ميلان فقد عرشه ومكانته في إيطاليا وأوروبا بعد أن أصبح فريقاً لا يملك الكثير من اللاعبين الذين يستطيعون صناعة الفارق في أي وقت وفي أي مناسبة كانت. إدارة ميلان وعلى رأسها رئيس الوزراء الايطالي السابق سيلفيو برلسكوني هي التي كانت السبب الرئيسي في ما حلّ بالفريق اللومباردي الذي كان سيّداً على «القارة العجوز». وكما هو معلوم، كان ميلان أحد أبرز الاندية التي تستقطب اللاعبين النجوم الذين يناسبون تاريخه وثقافته وتقاليده ولا يفرط بأي لاعب مهم لديه إلا في حالات استثنائية. لكن في عام 2006 كانت نقطة البداية نحو الطريق الوعر عندما تمّ بيع الأوكراني أندريه شفتشنكو لتشلسي الإنكليزي، بعدما قدّم الأخير أداءً رائعاً، ثم كان بيع النجم الأول البرازيلي ريكاردو كاكا في 2009 لريال مدريد الإسباني، وقد ذهب مال تلك الصفقة بالكامل لتعديل الميزانية، فغاب الدعم الفني للفريق. وهنا بدأ «الروسونيري» جلب مواهب صاعدة ثم بيعها بأضعاف لسد العجز في خزينته.
وهذا التوجّه كاد أن يفقده المزيد، إذ إن آخر المعروضين للبيع كان البرازيلي الكسندر باتو قبل أن تفشل الخطة بسبب تدخل صديقته، باربارا سيلفيو برلسكوني لمنع ذلك. أما في موسم 2011، فقد تخلى ميلان عن أحد أفضل لاعبي خط الوسط في العالم، أندريا بيرلو، ليترك فراغاً كبيراً في التشكيلة.
وأخيراً رحل «ايبرا» وسيلفا عن الفريق في خطوة ستؤدي الى تراجع كبير على الصعيد الفني، لأنه تخل عن أحد أفضل المهاجمين وأحد افضل المدافعين، اذا لم يكن أفضلهم، في العالم، والتعويض بالتأكيد لن يكون بالمستوى عينه.
إبراهيموفيتش قوة أكيدة في أي فريق، ولاعب يصنع الفارق، فهو متعدد الادوار: يسجل الأهداف من داخل منطقة الجزاء وخارجها وبجميع الأساليب الممكنة، أضف أنه صانع أهداف ممتاز جداً، إذ يجيد التمرير والتحرك، ولديه رؤية ممتازة للملعب، لذا فان تعويضه يفترض أن يكون باستقدام صانع ألعاب حقيقي مع مهاجم قادر على اللعب جيداً داخل المنطقة.
ومع اعتزال «وزير» الدفاع أليساندرو نيستا، ورحيل صمام الأمان سيلفا، أصبح وضع ميلان أصعب، فخط الدفاع سيكون بقيادة الفرنسي فيليب ميكسيس، لاعب ثقيل ولا يستطيع أن يقف بوجه أفضل المهاجمين. أما محور الدفاع الآخر فسيكون دانييللي بونيرا الذي لم يرتقِ يوماً الى المستوى المطلوب.
ولعل إقدام مجموعة كبيرة من مشجعي ميلان على إقامة «جنازة» أمام مبنى النادي في ميلانو تعبيراً منهم عن غضبهم لبيع النجوم هذا الصيف، يلخص حال النادي راهناً. وهي الخطوة التي بررها برلسكوني بسعيه لإغناء خزينة النادي عبر توفير مبلغ 150 مليون يورو!
آمال الجماهير تبدو الآن معقودة على عودة كاكا. خطوة إذا ما تمت فقد تريح هؤلاء نوعاً ما، لكن يبقى الهاجس من مستوى البرازيلي الذي بدا فاقداً لرونقه مع ريال مدريد، فضلاً عن الضغوط على كاهل أليغري حيث يرى بعض الخبراء في إيطاليا أن هذا الاخير تنتظره مهمة صعبة وشبه مستحيلة لتشكيل فريق قادر على استعادة الـ«سكوديتو» واللقب الأوروبي.



روبينيو يرفض الرحيل

يبدو البرازيلي روبينيو آخر الأسماء الكبيرة التي لا يجد ميلان مشكلة في التخلي عنها، وذلك بعدما مدّد عقد المصري الأصل ستيفان الشعراوي، الذي يتوقع أن يأخذ مكانه أساسياً في تشكيلة ماسيميليانو أليغري. إلا أن روبينيو يرفض الرحيل حالياً أو مجرد التفكير في الأمر، رغم تأكيده أن ناديه السابق سانتوس يسعى إلى استعادته.