فقدت كرة القدم العربية والمصرية أمس «الجنرال» محمود الجوهري لتُطوى صفحة مشرقة دامت 74 سنة مليئة بالإنجازات، إثر إصابته بجلطة دماغية في العاصمة الأردنية عمّان حيث يعمل مستشاراً فنياً للاتحاد الأردني لكرة القدم. بدأ الجوهري ممارسة كرة القدم لاعباً عام 1955، لكن لم يعمّر كثيراً في الملاعب بسبب إصابة في ركبته اليسرى حرمته المتابعة، وكان قد برز مهاجماً ممتازاً وتوّج مع المنتخب المصري بلقب أمم أفريقيا 1959 وتوج هدافاً للبطولة بثلاث اصابات. انطلق مشوار «الخبير» مع التدريب في النادي الاهلي مطلع الثمانينيات وأحرز معه بطولة أبطال افريقيا عام 1982، ثم انتقل الى تدريب منتخب «الفراعنة» عام 1988 وقاده الى نهائيات كأس العالم 1990 في ايطاليا للمرة الثانية في تاريخ الكرة المصرية بعد عام 1934، وحقق وقتها الجوهري نتيجة طيبة، وذلك بعد تعادل المنتخب المصري مع هولندا 1-1 في أولى مبارياته في المونديال، وتعادل والمنتخب الإيرلندي 0-0، وخسر أمام انكلترا ليخرج من الدور الأول.
وفي عام 1998 توجت مصر للمرة الرابعة بطلة لأفريقيا وبقيادة الجوهري الذي بات أول من يحمل اللقب القاري كلاعب ومدرب، ونال المنتخب المصري في عهد الجوهري بطولات إقليمية عدة منها ذهبية دورة الألعاب العربية 1992 في سوريا.
وتوج الجوهري بلقب بطولة أفريقيا للأندية أبطال الدوري عام 1993 مع الزمالك، إضافة إلى كأس السوبر الافريقي 1994 على حساب الغريم التقليدي الاهلي.
وانتقل عام 2002 للإشراف على تدريب المنتخب الاردني وأنيطت به مهمة الإشراف الفني على الكرة الأردنية، وبعد سنتين وصل بالنشامى الى ربع نهائي أمم آسيا 2004 في الصين قبل ان يخرج أمام اليابان بركلات الترجيح. حقق الكابتن الجوهري عدداً من الإنجازات للمنتخب الأردني، أهمها المركز الثالث في كأس العرب في الكويت، والثاني في دورة غرب آسيا.
الجوهري شارك ايضاً في «حرب أكتوبر 73»؛ إذ كان ضابطاً برتبة مقدم، وخرج من الخدمة برتبة عميد في سلاح الإشارة. ومنح العاهل الأردني «الكابتن محمود» وسام العطاء المتميز خلال استقباله له في القصر الملكي في عمان، بعد أن أنهى مسيرته مع الكرة الأردنية، وذلك تتويجاً لعطائه المتميز للكرة الأردنية. ونعى الاتحاد الاردني بشخص رئيسه الأمير علي المدرب الجوهري، معبراً فيه عن «أصدق مشاعر العزاء والمواساة لعائلة الفقيد وأسرة كرة القدم المصرية والأردنية والعربية والقارية والدولية لرحيل أحد أبرز رموز كرة القدم في الوطن العربي»، وأضاف: «ندين له (الجوهري) بالفضل لكل ما أنجزناه على صعيد كرة القدم العربية والقارية والدولية». وستقام له جنازة عسكرية قبل دفنه.