لم يجد نائب رئيس اللجنة الأولمبية اللبنانية ورئيس اتحاد الكرة الطائرة جان همام أفضل من حفله السنوي بحضور عدد كبير من الإداريين والإعلاميين كي يعلن ترشحه لرئاسة اللجنة في 26 كانون الثاني، منطلقاً من أربعة عوامل هي: - السيرة الذاتية الشخصية «خلال أربعين عاماً في الوسط الرياضي. - الدعم الكبير من شريحة كبيرة في الوسط الرياضي من أندية الكرة الطائرة وكرة السلة وكرة الطاولة ومجموعة من الإداريين في اتحادات أخرى ورؤساء اتحادات عديدة داعمة للترشيح. - العلاقة المميّزة التي تربطه بجميع التيارات السياسية في لبنان من دون أن ينتمي همّام «الوسطي والمعتدل» الى أي تيار سياسي، واحترامه لجميع مكوّنات المجتمع اللبناني، وفهمه التركيبة اللبنانية، وسعيه الدائم للمحافظة على توازناتها.
- العامل الرابع والأهم مبني على أن بعض المرشحين الطامحين إلى الوصول لرئاسة اللجنة الأولمبية قد تقاسموا الرئاسة لمدة 22 عاماً (بين 1988 و2010). وتساءل همّام «هل 22 عاماً لا تكفي؟ وهل هنالك شيء جديد قادرون على تقديمه الى الوسط الرياضي اللبناني والرياضة اللبنانية؟».
وأردف هماّم قائلاً «لا تسألوني عن مشروعي، ولن أقدّم مشروعاً اليوم، لأن المشروع هو مسؤولية جميع أعضاء اللائحة التي ستقدّم ترشيحها على أساسه، لأنني تربّيت على المشورة والعمل الجماعي مع المجموعة، ولا أحب التفرّد ولن أفرض أي أفكار على زملائي».
لكن حفل الاثنين حمل رسائل عدة للاعبين أساسيين في الانتخابات الأولمبية، وأولهم «الشريك» هاشم حيدر الذي رأى همام أن الانتخابات يجب أن تجري بالشراكة معه ومع من يمثّل، مؤكداً حسن العلاقة بينه وبين حيدر، رغم الكلام الذي قيل عن فتور حاصل حالياً، خصوصاً بعد لقائهما القصير في الجمعية العمومية للجنة الأولمبية السبت الماضي. ورأى همام، رداً على سؤال بشأن تفضيل حيدر للمرشّح الآخر اللواء سهيل خوري، أنه يحق لأي كان أن يفضّل شخصاً على آخر، لكن في النهاية من يقرر هو المصلحة العامة وآراء الأطراف الأخرى، مشدداً على أن حيدر ليس بعيداً عنه ويعرف تماماً مصلحة اللجنة الأولمبية.
هذه المصلحة التي يرى همام أن يراعيها من يجد نفسه لا يملك الحظوظ الكافية للوصول الى الرئاسة كي يجنب الجميع الدخول في «الزجاج» وتشرذم العائلة الأولمبية بما يغلّب الاصطفافات والمعارك المؤذية على المصلحة العامة. وهو يستشهد بما قام به عام 2010 حين انسحب من السباق الانتخابي لصالح الرئيس الحالي أنطوان شارتييه حرصاً على المصلحة العامة ومنعاً لأي انقسام.
ويبدو همام في حديثه كأنه يتمنى على جميع الأطراف التوافق حتى لا تنجر اللجنة الأولمبية الى الانقسام. وقد يكون ما حصل في انتخابات كرة السلة مثالاً في ذهنه، خصوصاً أنه أشار في دردشة مع الإعلاميين إلى أنه غير مسؤول عمّا حصل، وهو كان يريد التوافق، لكن الأطراف المعنية لم تتفق ولم يكن يستطيع تعطيل الانتخابات لكونه يملك 70% من الجمعية العمومية، «بل كان عليهم التوافق قبل أن يصلوا الى يوم الانتخاب» مبدياً قلقه على لعبة كرة السلة.
ويبدو أن همام قرر التحرك انتخابياً بعدما استشعر خطراً، أو بالأحرى بعض الضباب الذي يلف الانتخابات، خصوصاً مع توتر مبطن بين طرفين رئيسيين يسعى همام الى معالجته سريعاً كي لا ينعكس على انتخابات اللجنة الأولمبية التي تستحق التغيير وتجربة رئيس جديد، خصوصاً أن منافسيه أخذوا فرصتهم وأكثر، ما يسمح بالدخول بتجربة إدارية جديدة مع شخص مشهود له بالنجاح الإداري.