباراة.
لكن الواقع ان من لا يتأثر بغياب نجمٍ بثقل الارجنتيني ليونيل ميسي، لن يتأثر ابداً بغياب ايٍّ كان، وهنا تكمن قوة «البرسا» فعلاً.
ببساطة شعار «اكثر من نادٍ» يمكن اطلاقه على الفريق الحالي الذي يدرّبه لويس إنريكه، بمعنى ان هذا الفريق هو «اكثر من فريق»، اذ انه استكمال لفلسفة جرى اختراعها منذ زمنٍ، ووصلت الى اوج مراحلها مع المدرب التاريخي للنادي جوسيب غوارديولا، وها هي تصيب تطوّراً مخيفاً مع المدرب الحالي الذي يمكنه الوصول بهذه المجموعة (من دون الحاجة الى تعزيزات كبيرة)، الى مكانٍ بعيد، وبعيد جداً.
الفلسفة التي نتحدث عنها تختصر في خلق المنظومة المتجانسة المعتمدة على اللعب الجماعي بعيداً من الفردية. وتضاف اليها نقطة اهم وهي معرفة اختيار لاعبين يمكنهم الاندماج في هذا النوع من اللعب.، لذا رأينا الاوروغوياني لويس سواريز والبرازيلي نيمار يؤديان وكأنهما ولدا في «لا ماسيا» ويدافعان عن الوان «البرسا» منذ زمنٍ بعيد، وهو الامر الذي لم يُشعر احد بغياب ميسي. أيمكن ان نتصور ريال مدريد يلعب مثلاً من دون هدافه البرتغالي كريستيانو رونالدو؟
ظهر برشلونة اخيراً وكأنه يستمد قوته من ازدياد الضغوط عليه

طبعاً لا، والدليل ان رونالدو غاب عن مستواه المعهود في «إل كلاسيكو»، فغاب الريال كلّه عن الساحة.
اما عامل القوة الآخر المفترض ان ترتعد منه خوفاً اوروبا كلها، بدءاً من روما الايطالي، الذي يواجه برشلونة الليلة، فهو اعتياد الكاتالونيين اللعب تحت الضغوط، لا بل ظهروا اخيراً وكأنهم يستمدون قوتهم من الضغوط تحديداً، وهم ازدادوا قوة في كل مرّة زادت عليهم. وهذا انطلاقاً من العقوبات التي أُنزلت بحقهم، ثم بالتحديات التي فرضتها الاصابات، والتي رفعت مستوى لاعبين عدة مثل سيرجي روبرتو، ووصولاً الى الخبرة المتراكمة التي اكتسبوها عبر السنوات. لذا من خاض عشرات المباريات الحاسمة والكبيرة مثل سيرجيو بوسكتس لن يكون غريباً ان يظهر وكأنه لاعبَان اثنان على ارض الملعب، فأدّى واجبه المطلوب وغطى خروج ماسكيرانو مصاباً. اضف، ان لاعباً مثل اندريس إينييستا ازداد موهبة على وقع الضغوط التي لم يعايشها سابقاً، وتتمثل بارتدائه شارة القيادة التي حملها في «العصر الذهبي» كارليس بويول ثم شافي هرنانديز، وهي حالما انتقلت الى زند «الرسام» قدّمته قائداً لا يخاف اي ملعب يلعب عليه.
هي فلسفة بحق، وهي التي صنعت الفارق مع ريال مدريد، الذي لا يملك فلسفة كروية بل خطة «بيزنس» لا اكثر. وهي طبعاً العنوان الذي ترتعد منه كل اوروبا حالياً، اذ بصراحة، وبغض النظر عن نتيجة مباراة الليلة، لن يوقف «البرسا» في نهاية الموسم سوى «فيلسوف وحش» مثله.




برنامج الجولة الخامسة لدور المجموعات

- الثلاثاء:

* المجموعة الخامسة:

باتي بوريسوف البيلاروسي - باير ليفركوزن الالماني (19.00)
برشلونة الاسباني - روما الايطالي (21.45)

* المجموعة السادسة:

أرسنال الانكليزي - دينامو زغرب الكرواتي (21.45)
بايرن ميونيخ الألماني - أولمبياكوس اليوناني (21.45)

* المجموعة السابعة:

بورتو البرتغالي - دينامو كييف الاوكراني (21.45)
ماكابي تل ابيب الاسرائيلي - تشلسي الانكليزي (21.45)

* المجموعة الثامنة:

زينيت سان بطرسبورغ الروسي - فالنسيا الاسباني (19.00)
ليون الفرنسي - لا غانتواز البلجيكي (21.45)

- الأربعاء:

* المجموعة الأولى:

مالمو السويدي - باريس سان جيرمان الفرنسي (21.45)
شاختار دونيتسك الأوكراني - ريال مدريد الإسباني (21.45)


* المجموعة الثانية:

مانشستر يونايتد الإنكليزي - أيندهوفن الهولندي (21.45)
سسكا موسكو الروسي - فولسبورغ الألماني (21.45)

* المجموعة الثالثة:

أتلتيكو مدريد - غلطة سراي (21.45)
أستانا الكازاخستاني - بنفيكا البرتغالي (21.45)

* المجموعة الرابعة:

يوفنتوس الإيطالي - مانشستر سيتي الإنكليزي (21.45)
بوروسيا مونشغلادباخ الألماني - إشبيلية الإسباني (21.45)