قد تتخطى مباراة لبنان وأستراليا اهمية المرحلة التي يدخلها المنتخبان في الدور الرابع لتصفيات نهائيات كأس العالم 2014 لكرة القدم، فهي تشكّل مناسبة مهمة للبنانيين للتعرف إلى منتخبٍ عالمي بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وهي ايضاً تثير اهتماماً واسع النطاق في «بلاد الكنغارو» حيث الحديث بالدرجة الاولى عن تطوّر المنتخب اللبناني الذي بدأ يشد انتباه المنتخبات الكبرى الساعية للعب معه. اما الشق الثاني فهو اجتماعي ــ رياضي ويتمحور حول الانتشار اللبناني في المجتمع الاسترالي ودور ابناء الجالية اللبنانية في هذين المجالين.
وما نقلته الصحف الاسترالية أخيراً تلاقى مع ما قاله السفير الاسترالي في بيروت ليكس بارتليم خلال استقباله في دارته افراد منتخب بلاده بحضور وزير الاعلام وليد الداعوق ووزير الثقافة السابق سليم وردة، وعددٍ من المدعوين ورجال الاعلام، وبغياب اي تمثيلٍ اتحادي محلي رغم تأكيد المسؤول في السفارة الاسترالية بروس إدواردز انه تمّ توجيه الدعوة الى اركانٍ في الاتحاد اللبناني.
بارتليم تحدث عن عمق العلاقة بين الشعبين اللبناني والاسترالي «وخصوصاً ان كثيراً من اللبنانيين يعيشون في استراليا ومنهم من يحمل الجنسية الاسترالية». واضاف: «انها مناسبة مميزة ان يلتقي المنتخبان الاسترالي واللبناني في مباراة ودية، وذلك بعدما اثبتا جدارتهما حيث تأهل الاول الى نهائيات كأس العالم 2006 في المانيا و2010 في جنوب افريقيا، بينما شرّف الثاني بلاده بفضل نتائجه الاخيرة رغم كل الظروف الرياضية والسياسية التي عاشتها البلاد».
وفي كلام بارتليم بعض مما ذكره تقرير لشبكة «فوكس سبورتس» ركّز على واحدة من اكبر واقدم الإتنيات الموجودة في البلاد حيث تعود جذور اكثر من 200 الف أسترالي الى «بلاد الارز»، التي قَدم أولهم منها في القرن التاسع عشر.
وفي التقرير ذُكرت اسماء رياضية لبنانية ساهمت في نهضة رياضية معيّنة، ومنها حازم المصري وبيني الياس اللذان كانا من ابرز نجوم الدوري الوطني للركبي وساهما في تأسيس المنتخب الوطني الذي حضر في كأس العالم عام 2000.
ومن الثنائي المذكور الى ذاك الشاب الاشقر الذي ظهر على شاشة التلفاز يحتفل بجنون بتأهل استراليا الى مونديال 2006، ويهرع الى الملعب لمعانقة اللاعبين الذين عرفهم عن كثب. وهنا الحديث عن بدوي «بودي» فرح الذي كان ضمن التشكيلة الأولية للمنتخب الاسترالي الاولمبي عشية الالعاب الاولمبية في سيدني عام 2000، لكن استبعاده من قبل المدرب راوول بلانكو دفعه الى اللحاق باللبناني ــ الاوسترالي الآخر محمد رضا «موكي» الذي خاض 20 مباراة دولية مع المنتخب الأحمر.
وعموماً، لم يكن التبادل بين الكرتين اللبنانية والاسترالية حاضراً مع رضا وفرح اللذين لعبا مع المنتخب واولمبيك بيروت والنجمة توالياً، فقد تمّ الامر بطريقة غير مباشرة في مرات عدة، اذ ان أحمد الريش لعب 43 مباراة دولية مع المنتخبات الاسترالية المختلفة مسجلاً 13 هدفاً، بينما كان شقيقه طارق قريباً من الانضمام الى تشكيلة المدرب الالماني ثيو بوكير في الفترة الاخيرة.
وبالتأكيد لن يكون هؤلاء اللاعبين الأخيرين الذين سيرتدون الوان احد المنتخبين اللبناني او الاسترالي، لكن في العصر الحديث للعبة لن يكون من السهل على الوافدين الجدد اختراق احدى التشكيلتين، فاذا كان منتخب الـ«سوكوروز» قد ارتقى الى اعلى المراتب العالمية، فان منتخب «بلاد الأرز» اصبح للمواهب النخبة، وهو امر كان بالامكان لمسه من خلال التجارب الكثيرة التي اجراها بوكير مع كثير من القادمين من الخارج.